كتاب "ضفائر السرد".. دراسات تسلط الضوء على العوالم الإبداعية

2021-09-18

لوحة: سعاد عبدالرسول

يقدم كتاب "كي نفهم الرواية الجديدة: دراسة، نصوص وحوار خاص" للكاتب والناقد المغربي أحمد المديني قراءة مفصلة ودقيقة محكمة لإحدى أهم المدارس الروائية والأدبية في القرن العشرين، مدرسة “الرواية الجديدة”، التي ظهرت في فرنسا في نهايات الأربعينات، واتسعت وتطورت لتصبح نهج الكتابة السردية والمميزة لأهم الأقلام الروائية الفرنسية: ناتالي ساروت، كلود سيمون، مشيل بوتور، وآخرون.

وقد كان لهذه المدرسة تأثيرها الكبير فكل ما جاء بعدها تأثر بها ولم يلِها أي تيار محدد يفوقها، وذلك دليل عمق رؤيتها وأصالة فنها وتعبيرها عن العصر.

ألان روب غريي ومرغريت دوراس، على تباعد أسلوبهما، يُمثّلان هذه المدرسة خيرَ تمثيل، وخاصة ألان روب غريي الذي يُعدّ مُنظّرا لها وكتب أقوى رواياتها التي استخلص منها النقاد قواعد فنها.

ويشرح المديني القواعد التي وضعها غريي مدرجا نصوصا له، وحوارا خاصا أجراه معه، وهو حوار شهادة يزود القارئ بالمصادر الأصلية لهذه التجربة وجمالية تعبيراتها.

قصص تغري الناقد للوقوف عند عوالمها

 

دراسات في قصص عراقية

يضمُّ كتاب “ضفائر السرد.. أبحاث في منجز فاتح عبدالسلام القصصي” مجموعة من الدراسات التي تسلط الضوء على العوالم الإبداعية للروائي والقاص العراقي فاتح عبدالسلام كتبها نخبة من النقاد العراقيين وقام بجمعها وتحريرها الناقد جعفر الشيخ عبوش.

ويدرس الكتاب الأنساق الثقافية في قصص عبدالسلام، مبينا طرق استيلاد المفاهيم الثقافية في قصصه وأنساقها المضمرة والفاعلية الثقافية للمكان في الخطاب القصصي وفتنة العتبات وفاعلية المتن النصي وغيرها من القضايا التي حللها النقاد المساهمون في الكتاب.

ويعتبر محرر الكتاب أن قصص عبدالسلام "تغري الناقد للوقوف عند عوالمها لفك اشتباك الدلالات وتعقّد المسارات".

مؤكدا أن معاينة تجربته القصصية ستتيح للقارئ “رصد تحولات في الرؤية الفنية، لاسيما في استلهام التجربة عوامل تحفيزها من العالم الواقعي، مع تجل للبُعد الأسطوري أحيانا”، مضيفا “كما يرصد مشاهدات عميقة من الحروب المتعاقبة، فيوظّف أحداثها بإخراج فنيّ يقترب من السيناريو والتجريب“.

احذروا الاستشراق المعاكس

"الشرق المتخيل في الخطاب الغربي" الكتاب الجديد للباحث اللبناني جان جبور، والذي يعتبر دراسة تحليلية لنظرة الغرب إلى الشرق من خلال النموذج الفرنسي.

وترصد هذه الدراسة تطور نظرة الغربيين إلى الشرق من القرون الوسطى حتى نهاية القرن العشرين، عبر تحليل نماذج أدبية لكتاب فرنسيين معروفين، أمثال بوستيل وراسين وفولتير وفولناي وشاتوبريان وهوغو ولامارتين وفلوبير وبرتران وغيرهم، وصولا إلى مطلع الألفية الثالثة ومفترق الحادي عشر من سبتمبر وتداعياته، مع رينه مارشان وميشال ويلبيك وانتشار الإسلاموفوبيا.

كما يبين الكتاب كيف أن معظم هؤلاء الأدباء عكسوا في نتاجهم المقولات الثابتة الراسخة في أذهان مواطنيهم والتي اتخذت شكل قوالب نمطية، فأتى تمثيل الشرق من خلال مفاهيم وصور لا علاقة لها بالواقع في أغلب الأحيان.

داعيا إلى محاذرة الوقوع في فخ الاستشراق المعكوس أو التسليم بمقولة صراع الحضارات.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي