التايمز: مرتزقة "فاغنر" يصلون مالي والشركة توقع عقودا مع نيجيريا وإثيوبيا

2021-09-14

نشرت صحيفة “التايمز” تقريرا أعدته جين فلانغان وتشارلز بريمنر، قالا إن المرتزقة الروس قد يصلون إلى مالي وسيقدمون الحماية للطغمة العسكرية التي سيطرت على الحكم في البلاد.

وأشارت الصحيفة إلى أن شركة فاغنر للتعهدات الأمنية التي أرسلت مرتزقتها إلى ليبيا وسوريا وجمهورية أفريقيا الوسطى والسودان وأوكرانيا، تقترب من توقيع عقد لإرسال 1000 عنصر من قواتها لدعم الحكم العسكري في باماكو، وهي خطوة أثارت مخاوف فرنسا، المستعمر السابق لمالي.

وستحصل الشركة على 10.8 ملايين دولار في الشهر مقابل نشر قواتها، وذلك نقلا عن مصادر دبلوماسية. وستكون مهمة هذه القوات تدريب القوات المالية وتوفير الحماية للمسؤولين البارزين في بلد شهد انقلابيْن منذ العام الماضي، ويواجه تمردا إسلاميا في معظم منطقة الساحل.

وتزامنت التقارير عن إمكانية الاستعانة بالمرتزقة الروس بعد إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في حزيران/ يونيو عن تخفيض المهام العسكرية الفرنسية في العملية التي أطلق عليها “عملية برخان” والتي يشارك فيها 5 آلاف جندي فرنسي يتخذون من مالي مركزا لعملياتهم. وقال ماكرون إن بلاده ستخفض عدد قواتها وتتعاون مع دول أخرى في مكافحة التمرد.

وتقول الصحيفة إن روسيا سارعت باستثمار جيوب الفوضى في أفريقيا وتراجع العلاقات بين الغرب ومستعمراته السابقة. وتضيف أن مرتزقة فاغنر وهي الشركة التي يديرها يفغيني بريغوجين، المقرب من الكرملين، كانوا في العاصمة باماكو عام 2019. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع المالية، إن هناك رغبة بالتعاون الوثيق مع موسكو لكن لم يتم بعد توقيع اتفاقية معها: “الرأي العام في مالي مع تعاون وثيق مع روسيا في ضوء الوضع الأمني الراهن، لكن لم يتم اتخاذ قرار بعد”.

وتغيرت السلطة مرتين في مالي خلال عام واحد، أولا، عندما أطاح الجيش بالرئيس أبو بكر كيتا في آب/ أغسطس، ثم مرة ثانية عندما سيطر العقيد أسيمي غويتا على الحكم في شباط/ فبراير. وبحسب التقارير الألمانية والتي تعامل الفرنسيون معها بجدية، فقد قضى اثنان من منظمي الانقلاب عاما في أكاديمية عسكرية بروسيا. وتم تحديد عدة مواعيد لانتخابات في شباط/ فبراير المقبل، ولكن الطغمة العسكرية لم تف بها. وهناك حالة من القلق التي فاقمها عدم الاستقرار في منطقة غرب أفريقيا التي شهدت أربع انقلابات في عام، كان آخرها انقلاب في غينيا هذا الشهر.

وتقول الصحيفة إن عدد المرتزقة في فاغنر قد زاد في السنوات الأخيرة، حيث ظهروا في 12 دولة نصفها في القارة الأفريقية. ووقّعت في الشهرين الماضيين عقود تعاون عسكري مع أكبر دولتين تعددا للسكان في أفريقيا وهما إثيوبيا ونيجيريا. وانتقد ماكرون جمهورية أفريقيا الوسطى لاستعانتها بفاغنر لتقوية أمنها، حيث أخبر مجلة “لو دومانش” أن الرئيس تواديرو أصبح “رهينة لفاغنر”. ويحرس رئيس الدولة الغنية بالمعادن مرتزقة من الشركة، فيما أصبح مسؤول أمني سابق من روسيا مستشارا له.

وقال ماكسيم شوغيلي، الرجل الغامض المرتبط بالكرملين والذي لعب دورا في التدخل الروسي في ليبيا ودول أفريقية أخرى، إن روسيا أصبحت عامل استقرار في أفريقيا وأهم من فرنسا. وقال شوغيلي الذي يترأس المؤسسة الروسية لحماية القيم القومية: “يمكن أن تقدم روسيا الدعم الحقيقي لباماكو وتوسع من تأثيرها في القارة الأفريقية”.

وزار وزير الدفاع المالي سعيدو كامارا موسكو في بداية أيلول/ سبتمبر، فيما وصفت بأنها زياة تأتي “في “إطار التعاون والدعم العسكري”. ويدور النشاط الروسي على التدريب العسكري وصفقات الأسلحة. ويقدر معهد ستوكهولم لأبحاث السلام أن أفريقيا مثلت 18% من صادرات السلاح الروسية في الفترة ما بين 2016-2020.

وقالت مصادر لوكالة أنباء رويترز، إن وجود المرتزقة في مالي سيؤثر على التمويل الدولي الذي ساعد على بناء القوات المالية المسلحة. ورفض المسؤولون الفرنسيون التعليق على نشاطات شركة فاغنر.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي