قد يسقط على منطقة سكنية.. ما نعرفه حتى الآن عن صاروخ الصين الخارج عن السيطرة

 ‘Out-of-control’ Chinese rocket falling to Earth could partially survive re-entry
2021-05-05

نشرت صحيفة «الجارديان» البريطانية تقريرًا أعدَّه فريق من مراسليها بشأن مصير الصاروخ الذي أطلقته الصين يوم الخميس الماضي، والمُحمَّل بالوحدة الأولى من المحطة الفضائية التي تعتزم الصين إقامتها ضمن برنامجها الفضائي الطموح، والذي خرج عن السيطرة، وتنبأ الخبراء بعودته مجددًا إلى الأرض في غضون أيام قليلة إلى منطقة ربما تكون مأهولة بالسكان.

مخطط طموح وتنفيذ ينطوي على مخاطر

بدأ التقرير بالإشارة إلى أن جزءًا من الصاروخ الضخم الذي أطلق أول وحدة لمحطة «تيانهي» الفضائية الصينية يمكن أن يعود إلى الأرض عودة غير منضبطة، وعند نقطة هبوط غير معروفة بعد. وأطلق محور صاروخ لونج مارش 5 بي البالغ طوله 30 مترًا الوحدة الأساسية غير المأهولة المسماة تيانهي (التناغم السماوي) إلى مدار أرضي منخفض في 29 من أبريل (نيسان) من مركز الإطلاق الفضائي «وينتشانج» بمقاطعة هاينان الصينية.

ثم دخل لونج مارش 5 بي في مدار انتقالي؛ الأمر الذي مهَّد الطريق لواحدة من أكبر عمليات إعادة الدخول غير المنضبط على الإطلاق، والتي يخشى الخبراء من أن تصيب منطقة مأهولة بالسكان.

وقال جوناثان ماكدويل، عالم الفيزياء الفلكية في مركز الفيزياء الفلكية بجامعة هارفارد: إن «هذا أمر غير جيد، ففي المرة الأخيرة التي أطلقوا فيها صاروخ لونج مارش 5 بي انتهى بهم الأمر بقضبان معدنية كبيرة طويلة تتطاير في السماء، والتي تسببت في إحداث أضرار لعدد من المباني في ساحل العاج. واحترق معظم الصاروخ، لكن بقيت هذه القطع المعدنية الهائلة التي اصطدمت بالأرض، وكنا محظوظين أنها لم تُصِب أحدًا بأذى».

تطورات مسار الصاروخ تنبئ بقرب ارتطامه بالأرض

وأشار التقرير إلى أنه في يوم الثلاثاء كان محور الصاروخ يدور حول الأرض كل 90 دقيقة بسرعة 27600 كم/ساعة، وعلى ارتفاع يزيد عن 300 كيلومتر. وأطلق عليه الجيش الأمريكي اسم 2021 – 035B ويمكن رؤية مساره على المواقع الإلكترونية بما فيها موقع orbit.ing-now.com.

ومنذ عطلة نهاية الأسبوع انخفض ارتفاع الصاروخ إلى ما يقرب من 80 كيلومتر، وأفادت مجلة «سبيس نيوز» التي تغطي أخبار برامج الفضاء المدنية، والعسكرية، والتجارية، أن الملاحظات الأرضية أظهرت أن الصاروخ يتدهور وهو خارج عن السيطرة. وهذا الأمر – بالإضافة إلى سرعة الصاروخ، – يجعلان من الصعب التنبؤ بمكان هبوطه عندما يسحبه الغلاف الجوي إلى الأرض في نهاية المطاف. إلا أن ماكدويل قال: إن النتيجة الأكثر ترجيحًا هي أنه سيسقط في البحر؛ إذ تغطي المياه 71% من كوكب الأرض. ولكن ماكدويل استطرد قائلًا: إن بعض القطع المعدنية ستظل قادرة على الرجوع مرةً أخرى إلى الأرض، وستُحدث أثرًا مشابهًا لأثر «تحطم طائرة صغيرة تبعثرت على مسافة 100 ميل».

الإهمال الصيني

ويلفت التقرير إلى أنه منذ عام 1990 لم يُترك أي شيء يزيد وزنه عن 10 أطنان في مداره عن قصد ليعود إلى الأرض على نحو غير منضبط، ويُعتقد أن المرحلة الأساسية من صاروخ لونج مارش 5 بي تبلغ حوالي 21 طنًا. وأضاف ماكدويل: الأمر السيئ حقًا هو هذا الإهمال من الجانب الصيني، فنحن لا نترك عن قصد أشياء يزيد وزنها عن 10 أطنان لتسقط من السماء بصورة غير منضبطة.

واستنادًا إلى مداره الحالي يمر الصاروخ الآن فوق أماكن في القسم الشمالي من الأرض، مثل نيويورك، ومدريد، وبكين، وحتى القسم الجنوبي فوق مناطق مثل جنوب تشيلي، ويلينجتون في نيوزيلندا، ويمكن أن يعود إلى الأرض من أي نقطة في هذه المناطق.

ونظرًا لسرعته فإن أي تغيير طفيف في مساره يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في المكان الذي سينتهي إليه. ومن المتوقع أن يعود إلى الأرض في 10 من مايو (أيار) وربما يومين قبل هذا التاريخ، أو يومين بعده. وقال ماكدويل: بمجرد أن يتضح يوم عودته إلى الأرض، سيكون أمام الخبراء فسحة من الوقت مقدارها ست ساعات.

11 مهمة أخرى في انتظار الصين لإتمام بناء محطتها الفضائية

ويختم التقرير مع تفاصيل محطة الفضاء الجديدة فيقول: كان إطلاق هذا الصاروخ واحدًا من 11 مهمة أخرى مخططًا لها باعتبارها جزءًا من بناء محطة الفضاء الصينية التي من المتوقع أن تكتمل في أواخر عام 2022. ومن المتوقع أن تزن المحطة الفضائية الجديدة التي هي على شكل حرف T حوالي 60 طنًا، وهي أصغر بكثير من محطة الفضاء الدولية التي أطلقت أول وحدة لها عام 1998 وتزن حوالي 408 طنًا. وسيكون لمحطة الفضاء الصينية منفذ لترسو عليه السفن الفضائية وستكون قادرة أيضًا على الاتصال بالقمر الصناعي الصيني. ومن الناحية النظرية يمكن إضافة ما يصل إلى ست وحدات إضافية إلى هذه المحطة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي