"ما يحدث في أفغانستان لن يبقى فيها".. مخاوف من توسع هجمات داعش في أنحاء الشرق الأوسط

2021-08-28

كابول-وكالات: أثارت الهجمات الأخيرة التي تبناها تنظيم الدولة "داعش" في أفغانستان واستهدفت محيط مطار كابول، والتي خلَّفت عشرات القتلى والجرحى، مخاوف بشأن قدرة التنظيم على شن هجمات في مناطق أخرى بالشرق الأوسط، وفق ما ذكره تقرير موقع Middle East Eye البريطاني.

حسب تقرير الصحيفة الذي نشر الجمعة 27 أغسطس/آب 2021، كانت نوايا الفرع الأفغاني لـ"داعش" في الهجوم على البلاد واضحة للغاية؛ لدرجة أنَّ المسؤولين الأمريكيين حذروا مراراً وتكراراً من أنَّ الجماعة من المحتمل أن تضرب المطار.

دعاية مفيدة لـ"داعش"

بعد ساعات من الانفجار، قال رايان كروكر، سفير الولايات المتحدة السابق في أفغانستان، إنَّ "الحرب لم تأتِ بعد. كان إعلان الانسحاب والعملية بالكامل بمثابة دفعة معنوية هائلة للمتطرفين في كل مكان".

أضاف الدبلوماسي الأمريكي السابق: "القاعدة وداعش وطالبان الباكستانية. سَمِّ ما شئت منهم، يمرون بمرحلة نشطة ويعرفون ذلك. ما يحدث في أفغانستان لن يبقى في أفغانستان. لقد رأينا ذلك من قبل".

بينما يقول المحللون إنَّ مقتل 13 جندياً أمريكياً سيكون دعاية مفيدة لـ"داعش"- الجماعة التي تحتفل بالهجمات الفاشلة- لإلهام أتباعها وتجنيد آخرين وشن المزيد من الهجمات.

لكن السؤال، حسب الموقع الأمريكي، هو ما إذا كان مؤيدو التنظيم والجماعات التابعة له- في العراق وسوريا واليمن وليبيا وسيناء والساحل وغرب إفريقيا- لديهم القدرة والمواد اللازمة لتنفيذ ذلك.

قال توبياس بورك، الباحث في دراسات أمن الشرق الأوسط في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن: "من الواضح جداً بالنسبة لي أنَّ داعش كانت تبحث عن فرص لتنفيذ توعداتها، وستواصل البحث عنها". وأردف: "لكن ما إذا كانوا سينجحون في ذلك هو سؤال مختلف تماماً".

مستقبل مقلق في المنطقة

تابع أنَّ مساحة نشاط "داعش" في سوريا واليمن تبدو ضيقة جداً في الوقت الحالي، بينما في العراق وليبيا، أظهر التنظيم بعض القدرات في الأشهر الأخيرة. ومع ذلك، فإنَّ أكبر مجال للقلق هو غرب إفريقيا والساحل.

لكن قد يكون من الصعب تقييم قدرة أتباع التنظيم؛ لأنها غالباً ما ترجع إلى المهارات والمواد المتاحة لمجموعات صغيرة من الأفراد، على حد قوله.

توبياس بورك خلُص: "لذا بطريقة ما، يمكن أن يُنظَر للوقت الحالي على أنه مجال لرؤية كم القدرات المتبقية لدى داعش".

بعبارة أخرى، ننتظر ونرى ما سيحدث. وفي الوقت نفسه، قال بورك إنَّ جماعات مثل القاعدة، عدو داعش، قد تشعر بالضغط لإثبات أنها لا تزال قائمة.

أوضح قائلاً: "الفضاء الجهادي هو المكان الذي تتنافس فيه المنظمات في نهاية المطاف على مساحة نفوذ صغيرة إلى حد ما، وبالتالي يتعين عليها إظهار ما لديها من إمكانات".

حرب أبدية على الإرهاب

مع استمرار ظهور عواقب الانسحاب الأمريكي، لاحظ الكثيرون يوم الجمعة 27 أغسطس/آب، مثل السفير الأمريكي السابق رايان كروكر، أنه من الواضح الآن أنَّ "الحرب الأبدية" بعيدة كل البعد عن النهاية.

في تغريدة على تويتر، كتب ديفيد روثكوبف، مقدم المدونة الصوتية السياسية Deep State Radio على تويتر: "في السنوات العشرين الماضية، زاد عدد الإرهابيين بمئات الأضعاف، وربما آلاف المرات".

من جانبه، قال المُعلِّق مهدي حسن: "لقد غزونا أفغانستان لمحاربة جماعة إرهابية، هي القاعدة، التي هاجمتنا. وبينما نغادر الآن، تهاجمنا داعش، مجموعة إرهابية أخرى أسوأ من القاعدة ولم تكن موجودة عند بداية غزونا".

كما أضاف: "كل ما قدمته لنا الحرب على الإرهاب هو المزيد من الحرب والإرهاب".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي