الشهيد عبيدة جوابرة في فيلم وثائقي.. يوميات الفلسطيني العادي

2021-05-18

عبيدة جوابرة في فيلم "عبيدة" عام 2019

مضى الشاب الفلسطيني عبيدة جوابرة (18 عاماً) إلى الشهادة مساء أمس برصاصة في قلبه، ولكن مع فيلم وثائقي قصير صُوِّر قبل ثلاث سنوات، استعاد متابعو الفيلم ذي الدقائق السبع، صورة الشاب بين قافلة مديدة من الشهداء، تحدث عن موتهم الشاعر محمود درويش، إذ خاطبهم: "عندما تذهبون إلى النوم هذا المساء، أقول لكم، تصبحون على وطن".

قبل ثلاث سنوات، ظهر الفتى في فيلم حمل اسم "عبيدة"، من إخراج ماثيو كاسل، متحدثاً بلغة آسرة عن يومياته في مخيم العرّوب شمال الخليل. كان عمره وقتذاك خمس عشرة سنة، يحكي فيه عن مخيمه تحت ضغط الاحتلال الذي قرر أمس أن يطلق رصاصته عليه، وقد كان مع رفاقه يخوض مواجهة على مدخل المخيم.

عاش جوابرة سنوات عمره في مخيم العرّوب الذي كان أحد مخيمات اللجوء في نكبة 1948. ومن عرفهم لاجئين مؤسسين إما ماتوا أو باتوا طاعنين في السن، ولكن وعيه انبنى دائماً على نكبة متواصلة، على يوميات الفلسطيني العادي.

هذه البيوت، يقول إنها صغيرة تحتشد بالناس من أجيال عديدة، حيث الشباك يفتح على شباك الجار مباشرة، والأطفال بلا إمكانية طبيعية للعب.

إنهم أطفال تحت محاولة مستمرة من الاحتلال لإذلالهم. لذلك اعتقل جوابرة مرتين، وهي تجربة ليست جديدة على الطفل الفلسطيني، حتى إنها لم تعد تثير حساسية الاحتلال، ولا حسابات الربح والخسارة في ما يسمى "المجتمع الدولي".

يحكي جوابرة عن "فنون" التنكيل به بدءاً من اعتقاله في محل خضار وتقييده بقيدين وضربه، حتى أن المحتل يجد متسعاً للفتى معصوب العينين للسخرية منه بأن يأمره بنزول الدرج، بينما لا يوجد درج.

وعقب خروجه من السجن سيكون الفتى متأخراً عن دراسته، مما يضطره إلى قراءة مضاعفة. ولكن بحسب رشيد عرار، المرشد المهني في مدرسة العروب الزراعية، فإن عبيدة وزملاء آخرين، ممن خاضوا تجربة السجن، يعودون إلى المدرسة ويواجهون صعوبة في الاندماج.

يشير عبيدة جوابرة دائماً إلى شارع 60. هنا منطقة الاحتكاك بالاحتلال والمستوطنين، حيث يمكن في لحظة مداهمة المدرسة واعتقال من يشاؤون. "لماذا نحن لسنا كما أطفال العالم؟" هو سؤال كما يقول لم يجد له إجابة.

يتحدث جوابرة عن مهارات الطبخ، وإعداد المائدة، التي تلقاها على يد "شيف"، ويظهر في عدة لقطات وهو ينجز أكلات من المطبخ الفلسطيني.

غير أن كل هذه التفاصيل لن تكون طبيعية في حلم طبيعي لفتى، عليه أن يقطع يومياً شارع 60 الذي يتربص به رصاص الاحتلال وعربدة المستوطنين، ليعود إلى مدرسته أو بيته.

مساء أمس، عاد جوابرة إلى الأبد. لا يظهر مطلق النار بطاقته الشخصية. بقيت الرصاصة في قلبه وآخرون حملوه على الأكتاف يواصلون سرد فلسطين.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي