شبكة الأمة برس الإخبارية الأميركية...شخصية العام 2009 >>> سيدة العام : الشهيدة ندى آغا سلطان .. الفتاة التي أشعلت دمائها ثورة ايران الجديدة وأبكى إستشهادها العالم ( ايران)

خاص - شبكة الأمة برس الإخبارية
2009-10-26

لم تكن الشابة الإيرانية ندى تظن بأن خروجها الى الشارع في العشرين من يونيو 2009 سيكون الخروج الأخير لها الى الحياة ، وكذلك لم تفكر للحظة واحدة بأن ذلك اليوم هو الأخير لها على الأرض ، وكذلك لم تعتقد قبل إستشهادها برصاص قناص من قوات الباسيج المرعبة أن دمها الذي ستنزفه بعد دقائق معدودة سيكون هو الزيت الذي سيصب على نار الغضب المكتومة في صدور أبناء شعبها الذي خرج الى صناديق الإقتراع وكله امل في إمكانية تغيير قادم، لكنه عوضا عن ذلك رأى حقه الإنتخابي يسرق ويزور أمام عينيه ، فأتى سقوط ندى مناسبة شعبية بل وعالمية للإحتجاج على نظام حكم عفى عليه الزمن وتجاوزته عجلات التاريخ ، فاندلعت الثورة المخملية بكل قوتها وعنفوانها مستضيئة بدم فتاة بريئة قتلتها يد الطغيان على مرأى ومسمع العالم كله!!
ندا آغا سلطان (بالفارسية: ندا آقاسلطان) (1982 - 2009) شابة إيرانية قتلت في 20 يونيو 2009 أثناء الاحتجاجات التي تلت الانتخابات الرئاسية الإيرانية عام 2009. يُعتقد انها قتلت على يد مليشيات الباسيج. تم التقاط اللحظات الأخيرة قبل موتها في مقاطع فيديو سرعان ما انتشرت على شبكة الانترنت لتصبح الفتاة رمز للاحتجاجات الإيرانية. كلمة "ندا" بالفارسية ترادف كلمة "نداء" بالعربية أي "الصوت" أو "الدعاء"، وقد لُقبت الفتاة ب"صوت إيران" و "ملاك ايران" واعتبرت رمزاً للمتظاهرين المطالبين بالديمقراطية والمتصارعين مع النظام الإسلامي في إيران. قتلت ندا أثناء تواجدها بالقرب من تظاهرة في محلة «امیر آباد» طهران (شارع العمال الشمالي، تقاطع شارع الشهيد صالحي، مَمَر خسروي) نتيجة رصاصة أطلقت عليها من مسافة قريبة
يذكر أن العاصمة الإيرانية و عدة مدن إيرانية أخرى تشهد موجات متصاعدة من الإضطرابات والتظاهرات نتيجة اعتراض على نتائج الانتخابات الأخيرة.
جدير بالذكر أن الميليشيا المسمى بالباسيج هي قوات شبه نظامية تتكون من متطوعيين وتأخذ أوامرها مباشرةً من مرشد الجمهورية علي خامنئي.

ظروف مقتلها

كانت ندا طالبة الفلسفة بصحبة مدرسها للموسيقى بجوار مسيرة احتجاجية في طهران عندما أطلق عليها النار عضو من مليشيات الباسيج (كما يُعتقد). خطيبها صرح لبي بي سي بأنها لم تكن تشارك في الاحتجاجات، بل كانت جالسة في سيارة مع مدرسها للموسيقى، عندما قررت الخروج منها بسبب الحر. "خرجت لدقائق معدودات فقط ثم تلقت الرصاصة القاتلة"[1]."
قام شهود عيان بتصوير مقطعين فيديو لندا وهي تحتضر وتم رفع المقاطع على مواقع مثل يوتيوب و فيسبوك. صوحبت المقاطع برسالة غير موثقة من مجهول يدعي انه طبيب وانه شاهد ندا وهي تحتضر. يقول الشخص المجهول ان عنصرا من عناصر الباسيج كان يختبئ على سطح بناية مدنية وانه كان يملك فرصة تصويب مباشرة على ندا لا يمكن اخطاءها إلى انه صوب مباشرة على قلبها.
يبدأ مقطع الفيديو الأول بندا وهي تسقط على الأرض وهي لا تزال بوعيها وسط بركة من الدماء عند قدميها وبقربها رجلان يحاولان انقاذها بوضع ايديهم على أعلى صدرها لوقف النزيف من مكان دخول الرصاصة التي أصابتها. تظهر ندا وهي تحرك عينيها متابعة حركة المصور ثم تبدأ بالنزيف بغزارة من فمها وأنفها. يقترب رجل ثالث محاولاً فتح فمها. يمكن سماع المحيطين بها وهم يصرخون.
يبدأ المقطع الثاني باقتراب المصور من ندا وهي ملقاة على الأرض وتخطي الرجلين وتصويب آلة التصوير على وجهها. تغطي الدماء عينها اليسرى وأغلب وجهها بينما تحدق ندا بدون حراك بعينها اليمنى. يصرخ المتواجدون حولها بصوت عاليٍ منادين باسمها. يمكن سماع رجل يقول "ندا، لا تخافي. ندا، لا تخافي .... ندا، ابقي معي. ندا، ابقي معي"

تداعيات مقتلها

وانتقد الرئيس الأمريكي باراك انتقد أوباما قمع المتظاهرين في إيران ، كما انتقد الطريقة البشعة التي قتلت بها ندا سلطان وقال : "إنه لأمر يفطر القلب.. وأعتقد أن أي شخص يشاهد اللقطات سيعرف أن هناك أمراً غير عادل بشأن ما حدث." [2]

شاهد عيان

صرح آرش حجازي الطبيب الايراني الذي كان شاهداً على مقتل الفتاة ندا سلطان أن موتها جعل منها رمزاً عالمياً كشف عن قمع النظام الايراني وعن الحق في التعبير. وأوضح حجازي، الذي فر من إيران حفاظاً على حياته أن مشهد مقتل تلك الفتاة مازال جاثماً على صدره، لكنه أدرك قائلاً، انه سعيد لأن مقتلها لم يذهب هدرا، متهماً أحد عناصر ميليشيا الباسيج بالوقوف وراء قتلها، ونفى مقتلها برصاص أحد المتظاهرين.
وصرح حجازي لهيئة الأذاعة البريطانية (بي بي سي) أن شرطة مكافحة الشغب تطلق قنابل مسيلة للدموع على الناس وبدأت الدراجات النارية تهاجم الحشود، مضيفاُ سمعنا طلقة رصاص. كانت ندا واقفة على مسافة متر مني، كنا هناك وفجأة استدرت ورأيت الدم يسيل من صدر ندا، كانت تنظر مصدومة إلى صدرها والدم الذي يسيل منه، هرعنا اليها ومددناها على الطريق وأنحنيت فوقها ورأيت الأصابة بالرصاصة تحت العنق مباشرة والدم يسيل . فهمت انها أصيبت في الشريان الأورطي والرئة. وقال، كان الدم يسيل من جسدها. ضغطت على الجرح لمحاولة وقف النزيف لكنني لم أنجح لسوء الحظ وفارقت الحياة في أقل من دقيقة. وبحسب تصريح الشاهد: فقد ظن المتظاهرون في بادىء الأمر أن الرصاصة انطلقت من سطح المجاور للشارع، لكنهم رصدوا بعدها أحد عناصر الباسيج على دراجة نارية فأوقفوه وجردوه من سلاحه. وتابع حجازى قائلاً: كان يصرخ لم أكن اريد قتلها، وقال: أن الناس لم يدروا ماذا يفعلون به، فتركوه يغادر بعدما أخذوا منه أوراق هويته وصوره !!!
 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي