
قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية في مقال افتتاحي بعنوان “للشعب الأفغاني كل الحق في الاعتقاد بأن بريطانيا، مثل الولايات المتحدة، تدير ظهرها”، ان انهيار السلطات الأفغانية والجيش جاء بسبب قرار الولايات المتحدة سحب قواتها بحلول الذكرى الـ20 لهجمات 11 سبتمبر/أيلول الشهر المقبل.
وانتقدت الصحيفة عدم اجراء اي نقاش سياسي حول سحب القوات البريطانية من أفغانستان، واقتصار الأمر على التركيز على تنفيذ قرارات دونالد ترامب ثم جو بايدن، حيث أنه منذ الانضمام بريطانيا إلى غزو أفغانستان عام 2001، قتل 457 من أفراد الخدمة.
وأوضحت “من حق الشعب الأفغاني أن يعتقد أن بريطانيا، مثل الولايات المتحدة، تتراجع. يعترف وزراء بريطانيا الآن بأن التهديد الإرهابي للغرب من المتطرفين الإسلاميين الذين قاتلوا إلى جانب طالبان، حقيقي للغاية وقد يجبر بايدن على إعادة القوات إلى أفغانستان في حالة وقوع هجوم آخر على الأراضي الأمريكية”.
وأضافت ان الحكومة البريطانية لا مبرر لها بالوثوق بوعد طالبان بعدم العودة الى حكم العصور الوسطى الهمجي، لأنها لا تثق في حفاظ طالبان على سلامة الدبلوماسيين البريطانيين، الذين يتم إجلاؤهم على عجل، الأمر الذي يؤثر على المكاسب الحيوية البريطانية، و”يبدو أن بريطانيا استجابت لحلفاء الناتو، مثل فرنسا وألمانيا، بشأن الحفاظ على وجودها في أفغانستان بدون الولايات المتحدة، لكنها قررت أنها لا تستطيع المضي بمفردها. وتسلط هذه الحلقة الضوء على حدود بريطانيا العالمية، دولة تعتمد كليا على أمريكا، دون القدرة على التأثير عليها، وقد عزلت نفسها أيضا عن شركائها الأوروبيين”.
منوهة الى انه لا يزال بإمكان جونسون “إنقاذ شيء ما من حطام سياسة بريطانيا. ويجب عليه تجاوز تردد وزارة الداخلية الواضح في إرسال إشارة خاطئة حول سياسة اللجوء من خلال الوفاء بالالتزام الأخلاقي للبلاد تجاه حوالى 5000 شخص ساعدوها خلال فترة وجودها في أفغانستان، وحاملي جوازات السفر المزدوجة وعمال الإغاثة والأمن. يجب على الحكومة أن تعكس أي تخفيضات في المساعدات المقدمة إلى الدولة والناجمة عن التخفيض الكارثي البالغ 4 مليارات جنيه إسترليني في ميزانية التنمية الدولية لبريطانيا”.
وتنقل الصحيفة عن توم توجندهات، الذي يرأس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم، وصفه الأحداث الجارية بأنها “بوضوح أكبر كارثة سياسة خارجية منفردة” منذ أزمة السويس عام 1956.
ويخشى توبياس إلوود، الذي يرأس لجنة الدفاع، من هجوم على مستوى 11 سبتمبر/أيلول “كوخزة في وجه التحالف الغربي لإظهار مدى عدم جدوى جهودنا على مدى العقدين الماضيين”، وفق الصحيفة.
وختمت الصحيفة “لقد خانت بريطانيا الشعب الأفغاني ذات مرة. وإذا استمر جونسون في محاولة إبقاء رأسه منخفضا على أمل أن تطير معظم الأحجار باتجاه واشنطن، فسوف يفعل ذلك مرة أخرى. ليس هذا الوقت للابتعاد، على حد تعبيره “.