سوريا.. انهيار متواصل وانتخابات محسومة لصالح الأسد

متابعات الأمة برس
2021-05-04

تعاني الدولة السورية من انهيار متواصل نتيجة الحرب الأهلية التي بدأت منذ 10 سنوات، وأصبح الوضع حرجا لدرجة أن الخصوم السابقين لنظام "بشار الأسد" يحاولون الآن العمل على استقرار البلاد، بدعم من روسيا. وفي الوقت نفسه، فإن البلاد بصدد انتخابات رئاسية محسومة لـ"الأسد" في 26 مايو/أيار. 

انتخابات صورية

ستتاح للسوريين الفرصة لانتخاب رئيس جديد، على الأقل على الورق. لكن فوز "الأسد" يقيني رغم الفوضى التي تغرق فيها البلاد. وبالرغم أن الانتخابات ستكون حرة من الناحية النظرية، حيث تم السماح للمعارضين بالترشح، إلا إنه يتعين عليهم التغلب على عقبات متعددة تم تصميمها لصالح "الأسد".

وتعد أحد هذه العقبات الرئيسية استبعاد أي مرشح لم يعش داخل البلاد خلال السنوات العشر الماضية بلا انقطاع، وهو أمر شديد الصعوبة بالنسبة لأفراد المعارضة.

كما يجب على المرشحين تخطي عقبة الحصول على 35 توقيع من أعضاء البرلمان. علاوة على ذلك، ستعقد الانتخابات نفسها في المناطق التي يسيطر عليها النظام فقط، مما يستبعد ملايين السوريين الذين يعيشون في شمال البلاد، (في إدلب التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، أو في المناطق التي تسيطر عليها تركيا، أو المليشيات الكردية) كما يستبعد النازحين.

وتضم قائمة المرشحين الحاليين أسماء غير معروفة، حتى في سوريا، وبالتالي فمن المنطقي إعادة انتخاب "الأسد" لمدة 7 سنوات أخرى، كما حدث عام 2014، عندما حصل على 88.7% من الأصوات. 

معاناة سوريا مستمرة

في نهاية المطاف، لن يغير فوز "الأسد" مأزق البلاد التي تعاني من الانهيار الاقتصادي، في الوقت الذي تضاعف فيه سعر السلع الأساسية خلال الأشهر الـ 12 الماضية.

ووفقا للأمم المتحدة، فإن 13.4 مليون سوري يحتاجون إلى مساعدات إنسانية و12.4 مليونًا مهددين بالجوع، أيّ إن العدد ارتفع بحوالي 4.5 مليونًا عن 2020. وتسببت جائحة "كورونا" في تفاقم الأزمة الاقتصادية والإنسانية.

لطالما ألقى النظام اللوم على العقوبات الغربية، باعتبارها السبب في الأزمة، لكن الحقيقة تكمن في الفساد المستمر في البلاد.

وبالإضافة إلى العوامل المحلية، فاقمت كارثة لبنان الاقتصادية مشاكل سوريا، حيث تلقت سوريا ضربة شديدة بانهيار النظام المصرفي لجارتها لبنان التي نقل إليها العديد من السوريين الأثرياء عملاتهم الأجنبية.

وفي 13 أبريل/نيسان، عزل "الأسد" حاكم البنك المركزي السوري، "حازم قرفول". وكان "قرفول" قد جعل الحد الأقصى لمبلغ السحب ما يعادل 570 دولارا تقريبا، مما يعطل الاقتصاد أكثر.

بعد ذلك مباشرة، في 15 أبريل/نيسان، خفض البنك المركزي عملته بمقدار النصف. ويعادل الدولار الآن نحو 2.512 ليرة سورية. ويأمل النظام أن يقوم السوريون بإرسال العملة الأجنبية إلى الوطن للمساهمة في استقرار سعر الصرف.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي