هل ينجح عمران خان في إصلاح العلاقات السعودية الباكستانية؟

متابعات الأمة برس
2021-05-08

تمر العلاقة التي استمرت عقودا بين باكستان والسعودية بمرحلة حرجة.

تتطلع الرياض إلى تنويع اقتصادها المعتمد على النفط من خلال زيادة الانخراط مع دول جنوب آسيا الأخرى، بينما تكافح إسلام أباد لتوسيع العلاقات المملكة؛ شريكها طويل الأمد، بما يتجاوز التعاون الأمني ​​والعلاقات الثقافية.

وفي أحدث محاولة لإحياء تلك العلاقة، وصل رئيس الوزراء الباكستاني "عمران خان" إلى الرياض، الجمعة، في زيارة تستغرق 3 أيام لإجراء محادثات مع القيادة السعودية.

وقبل "خان"، وصل قائد الجيش الباكستاني الجنرال "قمر جاويد باجوا" إلى الرياض، الثلاثاء، لتمهيد الطريق نحو بداية جديدة في العلاقات بين البلدين.

وقال بيان صادر عن الجناح الإعلامي للجيش الباكستاني إن "باجوا" ناقش الأمن الإقليمي والدفاع الثنائي من بين أمور أخرى، خلال اجتماعات مع ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" وآخرين.

في غضون ذلك، قال الممثل الخاص لرئيس الوزراء الباكستاني للشرق الأوسط والتقريب بين الأديان "طاهر أشرفي"، لمجلة "فورين بوليسي"، إن محادثات "خان" في السعودية ستتناول صفقة خضراء (مبادرة لتخفيض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري)، وتعزيز التعاون التجاري، والتعاون في الإعلام والمعلومات والتبادل الثقافي.

وقال إن "خان" سيناقش أيضا مع المسؤولين السعوديين استراتيجية مشتركة ضد الإرهاب.

 شراكة استراتيجية

وتتمتع إسلام أباد والرياض بشراكة استراتيجية منذ عقود.

وتاريخيا، كانت المملكة تهب دائما لإنقاذ باكستان ماليا. فمنذ الستينات، تلقت باكستان مساعدات من المملكة أكثر من أي دولة أخرى خارج العالم العربي، ولم تسدد أي قروض تقريبا.

وفي المقابل، قدمت إسلام أباد مساعدات عسكرية وخبرات إلى الرياض. 

وفي هذا الصدد، قال السفير الباكستاني السابق لدى المملكة "خان هاشم بن صديق": "يدرك السعوديون جيدا أنه يمكنهم الاعتماد على دعم باكستان حال تعرض أمن بلدهم للتهديد؛ حيث توجد ثقة تاريخية في التعاون الأمني بين البلدين".

لكن العلاقات توترت في الآونة الأخيرة. فقبل 6 سنوات، امتنعت إسلام آباد عن الانضمام للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، وهو ما أغضب الرياض.

وإذا ما تم استنثاء التعاون الدفاعي، فليس لدى باكستان الكثير لتقدمه إلى السعودية.

في غضون ذلك، بدأت المملكة في السعي إلى توثيق العلاقات الاقتصادية وزيادة التعاون العسكري مع دول جنوب آسيا الأخرى، بما في ذلك الهند، عدو باكستان اللدود.

وفي أبريل/نيسان 2016، أطلق رئيس الوزراء الهندي "ناريندرا مودي" جولة جديدة من التعاون الثنائي مع السعودية بزيارة أجراها إلى الرياض.

 تقارب نيودلهي والرياض

ومع تقارب نيودلهي والرياض، شرعت إسلام أباد، التي تشهد تحولا مضطربا في علاقتها مع الرياض، في إصلاح علاقاتها مع المملكة.

إذ قد يثير فقدان دعم واحدة من أقوى الدول الإسلامية غضب الباكستانيين المتدينين في الداخل، بجانب التسبب في أضرار اقتصادية وأمنية أخرى.

أدركت إسلام أباد أنه يتعين عليها زيادة التواجد السعودي في باكستان. ويمكنها القيام بذلك من خلال تقديم ومتابعة الفرص الاقتصادية للمستثمرين السعوديين، وأن تصبح جزءًا من محاولة المملكة لتنويع اقتصادها.

وإذا لعب "خان" أوراقه بشكل صحيح، فقد تصل عملية السيطرة على الأضرار التي تم إطلاقها بعد وقت قصير من تداعيات أزمة اليمن إلى نهايتها خلال زيارته للسعودية.

بدأت محاولة إسلام أباد لإعادة ضبط العلاقات مع الرياض في عام 2018.

بداية، وضعت باكستان علمها بشكل أساسي ضمن التحالف الذي تقوده السعودية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن من خلال إرسال قوات في "مهمة تدريب وتقديم المشورة".

وقال مسؤول سابق في وزارة الخارجية الباكستانية مطلع على ذلك التطور، لـ"فورين بوليسي" بشرط عدم الكشف عن هويته: "كان ذلك مفيدا لتلك السياسة".

بعد ذلك، وسعيا لتنويع العلاقات إلى ما بعد التعاون الأمني، تفاوض رئيس الوزراء الباكستاني السابق "شهيد خاقان عباسي" على حزمة اتفاقات اقتصادية وثقافية في عام 2018 عززت برامج التبادل الاجتماعي والثقافي، وأثمرت عن زيادة حصة القوى العاملة الباكستانية في مشاريع البناء بالمملكة، وتأمين الاستثمار السعودي لمحطات الغاز الطبيعي، ومصفاة لتكرير النفط، ومشروعات الطاقة البديلة.

وتم وضع خطة لبناء علاقات أوثق بين البلدين.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي