
في ثلاثة آلاف وخمسمائة كلمة تحت عنوان (إلى تشيخوف) تدخل الروائيّة السوريّة شهلا العجيلي عوالم المسرحيّ والقاصّ والطبيب الروسيّ الشهير أنطون تشيخوف، وذلك بنوفيللا اتخذت صيغة رسالة تقارب فيها نصوصه، وتذكّره بشخصيّاته وبمدى قربها من أشخاص نعرفهم ويعيشون بيننا، وهكذا تأخذه إلى مافاته من أحداث منذ الحرب العالميّة الأولى، وإلى المتغيّرات في بعض الجغرافيّات والإثنيّات التي كان قد تحدّث عنها في نصوصه، وتقوده بدورها نحو جغرافيّاتها الخاصّة وأماكنها المحبّبة: حلب ودمشق وعمّان، وتحدّثه عن الحروب والثورات والنساء وبساتين الكرز:
«سورية الآن منطقة لنفوذكم، مثلما كانت بلغاريا في العام 1877 أثناء أزمة البلقان، ونقول إنّكم أصدقاؤنا. أسمع الآن أغنية قديمة عن الشام، تصفها بأنّها فتاة جميلة ضفائرها عصيّة على المشط، وأبكي مثل هنديّة حمراء هزّتها جرعات الأيواسكا!».
تقول الكاتبة إنّ العنصر الحاسم في النوفيللا هو الحبكة، إذ تعتمد على قدرة الكاتب على إدارة الأحداث بحيث يقدّم حكاية كاملة تصوّر أكثر من جانب من جوانب الحياة، لكن بعدد محدود من الكلمات، فلا تبلغ طول الرواية وتعقيدها، كما تتجاوز هدف القصّة في تقديم زاوية واحدة من زوايا الحياة، وهي قدّمت محاكاة دراميّة مرّة وساخرة أخرى من خلال قصّتين تجمعهما حبكة بوليسيّة، بنت عليهما نصّها، ووزّعت عليهما الحبكة الرئيسة للنوفيلا.
تتعلّق كلّ قصّة منهما بثيمة ما كان قد اشتغل عليها تشيخوف في بعض نصوصه المعروفة بالواقعيّة، والتي تتبّع نقاط الضعف البشريّة والرغبات المتطرّفة في النفس الإنسانيّة، كالحبّ والطمع والوساوس القهريّة، والقرارات المصيرية الخاطئة.
صدرت هذه النوفيللا في منصّة (رَوى) الإلكترونيّة، التي هي مشروع نوعيّ وجديد في عالم النشر، ومن خلال هذه المنصّة ستصدر اثنتا عشرة نوفيللا، واحدة لكلّ شهر، وستكون قراءتها عبر الاشتراك بالموقع أو عبر جهاز كيندل، حيث سنجد كلمة المحرّر وإضاءة حول الكاتبة، وحوار معها حول حيثيّات كتابة النصّ.