لوموند: لماذا لم تستدع فرنسا سفيرها في لندن؟.. الاستثناء البريطاني الغريب

2021-09-19

على عكس ما تحاول باريس إخفاءه، لعب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون دورًا رائدا في شراكة "أوكاس" ( Aukus) الجديدة التي تضم، فضلا عن بريطانيا، الولايات المتحدة وأستراليا، وفقًا لما نقلته صحيفة "لوموند" (Le Monde) الفرنسية عن وسائل إعلام بريطانية.

وهذا ما جعل الصحيفة تتساءل في بداية تقرير لها حول الموضوع عن السبب الذي جعل فرنسا تحرص على التقليل من أهمية دور المملكة المتحدة في التحالف مع واشنطن وكانبيرا لتزويد أستراليا بغواصات نووية.

فلماذا لم تستدع باريس، أول أمس الجمعة سفيرتها كاثرين كولونا في لندن من أجل "التشاور"، كما فعلت مع سفيريها في الولايات المتحدة وأستراليا، لإبراز مدى غضبها من فسخ عقد الغواصات؟ تتساءل لوموند.

ولمحاولة استيضاح خلفية هذا الموقف الفرنسي، نقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي فرنسي قوله، في حديث لوكالة رويترز، إن باريس ترى أن المملكة المتحدة إنما رافقت "بطريقة انتهازية" العملية التي انتهت بإلغاء عقد الغواصات بين أستراليا وفرنسا، ويبقى الجاني الرئيسي في قصة الخيانة والتستر هذه بين الحلفاء هو، وفقا لفرنسا، أستراليا التي فسخت عقدا تاريخيا بعد 5 سنوات من توقيعه دون إنذار مسبق، كما لعبت الولايات المتحدة دورًا حاسما حين وافقت على مشاركة كانبيرا تقنيتها النووية، وفقا للصحيفة.

لكن جونسون، حسب ما نقلته لوموند عن مصادر في داونيغ ستريت، لم يلعب دورا ثانويا على الإطلاق في إبرام شراكة أوكاس، بل كان جزءًا من اجتماع ثلاثي حاسم مع الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون على هامش قمة دول السبع في كورنوال (منتصف يونيو/حزيران الماضي) والتي استضافتها بريطانيا.

وأضافت لوموند أن وسائل الإعلام لم تأل اهتماما يذكر بذلك الاجتماع، مشيرة إلى أن أول اتصال لأستراليا كان مع البريطانيين، كما أكدت ذلك صحيفة تايمز (Times) البريطانية أمس السبت.

كما ذكرت تلك الصحيفة أن الاتصال المذكور ربما جرى في مارس/آذار الماضي بين رئيس البحرية الملكية البريطانية ألسير توني راداكين ومايكل نونان نائب الأدميرال الأسترالي، أما الأميركيون فقد استغرق إقناعهم بهذه الصفقة وقتا أطول.

وهذا ما جعل لوموند تتساءل: هل يميل الفرنسيون إلى التقليل من شأن البريطانيين؟ لتجيب بأن جونسون لا يحظى بتقدير كبير في باريس ولا في بروكسل، إذ يُنظر إليه على أنه زعيم غير جدير بالثقة، سهل عليه النكوث بالتزاماته الدولية بعد أشهر فقط من التوقيع عليها، حسب الصحيفة.

ولفتت لوموند إلى أن باريس لا ترغب ربما في زيادة تدهور علاقاتها مع شريك اقتصادي ودفاعي رائد مثل لندن، ولئن كان بين البلدين خلاف بشأن المهاجرين، فإن فرنسا تدرك أن عليها أن تعمل بشكل وثيق مع بريطانيا في المستقبل على غرار التدخل في مالي، وربما لهذا السبب لا تلوم فرنسا لندن على صفقة الغواصات، كما يرى جيمي جاسكارث، أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة المفتوحة والمحرر المشارك لمجلة دراسات الأمن العالمي، "فلكي تكون أوروبا بقوة دفاعية ذات مصداقية، يجب أن تُشرك لندن".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي