تحت عنوان «قواعد الجنون الأربعون في الفلسفة وعلم النفس المعرفي» يخوض الكاتب مهند سنبل في موضوعات متنوعة يعتبرها معروفة وبديهية وغاية في البساطة وربما التفاهة، وأنها غالباً مرت على ذهن أي إنسان مرات عدة، ولكن الجمال هو في نقلها من شذرات أفكار إلى كلام مكتوب ومؤصل ومرتب.
وبهذا المعنى اعتبر الكاتب موضوعات كتابه بمثابة «مصارحة وطرح نقاط وأفكار يراها عامة الناس ضرباً من الجنون؛ بينما هي في الواقع ذات أصول فيزيائية علمية وأدبية اجتماعية حقيقية: كنسبية كل شيء، وهناك
فصول أخرى تتحدث عما قد يكون سبباً في الجنون كالمخدرات والتعرض للتحرش عندما يكون الشخص طفلاً، وغيره. وهناك فصول أخرى تتحدث عن أشياء عادية معروفة كالرأسمالية والمواطنة والعلمانية والأسرة، ولكن بنوع من الجنون.
ويتخلل الكتاب بعض الأفكار والنصائح والفلسفة. وهنا يتوجه الكاتب إلى القارئ قائلاً: «ثم لك عزيزي القارئ الحكم إن كان الكلام مجرد سفسطة، وإن كان كذلك؛ فهل هي سفسطة مسلية أم العكس؟ وفي السياق، يتابع الكاتب الحديث حول الهدف العلمي من هذا الكتاب بالقول: فإن الهدف من هذا الكتاب هو العلاج
الإدراكي المعرفي لحالات الفصام الخفيف، أو شبه الفصام، وأي من المشاكل النفسية التي تتعلق بالأوهام والانفصال عن الواقع. وإن العلاج المعرفي الوارد في الكتاب فلسفي لطيف أكثر مما هو علمي دقيق.
وفي الوقت نفسه فإن الكتاب عام، وفيه أمور يعتقد الكاتب أنها شيقة للكل، ويحسن قراءتها، ومن منا لا يعاني في هذا الزمن من أوهام؟».