نافذة فرص أمام الحوار الإيراني الخليجي

خالد الجابر/منتدى الخليج الدولي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد
2021-07-15

على مدى أشهر، تواصلت المفاوضات بشأن شروط النسخة الثانية من خطة العمل الشاملة المشتركة المعروفة بالاتفاق النووي الإيراني. ومع ذلك، فشلت هذه المحادثات حتى الآن في تحقيق أي تقدم. وتأتي المفاوضات مع إيران كجزء من انسحاب أوسع من المنطقة تقوم به واشنطن على المستويين العسكري والسياسي.

وتتماشى المحادثات مع إيران مع التحول الأوسع للرئيس الأمريكي "جو بايدن" بعيدا عن الشرق الأوسط، حيث تعطي واشنطن الأولوية لتوظيف مواردها لتلبية الاحتياجات المحلية وللتوتر المتزايد مع الصين. ولا يعني هذا أن واشنطن تنسحب من الشرق الأوسط برمته، لكن من الواضح جدا أنها تهدف إلى تقليص العداء والعودة إلى الحوار مع إيران.

وتعد أحد العوامل الرئيسية التي تمنع إحياء اتفاق 2015 بسرعة هو رغبة الإيرانيين في التأكد من أن خليفة "بايدن" لن ينسحب من الاتفاقية. وأبدى الجمهوريون في مجلسي النواب والشيوخ معارضتهم الصريحة لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة. وإذا تم انتخاب أحدهم في عام 2024، فمن المرجح أن ينسحب من الاتفاق الجديد، كما فعل "ترامب" مع الاتفاق الأصلي في مايو/أيار 2018.

ولأن هذه المشكلة ليس لها حل واضح، فلن يتمكن فريق "بايدن" من معالجة المخاوف الإيرانية. في غضون ذلك، أوضحت الولايات المتحدة وفرنسا لطهران أنه لا يمكن الاستمرار في التفاوض إلى ما لانهاية، ما يعني أن واشنطن وباريس قد تنسحبان قريبا من المحادثات كليا وتقبلان انهيار الاتفاق كحقيقة.

المنظور الخليجي

وبالنسبة لدول الخليج، لا يوجد إجماع واضح حول ما إذا كان من الجيد أو السيئ إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة. وتوجد آراء متباينة داخل مجلس التعاون الخليجي حول ما سيعنيه إحياء الاتفاق بالنسبة للمنطقة.

وينسجم هذا الاختلاف مع تاريخ مجلس التعاون الخليجي. ولطالما كانت هناك خلافات في السياسة الخارجية للدول الأعضاء، لا سيما فيما يتعلق بإيران.

وخلال الأعوام الـ4 الماضية، كانت السعودية والإمارات والبحرين تأمل في أن تؤدي سياسة "أقصى ضغط" التي تبنتها إدارة "ترامب" إلى انهيار إيران وما يعرف بـ"محور المقاومة". لذلك، ذهبت إلى حد رفض أي عرض للحوار قد يؤدي إلى انفراجة مع طهران. ووصل الأمر إلى حد تهديد ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" بـ "نقل المعركة إلى داخل إيران".

لكن مع رحيل "ترامب" وقدوم "بايدن"، اختفى الدعم الأمريكي غير المشروط لدول مجلس التعاون الخليجي الثلاثة ضد إيران، وتغيرت الأوضاع في المنطقة.

نتيجة لذلك، أدركت العواصم الخليجية الثلاث أهمية تغيير لهجتها تجاه طهران، لدرجة أن "بن سلمان" أعرب عن أمله في تحسين العلاقات مع إيران. لكن الحرب الدائرة في اليمن والهجمات الصاروخية على السعودية أثارت شكوكا في إمكانية توصل الجانبين إلى اتفاق أمني.

وترى الكويت وعُمان وقطر أن إيران تمثل تحديا جيوسياسيا صعبا لكن ليس بالضرورة تهديدا داخل بلدانهم. وعلى العكس من ذلك، تواصل البحرين والسعودية وأبوظبي النظر إلى سياسة طهران الخارجية على أنها تهديد خطير للأمن الداخلي لدول مجلس التعاون الخليجي.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي