
قالت صحيفة الغارديان (The Guardian) البريطانية إن عرقلة الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأميركي أمس الجمعة 28مايو2021، تشكيل لجنة تحقيق مستقلة في الهجوم الدامي الذي تعرض له مبنى الكونغرس في 6 يناير/كانون الثاني الماضي، من قبل أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب، مؤشر على عمق الفساد في الحزب.
ووصفت الصحيفة في تحليل بقلم مدير مكتبها في واشنطن، ديفيد سميث، الخطوة التي أقدم عليها الجمهوريون بالخروج على النهج الديمقراطي، وقالت إن الدافع خلفها قد يكون خشية الجمهوريين من أن تكشف اللجنة الدور الذي لعبوه كمتآمرين في الهجوم الدامي على مبنى الكابيتول.
ورأت أن السؤال المطروح الآن لا يدور حول مدى إمكانية إنقاذ الحزب الجمهوري في المستقبل المنظور، بل حول ما يجب على جو بايدن والديمقراطيين القيام به في مواجهة حزب مصمم على تقويض الديمقراطية بكل الوسائل، بما في ذلك العنف.
ونقل تحليل الغارديان تعليقا للإعلامية الأميركية سوزان غلاسر تقول فيه "إن الدولة التي لا تستطيع حتى الموافقة على التحقيق في هجوم على مبنى الكابيتول تواجه مشكلة كبيرة".
وأشارت الصحيفة إلى أن ميتش مكونيل، زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، الذي كان قد دان سابقًا دور ترامب في أعمال الشغب تلك، طلب من أعضاء مجلس الشيوخ تقديم خدمة شخصية له من خلال إلغاء اللجنة، وهو ما اعتبرته الغارديان مؤشرا على تجذر الفساد في أسس الحزب الذي أصبح شبيها بجماعة دينية شخصية.
وقالت الصحيفة إن "أحد الحزبين الرئيسيين في أميركا يخرج الآن عن النهج الديمقراطي السائد، فهل يتعامل الديمقراطيون بجدية كافية مع التهديد الوجودي للديمقراطية؟ أم يختارون مواصلة السير وهم في سبات عميق نحو كارثة في الانتخابية الرئاسية القادمة؟".
وكان الجمهوريون في مجلس الشيوخ الأميركي قد عرقلوا الجمعة 28 مايو/أيار الحالي تشكيل لجنة تحقيق مستقلة في الهجوم الذي تعرض له مبنى الكابيتول في 6 يناير/كانون الثاني الماضي، من قبل أنصار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، بدعوى أن التحقيقات التي تجريها الشرطة والكونغرس كافية.
ولم يصوت سوى 6 جمهوريين للجنة، التي كان تشكيلها يتطلب 10 أصوات من الجمهوريين تضاف إلى 50 صوتا للديمقراطيين لإتمام التصويت النهائي، الذي كان من شأنه أن يعطي الضوء الأخضر لتشكيل لجنة من الحزبين مكونة من 10 أعضاء مكرسة لكشف الحقيقة وراء الأحداث التي وصفها الرئيس جو بايدن بأنها أسوأ هجوم على الديمقراطية في الولايات المتحدة منذ الحرب الأهلية.