ماذا يعني انتقال السلطة في تشاد بالنسبة لقوى الشرق الأوسط؟

متابعات الأمة برس
2021-04-28

قُتل الرئيس التشادي "إدريس ديبي" في 20 أبريل/نيسان الجاري، على يد متمردي جبهة "التغيير والوفاق" في تشاد في منطقة تيبستي شمال غربي البلاد.

ويهدد الموت المفاجئ "لديبي" بإغراق تشاد في حالة من عدم الاستقرار لفترة طويلة، حيث يرى متمردو "التغيير والوفاق" أن المجلس العسكري الانتقالي الجديد بقيادة "محمد" نجل "إدريس ديبي"، كيان غير شرعي ويخططون للزحف إلى العاصمة التشادية نجامينا.

وأثارت حالة عدم الاستقرار في تشاد انزعاج فرنسا والاتحاد الأفريقي، اللذين يقفان على الخطوط الأمامية في القتال ضد الجماعات الموصوفة بـ"الإرهاب" في منطقة الساحل، لكن الاضطرابات تهدد أيضًا المصالح الجيوسياسية للقوى الإقليمية في الشرق الأوسط.

وتعتبر تشاد نقطة ساخنة في المنافسة بين مصر وتركيا على النفوذ في أفريقيا، كما أن تشاد لديها شراكة قوية مع الإمارات وعلاقات متنامية مع إسرائيل.

وسيستمر تفاعل تشاد الاقتصادي والدبلوماسي والأمني ​​الموسع مع منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بعد وفاة "ديبي" ويمكن أن يعزز ذلك قبضة الحكومة الانتقالية على السلطة.

وبالرغم من توسع النفوذ التركي في أفريقيا بشكل ملحوظ بعد جولة الرئيس "رجب طيب أردوغان" القارية عام 2005، فإن الشراكة التركية التشادية تشكلت خلال الحرب الباردة، فقد خلق نفور تركيا وتشاد المشترك من الشيوعية روابط بين البلدين. 

ومع ذلك، فإن العلاقات الودية بين تركيا وليبيا، والتي بدأت بتزويد "معمر القذافي" بقطع غيار للجيش التركي خلال غزو قبرص عام 1974، كانت سببا في اتخاذ أنقرة موقفا محايدا خلال الحرب التشادية الليبية 1978-1987.

واعتمدت تشاد على مساعدات من دول عربية، مثل مصر والعراق، خلال هذا الصراع، ومع ذلك، أقامت تركيا علاقات ودية مع نظام "إدريس ديبي" من خلال توفير المساعدات الإنسانية لتشاد خلال الجفاف في أوائل التسعينات.

بعد ربع قرن من الفتور النسبي، دفعت زيارة "أردوغان" التاريخية إلى نجامينا في ديسمبر/كانون الأول 2017 العلاقات التركية التشادية إلى آفاق جديدة. وخلال هذه الرحلة، شجع "أردوغان" الشركات التركية على الاستثمار في تشاد وأكد أن تركيا تسعى إلى تعاون مربح للجانبين وهو ما يتناقض مع طموحات القوى الاستعمارية الغربية. واعتبرت تركيا احتياطيات الذهب والأسواق الزراعية في تشاد وجهات استثمارية جذابة بشكل خاص، لكن موقعها غير الساحلي وبنيتها التحتية السيئة خلقت تعقيدات للمستثمرين الأتراك.

وتعتبر تركيا أن تشاد شريك اقتصادي علي المدى الطويل وليس مصدرًا للإيرادات السريعة، وقد أبدت أنقرة التزامها تجاه نجامينا من خلال توفير شحنتين من المساعدات الطبية خلال أزمة "كورونا" في 22 مايو/أيار و 18 يونيو/حزيران من العام الماضي.

ومنذ عام 2019، نظرت مصر إلى الشراكة التركية التشادية بقلق. ويخشى المسؤولون المصريون من أن تركيا قد تستغل قرب تشاد من دارفور وليبيا لتهديد أمن مصر. واستمرت المخاوف أيضًا في مصر والإمارات بشأن صلات جبهة "التغيير والوفاق" بالقوات المتحالفة مع تركيا في مصراتة الليبية. وقد يؤدي التراجع الأخير في التوترات بين مصر وتركيا إلى تخفيف انعدام الثقة، لكن مصر ما تزال تنظر إلى تشاد، إلى جانب السنغال، على أنهما مسرح رئيسي للمنافسة مع تركيا في غرب أفريقيا.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2019، التقى الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" مع "إدريس ديبي" على هامش القمة الروسية الأفريقية في سوتشي وناقشا الحاجة إلى تعزيز "الحلول الأفريقية للأزمات الأفريقية". وسهّلت معارضة "إدريس ديبي" للتدخل العسكري التركي في يناير/كانون الثاني 2020 في ليبيا تعاونًا أوثق بين مصر وتشاد.

ويتواصل رئيس جهاز المخابرات العامة المصري "عباس كامل" بانتظام مع المسؤولين التشاديين بشأن "مكافحة الإرهاب" في شمال غرب أفريقيا. وتريد مصر أيضًا إنشاء شبك طرق مع ليبيا وتشاد من شأنها تسهيل التكامل الاقتصادي الإقليمي. وبينما يتعرض هذا المشروع للخطر بسبب عدم الاستقرار في تشاد، تراقب مصر بجدية ما سيحدث في حقبة ما بعد "ديبي".

ولاستكمال شراكاتها التاريخية مع تركيا ومصر، أقامت تشاد شراكة قوية مع الإمارات وأصلحت علاقتها المتوترة تاريخياً مع إسرائيل. وتوسعت الروابط التجارية الثنائية بين تشاد والإمارات بين عامي 2015  و 2019، من 177 مليون دولار إلى 412 مليون دولار، ويخصم هذا الرقم من حجم تجارة تركيا مع تشاد البالغ 72.4 مليون دولار في عام 2019.










شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي