بعد التوترات الأخيرة.. هل يؤثر سد النهضة على علاقة السعودية بإثيوبيا؟

صامويل راماني/المونيتور
2021-07-18

أعلنت السعودية في 6 يوليو/تموز عن دعمها للحقوق المائية لكل من مصر والسودان مع تصاعد أزمة سد النهضة الإثيوبي. وجاء ذلك بعد يوم واحد فقط من انطلاق الملء الثاني لخزان السد، مما تسبب في تصاعد أجواء التوتر بين السعودية وإثيوبيا.

وفي يونيو/حزيران الماضي، عاد 40 ألفًا من العمالة الوافدة الإثيوبية في السعودية إلى وطنهم بعد أن واجهوا "سياسة سعودية عدائية" تجاه العمال الإثيوبيين 

لماذا انحازت السعودية لمصر؟

هناك عاملان يفسّران استعداد المملكة لتقويض علاقتها بإثيوبيا من خلال دعمها العلني لمصر والسودان في نزاع سد النهضة.

أولا، يتماشى هذا الموقف مع مبدأ السعودية الأوسع للتضامن العربي خلال أزمات الأمن الإقليمي.

وقال "عبدالله موسى الطاير"، رئيس مركز مستقبل الخليج ومقره لندن إن عضوية السعودية في جامعة الدول العربية تدفعها للاصطفاف مع الدول العربية الأخرى، ويتجلى ذلك في دعم المملكة لمصر خلال اجتماعات الدوحة بشأن سد النهضة وما تلاه من رفع القضية إلى مجلس الأمن.

وثانيا، سيعزز دور أكثر حزمًا للمملكة في نزاع السد وضعها كضامن للأمن في البحر الأحمر.

وبالرغم أن السعودية أصبحت قائدة لمجلس الدول المطلة على البحر الأحمر في يناير/كانون الثاني 2020، فقد لعبت دورا محدودا في معالجة النزاع المصري الإثيوبي، مما زاد من زعزعة استقرار المنطقة بأكملها.

وفي مقابل تراجع الدور السعودي، فقد حاولت الإمارات التوسط بين مصر والسودان وإثيوبيا، كما استضافت قطر مؤخرا اجتماعا لجامعة الدول العربية بشأن نزاع السد.

من خلال تصريحاتها الأخيرة، ربما تأمل المملكة أن تتفوق على قطر كداعمة للتضامن العربي في نزاع السد، وفي نفس الوقت تظهر أنها لم تعد تفوض أمن البحر الأحمر إلى الإمارات.

وبالرغم أن الدور الدبلوماسي السعودي الموسع في مسألة السد مفيد لمكانتها، إلا إنه من غير المرجح أن تحاكي الرياض جهود الوساطة الخاصة بالإمارات.

وقال عضو العائلة المالكة ورجل الأعمال السعودي "طلال الفيصل"، لموقع "مونيتور"، إن السعودية لن تسعى لدور وساطة في نزاع السد إلا إذا كانت تعتقد أنه سينجح.

وبالرغم أن المملكة لعبت دورا محوريا في تسهيل اتفاقية السلام بين إثيوبيا وإريتريا عام 2018، إلا أن الرياض لن ينظر إليها كوسيط محايد في نزاع السد وبالتالي لا يمكن أن تلعب دورا كبيرا كما فعلت بين إثيوبيا و إريتريا.

إدارة الخلافات 

تعارض إثيوبيا بقوة جهود السعودية لإشراك جامعة الدول العربية في أزمة السد، حيث إنها تعتقد أن نزاع السد هو قضية فنية لا ينبغي تدويلها.

وفي 5 يوليو/تموز، كتب وزير الخارجية الإثيوبي "ديميكي ميكونن" رسالة إلى مجلس الأمن، أدان فيها تدخل جامعة الدول العربية وأكد على الفعالية المحتملة لاستضافة الاتحاد الأفريقي للمفاوضات الثلاثية.

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي