"شبح الحرب الأهلية يخيم".. مواجهات دامية في جمهورية جنوب السودان

2021-08-10

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الاشتباكات الدامية التي وقعت بين أجنحة متصارعة تنتمي إلى حزب نائب رئيس دولة جنوب السودان، باتت تهدد الاستقرار الهش في البلاد والذي جاء عقب حرب أهلية استمرت نحو 5 أعوام وأدت إلى مقتل أكثر من 400 ألف شخص.

وكانت مواجهات دامية قد اندلعت السبت، في ولاية أعالي النيل، شمالي البلاد، بين فصائل متناحرة داخل الذراع العسكرية للحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة رياك مشار بعدما قال خصومه في الحزب أنهم أطاحوا به.

واندلعت الاشتباكات بعدما أعلن خصوم مشار أنهم عزلوه من رئاسة الحزب ومن جناحه العسكري فيما اعتبر حلفاء مشار أن ما حصل "انقلاب فاشل".

وتبادل الجانبان الاتهامات حول من بادر إلى أعمال العنف السبت التي قتل فيها 32 شخصا على الأقل في ولاية أعالي النيل الحدودية مع السودان.

وقد يشكل القتال ضغطا إضافيا على اتفاق السلام الهش الذي أبرم في 2018 لتقاسم السلطة بين مشار وخصمه القديم الرئيس سلفا كير، وقد أنهى هذا الاتفاق حربا أهلية دامية في أحدث دولة في العالم وأسفر عن حكومة ائتلافية.

ويشغل مشار منصب نائب الرئيس، بينما يتولى غريمه سلفا كير الرئاسة. ويدير الطرفان البلاد حالياً في تعايش صعب بعدما تواجها خلال الحرب الأهلية التي اندلعت في البلاد منذ العام 2013 وخلّفت نحو 400 ألف قتيل.

وكجزء من اتفاق السلام الموقع في 2018، انضم مشار مجددا في فبراير 2020 إلى حكومة وحدة وطنية، إلا أن التشكيك المتبادل تواصل وبدأت تظهر انشقاقات سريعا بسبب الفشل في تنفيذ الكثير من بنود الاتفاق.

وقد لعبت الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) التي تضم سبع دول من شرق أفريقيا دورا أساسيا في محادثات السلام في جنوب السودان وإبرام اتفاق وقف اطلاق النار وتقاسم السلطة الذي أبرم عام 2018.

الملايين بحاجة إلى مساعدات

ويحتاج حوالي 8.3 مليون شخص في جميع أنحاء جنوب السودان إلى المساعدة الإنسانية، مع نقص البنية التحتية والعنف ضد العاملين في المجال الإنساني الذي يعرقل إيصال المساعدات، في حين تسببت الفيضانات الموسمية المبكرة في نزوح ما لا يقل عن 90 ألف شخص في مقاطعتين على الأقل بولاية جونقلي هذا الشهر، وفقًا للأمم المتحدة.

وأكد، لوكا بيونج دينج كوال، الأكاديمي والوزير السابق، في تحليل لـ" مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية" أن العنف بات يتفشى بين القبائل مع جهود نزع السلاح التي أدت إلى اشتباكات مع السلطات وقتل العشرات قبل عام، وذلك في وقت يتغلغل الفساد في الاقتصاد.

وأشار إلى أنه قد جرى اتهام مسؤولين بجني أرباح طائلة من النفط، المصدر الرئيسي لدخل الحكومة، كما أثرت جائحة فيروس كورونا على الدخل الضئيل للناس في وقت جرى فيه تطعيم واحد في المائة فقط من السكان البالغ عددهم 11 مليون نسمة.

وأكد أنصار مشار في الأيام الأخيرة على أنه لا يزال مسؤولاً إلى حد كبير وأن ثلاثة جنرالات شاركوا في الدعوة إلى إقالة نائب الرئيس قد تم فصلهم.

سيناريو قاتم

ومع ذلك، تشير الأحداث الأخيرة إلى الكيفية التي يواجه بها الرئيس  سيلفا  كير  ومشار تحديات داخل حزبيهما، إذ سبق لرئيس البلاد أن واجه دعوات بالتنحي وبالاستقالة، وبالتالي فإن هذه التوترات المستمرة تهدد بتشكيل عقبة خطيرة مع اقتراب الانتخابات في العام أو العامين المقبلين، إذ ان السلطات أجلت الانتخابات إلى السنة المقبلة دون الالتزام بجدول زمني محدد، مما قد يؤدي إلى تجدد العنف.

و لتجنب حدوث أزمات مستقبلية، كانت هناك دعوة متزايدة لصياغة وإقرار دستور جديد من شأنه أن يوزع السلطة بشكل أكثر مساواة ويضمن تحقيق العدالة لضحايا الحرب الأهلية، وفي هذا الصدد أوضح آلان بوزويل ، المحلل البارز لجنوب السودان في مجموعة الأزمات الدولية إن مواجهة أزمة القيادة الآن، لا تزال بعيدة المنال بالنسبة لأحدث دولة في أفريقيا.

وزاد "لا يوجد حتى الآن أي مؤشر على إعادة ضبط أوسع في سياسة جنوب السودان.. وبدلا من ذلك، تستمر الانقسامات في التصاعد."







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي