بوينغ.. مشكلات حقيقة أم تسليط ضوء زائد عليها؟

2021-07-26

بدا أن بوينغ واجهت مشكلات فنية متراكمة خلال الأشهر الأخيرة من أعطال كهربائية في قمرة قيادة طائرات ماكس وتشوهات في بدن طائرة 787 وتأخير في تسليم 777 إكس، لكن العديد من المراقبين يقولون إن الأمر نتيجة التشدد في الإشراف على أدائها.

ويلخص كين هربرت، أخصائي الطيران لدى كاناكورد جنويتي، الأمر بقوله إن "بوينغ، ولسوء حظها هي حاليًا تحت عدسة مكبرة، وهذا له ما يبرره".

فبعد الحادثين اللذين تعرضت لهما طائرتها الجديدة 737 ماكس وخلفا 346 قتيلًا في 2018 و2019 ، كانت شركة سياتل العملاقة محور تحقيقات عديدة.

محاولة استعادة الثقة

وتولى رئيسها ديف كالهون في يناير/ كانون الثاني 2020 منصبه وأمامه مهمة صعبة تتمثل في استعادة الثقة بالشركة. وسيتعين عليه أن يشرح موقفه الأربعاء عندما تُنشر النتائج الفصلية للمجموعة، بشأن الانتكاسات الأخيرة. 

وأعلنت شركة بوينغ في منتصف يوليو/ تموز أنها رصدت عيوبًا جديدة في طائرة 787 دريملاينر طويلة المدى كانت كفيلة بتقليل معدلات الإنتاج وتأخير تسليم الطائرة. وكانت المجموعة قد اكتشفت عدة عيوب في التصنيع الصيف الماضي، لا سيما في هيكل الطائرة.

كما حذرت إدارة الطيران الفدرالية شركة بوينغ في مايو/ أيار من أنها قد تطلب المزيد من الرحلات التجريبية قبل التصديق على الطائرة 777 إكس ذات الجسم العريض في المستقبل بسبب نقص البيانات الفنية.

وأدت المشكلات الكهربائية في قمرة القيادة في بعض طائرات 737 ماكس في أبريل/ نيسان إلى التجميد المؤقت لنحو مئة طائرة تم تسليمها للعملاء.

كما تخلفت المجموعة عن تسليم النموذجين الجديدين للطائرة الرئاسية إير فورس وان، بينما تواجه طائرة التموين كي.سي.46 مشكلات عدة.

عكس ثقافة الشركة

وهناك أسباب عديدة وراء هذه المشكلات. فهي ربما تفاقمت بسبب الوباء إذ تواجه المجموعة وموردوها المشكلات نفسها المتعلقة بالموظفين والإمداد مثل بقية قطاعات الاقتصاد. وقد يكون قرار نقل إنتاج 787 إلى موقع واحد في ساوث كارولاينا تسبب أيضًا في حدوث إرباكات.

 كما أن تقريرًأ برلمانيًا نُشر في سبتمبر/ أيلول الماضي عن حوادث ماكس سلط الضوء على تغيير طرأ على ثقافة الشركة بعد الاندماج مع ماكدونيل دوغلاس في عام 1997 مع إيلاء مزيد من الاهتمام للأرباح المالية وبدرجة أقل لحل المشكلات الهندسية.

ووجه هذا التقرير بشكل خاص إصبع الاتهام إلى "ثقافة الإخفاء" التي سادت لدى الشركة المصنِّعة بالإضافة إلى ضعف إشراف إدارة الطيران الفدرالية عليها.

ويقول المحلل برتراند فيلمر، رئيس مؤسسة استشارات الطيران أيْكيْر: "أظهرت التحقيقات فشل الجهتين، إحداهما في أداء دورها كمجموعة مصنِّعة والأخرى في دورها الإشرافي".

ويضيف: "إنهم يحاولون تصحيح الأمر؛ إدارة الطيران الفدرالية من خلال تعنتها في ما تطلبه، وهم يجدون أوجه قصور لا محالة".

وعن الرأي نفسه يقول رئيس مؤسسة سلامة النقل الجوي حسن شهيدي، موضحًا أنه يجري حاليًا تنفيذ التوصيات الصادرة بعد أعطال ماكس، مع أنظمة إدارة مخاطر جديدة تُترجم "بمزيد من الإشراف والشفافية".

خلل في التواصل

من جانبها، تقول بوينغ إنها عملت "بشكل منهجي" خلال العامين الماضيين من أجل تحسين السلامة. وفي حالة 787 على سبيل المثال، اتخذت الشركة "قرار إبطاء معدل الإنتاج لإجراء عمليات تفتيش إضافية وربما القيام ببعض أعمال الإصلاح، حتى وإن أثر في بعض الأحيان على العمليات" 

وتصر إدارة الطيران الفدرالية من جانبها على استعدادها لفحص جميع الجوانب المتعلقة بالسلامة.

 

فعلى سبيل المثال، عندما اقترحت بوينغ في شهر مايو خوارزمية كوسيلة لفحص طائرات 787، طلبت إدارة الطيران الفدرالية تعليق عمليات التسليم حتى يتسنى فحص البيانات الكامنة وراء الاقتراح.

 

وقال مصدر داخل إدارة الطيران الفدرالية لوكالة فرانس برس إنها لم تعد تريد أن تسلم بصحة ما تقوله المجموعة، لا بل تريد الاطلاع على البيانات.

 

 

ويقول كين هربرت من كاناكورد جنويتي إن النكسات الأخيرة التي منيت بها طائرة 787 تسلط الضوء على مشكلات في التواصل الداخلي إذ أن ديف كالهون أكد مرارًا وتكرارًا أن المشكلة ستُحل بسرعة. ويضيف هربرت أن المسألة تتعلق "بالقدرة على تبيُّن الأخبار السيئة وحلها في الوقت المناسب ... هذا يعطي الانطباع بأن الشركة لا تتعامل مع الوضع من منظور شامل".

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي