تقع على بعد 4 كيلومترات منهم.. إيكونوميست: الحوثيون يريدون السيطرة على مأرب لإطالة الحرب

2021-05-07

نشرت مجلة "إيكونوميست" تقريرا قالت فيه، إنه قبل عامين فقط، كان بإمكان القوات الموالية للحكومة اليمنية رؤية العاصمة صنعاء، لكن القوات الحكومية أصبحت الآن في وضع دفاع.

وقالت المجلة في تقريرها، إن قوات الحكومة تم إرجاعها من قبل الحوثيين إلى مركز مدينة مأرب، وهي آخر مدينة كبيرة في الشمال لا تزال تحت سيطرة الحكومة.

ومن اللافت أن قوات الحوثيين تقع على بعد 4 كيلومترات منها، ولا يبطئ تقدمها سوى الضربات الجوية التي تقوم بها السعودية، التي تدعم الحكومة.

وكانت مأرب حتى وقت قريب واحدة من أكثر مدن اليمن أمانا، ولجأ إليها أولئك الذين نزحوا بسبب القتال في أماكن أخرى.

وقد جعلها السعوديون قاعدة للعمليات، لكن المعركة من أجلها تظهر مدى السوء الذي سارت به الأمور بالنسبة للحكومة وداعميها، الذين هم على استعداد لأن يقبلوا بكل سرور دعوة الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار.

ولكن الحوثيين، الذين يسيطرون على جزء كبير من البلاد، يتجاهلونها. وإذا استولوا على المدينة، فسوف يسيطرون على مصفاة النفط الوحيدة في الشمال وبوابة حقول النفط في الشرق والجنوب. يقول دبلوماسي غربي كان في مأرب الشهر الماضي: "ستكون كارثة".

المنطقة التي يسيطر عليها الحوثيون هي موطن لـ 70% من سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليون نسمة. يقوم المتمردون بتثبيت تيوقراطية قمعية مثل تلك الموجودة في إيران التي تسلحهم.

يتم حبس أو إعدام المعارضين السياسيين والصحفيين. يتعلم الطلاب أن يكرهوا الغرب. تم إغلاق المقاهي التي كان يختلط فيها الرجال والنساء في السابق.

وأدى الحصار السعودي إلى شل الاقتصاد في الشمال. لكن الحوثيين يضاعفون المعاناة. إنهم يحولون المساعدات ويبيعونها من أجل الربح.

تم تعليق طرح الأمم المتحدة لقاحات كوفيد-19 في الشمال لأن الحوثيين يريدون السيطرة على التسليم.

وحذرت أربع وكالات تابعة للأمم المتحدة في شباط/ فبراير، في جميع أنحاء البلاد، من أن هناك ما لا يقل عن 400 ألف طفل يمني مهددون بالموت جوعا هذا العام إن لم يكن هناك تدخل عاجل.

ومع ذلك، لا يزال الحوثيون قادرين على الحفاظ على آلة الحرب الخاصة بهم تعمل، حيث ينقل المهربون الوقود إلى الشمال من موانئ في الجنوب تسيطر عليها الحكومة أو حلفاؤها الاسميون.

ونقاط تفتيش الحوثيين تعمل أيضا كمراكز جمركية، مما يزيد الإيرادات لدفع رواتب المقاتلين. وتستخدم إيران نفس الطريق لتهريب "كميات كبيرة من الأسلحة وقطع الغيار للحوثيين"، وفقا للجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة، وهي تزود قطع غيار طائراتها بدون طيار والصواريخ التي تستخدم لمهاجمة السعودية.

وستؤدي خسارة مأرب إلى مزيد من الإحباط للائتلاف الموالي للحكومة، والذي هو بالفعل مجزأ. يشتكي جنود يمنيون من عدم دفع رواتبهم ونقص السلاح، فيما لا يزال الرئيس عبد ربه منصور هادي في منفى ذهبي بالسعودية.

ويبدو أن هناك حركة انفصالية تسمى المجلس الانتقالي الجنوبي مدعومة من الإمارات والتي هي بالظاهر عضو في التحالف، لكنها قاتلت الحكومة من أجل السيطرة على عدن وأصبحت تسيطر الآن على جزء كبير منها.

ويؤيد العديد من قادة المجلس الانتقالي الجنوبي الحوثيين. كما تغازلهم بعض القبائل المحيطة بمأرب، حتى ولو كان ذلك بغرض انتزاع المزيد من الأموال من الحكومة.

الداعمون الدوليون للحكومة يفقدون الاهتمام بالحرب. فقد سحبت الإمارات معظم قواتها من اليمن في عام 2019.

وبعد فترة وجيزة من توليه منصبه، قال الرئيس جو بايدن إنه سينهي "كل الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية في الحرب في اليمن".

ووقعت الحملة السعودية، التي انطلقت عام 2015، في مستنقع، وبدلا من كبح النفوذ الإيراني كما كان مخططا للحرب أن تفعل قامت بتعزيز ذلك النفوذ.

وفي مقابلة الشهر الماضي، ناشد محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي والحاكم الفعلي، الحوثيين للانضمام إليه على طاولة المفاوضات.

حتى الآن رفض الحوثيون الدعوة. كما أن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، بقي وعلى مدى عام شخصا غير مرغوب فيه في صنعاء لمدة عام.

وفي شباط/ فبراير، قام بايدن بإزالة الحوثيين من قائمة المنظمات الإرهابية، وهي خطوة هدفت إلى زيادة تدفق المساعدات وبدء عملية السلام. لكن منذ ذلك الحين، زحف الحوثيون نحو مأرب.

ومن شأن الاستيلاء على المدينة أن يعزز موقفهم التفاوضي. ولكن ذلك لن يكون سهلا. فالمدافعون عن مأرب ومعظم سكانها يكرهون سياسة الحوثيين ويرفضون معتقداتهم الدينية.

وتجعل الأرض المفتوحة حول المدينة المهاجمين أهدافا سهلة للطائرات السعودية. مثل الحرب على نطاق أوسع، يمكن أن تكون معركة مأرب طويلة ودموية.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي