بكاء الأطفال وإزعاج الجيران والذهاب إلى الحمام من الأشياء التي يمكن أن توقظنا في الليل مرات عديدة، لكن بالنسبة للبعض هناك سبب آخر وهو الشعور بالألم.
البوينسومنيا هي حالة طبية معروفة، حيث يذهب الناس إلى الفراش براحة نسبية ولكن عندما ينامون فإن آلامهم تتراكم وتوقظهم من النوم. العدد المتأثر بهذه الحالة غير واضح، لكن دراسة نشرت عام 2014 في مجلة جورنال أوف بين وجدت أن ما يصل إلى 88% من الأشخاص الذين يعانون من الألم المزمن يعانون من صعوبة في النوم، بينما يعاني 50% من المصابين بالأرق من ألم مزمن.
والمشكلة هي أن هذه الحالة يمكن أن تصبح حلقة مفرغة، لأنه بالإضافة إلى التسبب في الاكتئاب والقلق وضعف الذاكرة والتركيز، فإن قلة النوم يمكن أن تزيد أيضًا من الحساسية للألم، مما يزيد من فرص الاستيقاظ.
وتقول إحدى النظريات إن الحرمان من النوم يتسبب في زيادة إنتاج المواد الكيميائية الالتهابية المسماة السيتوكينات، والتي لها تأثير مباشر على الخلايا العصبية، وبالتالي تزيد من الألم.
لكن لماذا يتراكم الألم ونحن ننام؟ في الواقع، هناك الكثير من الأسباب التي تجعل الألم يوقظنا، كما يوضح الدكتور إيلان ليبرمان، استشاري طب الألم في مؤسسة مستشفى جامعة مانشستر، من الطريقة التي ننام بها إلى وجود مشكلة صحية أساسية.
الالتهابات تزداد في الليل
في بعض الحالات يكون الألم نتيجة ساعة الجسم، والتي لا تؤثر فقط على نومنا، ولكنها تتحكم في الآليات الجسدية الأخرى، بما في ذلك الالتهاب، وفي بعض الحالات الالتهابية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي (الناجم عن مهاجمة جهاز المناعة في الجسم للمفاصل)، يعمل الالتهاب وفقًا لجدول زمني للجسم، كما توضح الدكتورة جولي جيبس، عالمة علم الأحياء الزمنية في جامعة مانشستر.
إحدى النظريات هنا هي أن السبب في ذلك هو الانخفاض الليلي في هرمون الكورتيزول. ويوضح الدكتور جيبس أن "المستويات العالية من الكورتيزول يمكن أن تكبح الالتهاب". ويمكن أن يساعد تناول مضادات الالتهاب قبل النوم أو بمجرد استيقاظك على تسكين الألم قبل أن يزداد سوءا.