8 أسباب للاستعانة بصديق لفض الاشتباك بين رغبتك في الرياضة وميلك الفطري للكسل

2021-07-31

محمد صلاح

يُعد "العزم على ممارسة الرياضة" من أكثر القرارات التي يتخذها معظم الناس أول كل سنة جديدة، لكن الواقع يقول إن من بين 47% ممن يفعلون ذلك، ينجح 8% فقط في الالتزام به.

وقد أرجع موقع "هافبوست" (Huffpost) هذا النكوص إلى أسباب، منها التعلل بضيق الوقت، ومن ثم التسويف. والبدايات الحماسية المندفعة سريعة الفتور. وافتقاد المتعة المحفزة على الاستمرار.

لكن أهم الأسباب كان هو غياب المساءلة عن التقصير، والتي تتحقق بإشراك الأصدقاء في التمرين، حيث أكدت دراسة لجامعة ستانفورد في عام 2010، أهمية الدعم الاجتماعي لمن يحاولون الالتزام بتمارين اللياقة البدنية.

فمنذ القدم، كان نمط الحياة الكسول جذابا للإنسان، بدافع توفير الطاقة لكسب القوت والتناسل، مما جعله ميالا للراحة، مُقلا من الحركة والنشاط. كما يقول دانييل ليبرمان، عالم الحفريات القديمة بجامعة هارفارد، ومؤلف كتاب "التمارين: لماذا لم نتطور أبدا للقيام بشيء صحي ومجز".

وينصح ليبرمان قائلا "إذا كنت تريد أن تظل متحمسا لممارسة الرياضة، فابحث عن رفيق يساعدك في توفير الدعم الإيجابي، لإبقائك ملتزما بالتمرين، حتى لو كان لديك نفور فطري من الرياضة".

التكاسل الفطري عن الرياضة

أظهرت أبحاث ليبرمان أن البشر لديهم حوافز بيولوجية وثقافية كبيرة لتجنب ممارسة الرياضة، "فمنذ القِدم، كان تجنب إنفاق أية طاقة غير ضرورية، يُعد أمرا مهما من أجل البقاء، حتى يتمكن الإنسان البدائي من استغلال الوقت للأمور المصيرية، مثل العثور على الطعام والتناسل".

ولعل هذا هو السبب الكامن وراء صعوبة ممارسة الرياضة بالنسبة للغالبية العظمى منا، "فلدينا جميعا غرائز أساسية عميقة، تدفعنا لتجنب النشاط الزائد"، بحسب ليبرمان الذي يضيف أنه "حتى الأشخاص الذين يلتزمون بروتين للتمرين، يمكن أن يعانوا من أجل التزود بدافع قوي للذهاب".

وقبل ليبرمان، أظهرت دراسة "أن نمط الحياة الكسول، أكثر جاذبية للإنسان، لدرجة تجعل الدماغ يحتاج إلى موارد إضافية ومجهود أكبر، للتخلص من حالة الميل للاسترخاء". وهو الميل الذي تقول الدراسة إنه "استجابة لقوانين التطور البيولوجي لدى البشر".

فقد قام الباحثون في جامعتي جنيف السويسرية، وكولومبيا الكندية، بدراسة النشاط العصبي لمن يعانون صراعا بين حاجتهم للنشاط البدني، ورغبتهم في الخلود إلى الراحة. وأظهرت النتائج "أن انجذاب الإنسان نحو السلوكيات الخاملة، أو غير النشطة (كالقراءة، وألعاب الفيديو، ومشاهدة التلفزيون، واستخدام الحاسوب أو الهاتف الجوال)، هو ما يفسر التضارب بين العقل المحفز لممارسة التمارين الرياضية، وخفوت القدرة الحقيقية على القيام بذلك".

الأصدقاء كمصدر للتحفيز والإلهام

هذه دراسة ضمن عدد لا يحصى من الدراسات، عن مدى تحسين التمارين الرياضية لصحة أجسامنا، وعقولنا، ونوعية حياتنا. وهي خلاصات أبحاث علمية قد تصادفك طوال الوقت، دون أن تفجّر لديك الدافع لممارسة الرياضة، لكنك لست وحدك في ذلك.

فهناك 75% من الأشخاص البالغين في الولايات المتحدة وحدها، يُنفق عليهم 117 مليار دولار سنويا، تكاليف رعاية صحية، لأنهم "لا يمارسون أي نشاط بدني يتجاوز نشاط الحياة اليومية الروتيني"، وفقا لمركز السيطرة على الأمراض (CDC).

أيضا، لا يلبي 30% من البالغين و80% من المراهقين، الحد الأدنى من مستويات النشاط البدني الموصى به من منظمة الصحة العالمية (WHO).

ولكن، على الرغم من هذا التكاسل الفطري عن بذل الجهد في الرياضة، هناك طرق للتحفيز والإلهام، تتمثل في العثور على شخص قدوة يمارس الهدف الذي نطمح لتحقيقه، "فلا شيء يُفيد، مثل التمرن مع الأصدقاء"، كما يقول ليبرمان لموقع "إنسايدر" (Insider).

مُضيفا أن "الارتباط بصديق، أو مجموعة من الأصدقاء، للذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية. يضمن تعزيز الترابط الاجتماعي، والصداقة الحميمة، والمساءلة، التي تكون بمثابة تثبيط لطيف لمحاولة التراجع عن الالتزام بالتمرين".

فعندما تخطط للذهاب في جولة صباحية للتمرن مع صديق، "فهذا يجعلك مسؤولا أمامه، حيث ينتظرك في السادسة صباحا، وإذا لم تذهب، فسوف يغضب. لذلك ستلتزم، وتستمتع بالتمرين في النهاية"، بحسب ليبرمان.

8 أسباب للتدرب مع صديق

بعد ما أظهرته الأبحاث من أن ممارسة الرياضة مع الأصدقاء تُعد طريقة رائعة لحسم الصراع بين إرادة التمرين، والميل الفطري للراحة، هذه 8 أسباب لفعل ذلك وفقا للخبراء:

الاستمتاع، حيث تقلل الدردشة من الملل، ويكثر الضحك أثناء التشجيع، ومحاولة اللحاق بالركب.

كسب الصداقات، فالتمرين مع شخص لا تعرفه جيدا، يُعد فرصة لصداقة جديدة، فقد أثبتت دراسة لجامعة أكسفورد أن التمرين الجماعي يبني روابط أقوى.

الالتزام، ففي أيام التكاسل عن التمرين، سيكون ارتباطك بصديقك دافعا لالتزامك. تقول المدربة المعتمدة، إميلي كول، "إنك لا تمارس التمارين لنفسك فقط، بل تفعل ذلك من أجل شخص آخر أيضا، مما يجعلك عرضة للمساءلة عن مواعيدك".

الجدية، فعندما تتدرب مع صديق في مستوى لياقتك، فسوف تؤدي بجدية أكبر، قد تزيد من كثافة تمرينك بنسبة تصل إلى 200%، بحسب دراسة أجرتها جامعة ولاية كانساس.

التطور، فقد يمتلك رفيق التمرين بعض المهارات والمعرفة التي لا تمتلكها، فتتعلم مهارات جديدة.

الاقتصاد، فممارسة الرياضة مع صديق موفرة، مقارنة بتكلفة مدرب شخصي، أو شراء معدات.

السلامة، فوجود شخص مستعد لمساعدتك ودعمك عند رفع الأثقال -مثلا- قد يضمن سلامتك.

النجاح، ستشعر بإنجاز أكبر، فوجود شخص ما لتحفيزك، يحدث فرقا كبيرا، فقد وجدت الأبحاث أن احتمالات فقدان الوزن تزداد لدى الأشخاص الذين يخسر رفاقهم في التمرين وزنا بشكل ملحوظ. ووفقا لخبير التغذية الرياضي سكوت بابتي، فإن وجود شخص للتدريب معك "يمكن أن يساعدك في الحصول على فرصة أكبر بنسبة 176% لتغيير جسمك".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي