هكذا أصبحت الطائرات بدون طيار ركيزة رئيسية لاستراتيجية إيران في المنطقة

2021-06-24

حذرت القيادة المركزية الأمريكية في الأسابيع الأخيرة من تهديد متزايد للقوات الأمريكية في العراق من خلال هجمات المسيّرات التي تطلقها الميليشيات المدعومة من إيران. وتأتي التحذيرات مع تصاعد المخاوف بشأن التعقيد والتنسيق المتزايد لهجمات المسيّرات.

وعلى مدى السنوات العديدة الماضية، تم توزيع المسيّرات الإيرانية على حلفاء طهران في جميع أنحاء الشرق الأوسط بما في ذلك اليمن وسوريا ولبنان والعراق والأراضي الفلسطينية. وهكذا، أصبحت المسيّرات جزءًا أساسيًا من استراتيجية إيران لتوسيع نفوذها في جميع أنحاء المنطقة وإضعاف أكبر منافسيها أي السعودية وإسرائيل والولايات المتحدة.

 نوع جديد من الحروب

تغير المسيّرات شكل الحرب التي نعرفها. فمن خلال الاعتماد على التكنولوجيا بدلاً من المشاة، يمكن للدول والميليشيات على حد سواء مهاجمة الأهداف باستخدام عدد أقل من القوات على الأرض وبمستوى من الدقة لم يكن ممكنًا من خلال القتال التقليدي. لذلك ليس من المستغرب أن تعتمد الجيوش في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك إيران، على هذه التكنولوجيا الناشئة بشكل متزايد.

كانت استراتيجية المسيّرات الإيرانية قيد الإعداد منذ عقود. وقد بدأ البرنامج خلال الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات، لكنه اكتسب زخماً جدياً في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وفي عام 2018، أعلنت طهران أن برنامج المسيّرات الخاص بها مستقل تمامًا، مما يعني أنه بإمكانها تصنيع جميع الأجزاء الضرورية محليا.

بالنسبة لطهران، تتمثل إحدى الميزات الرئيسية للمسيّرات في قدرتها على مساعدة إيران في التغلب على بعض الحواجز التي قد تمنعها من توسيع نفوذها الإقليمي. ولطالما فرضت التضاريس الجبلية والمسافة والقوى العاملة المحدودة سقفاً على وصول إيران إلى ما وراء حدودها، لكن المسيّرات قدمت حلال لهذه التحديات لذلك أصبحت جزءًا مهمًا من استراتيجية إيران الكبرى في الشرق الأوسط. (استخدمت إيران أيضًا المسيّرات للسيطرة على الاضطرابات داخل حدودها لا سيما بين مجموعات الأقليات العرقية مثل الأكراد والبلوش.)

وهناك 4 أهداف رئيسية لبرنامج المسيّرات الإيراني. أولاً: المساهمة في قمع الجماعات الانفصالية الكردية في العراق وسوريا وتركيا وكذلك في الداخل. ثانيًا: تقويض موقف الولايات المتحدة في شمال العراق وكذلك تقويض جهود حلفاء واشنطن في جميع أنحاء المنطقة. ثالثًا: التأثير على الصراع طويل الأمد في الأراضي الفلسطينية. (خلال المعركة الأخيرة في غزة، اتهمت إسرائيل إيران مرارًا بتقديم المساعدة العسكرية لحماس، بما في ذلك تزويدها بمسيّرات انتحارية). وأخيراً: زعزعة استقرار السعودية التي تعد خصم إيران الإقليمي الرئيسي.

وهناك 4 أنواع رئيسية من المسيّرات الإيرانية. النوع الأكثر شيوعًا هي "شاهد 129"، وهي مسيّرة قتالية مسلحة بذخيرة دقيقة التوجيه، ومسيّرة "فطرس" التي تم تقديمها في عام 2013 بقدرات مماثلة بالرغم من عدم معرفة الكثير عنها، ومسيّرة "الصاعقة 1" و "الصاعقة 2"، التي تم الإعلان عنها للمرة الأولى في عام 2016 ولها خصائص مماثلة للمسيّرة الأمريكية "RQ-170" وقد ورد في عام 2018 أنه جرى استخدامها في سوريا ضد المتمردين المناهضين لـ"الأسد" وضد الأهداف الإسرائيلية.

أما النوع الأخير فهي سلسلة " قدس مهاجر" وهي مسيّرات تكتيكية. وبحسب ما ورد فقد حصل عليها "حزب الله" وفنزويلا. وتعتبر أحدث إضافة هي "مهاجر 6" ويبلغ مداها حوالي 200 كيلومتر (125 ميلاً) وهي قادرة على حمل 40 كيلوجراماً من الذخيرة.










شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي