هل اقترب شهر العسل التركي الإيراني من نهايته؟

متابعات الأمة برس
2021-04-11

على مدار العقد الماضي، استفادت تركيا وإيران بعدة سنوات من الشراكة الاستراتيجية اتسمت بالتعاون العسكري وتلاقي المصالح الجيوسياسية والعلاقات التجارية الموسعة، ولكن بعد سنوات من هذا التعاون، تواجه العلاقات الثنائية بين طهران وأنقرة مؤخرا توترات نتيجة إعادة التموضع الجيوسياسي لتركيا وحرصها على توسيع نفوذها في المنطقة المحيطة بها.

فقد قامت أنقرة وطهران بدعم أطراف متضادة في العديد من النزاعات الإقليمية المهمة، بما في ذلك الحرب الأهلية السورية والنزاع في ناغورني قره باغ بين أرمينيا وأذربيجان. 

وأدت هذه النزاعات الإقليمية إلى صدامات خطابية بين البلدين، حيث قام وزراء كل بلد باتهام البلد الآخر بتقويض سيادة بلادهم، وإذا استمر هذا الوضع، فإن هذا النمط من الخطابات العدائية المتصاعدة يمكن أن يمهد لمواجهة أكبر بين القوتين الإقليميتين

دعم وتلاقي مصالح

بعد محاولة الانقلاب في تركيا عام 2016، توطدت العلاقات الثنائية بين أنقرة وطهران بشكل كبير، وبالرغم من سنوات التوتر مع تركيا في سوريا واليمن، أدانت إيران بصراحة الانقلاب أثناء وقوعه، لتصبح واحدة من أولى البلدان في العالم التي دعمت الحكومة التركية.

بالنسبة لطهران، فإن التعامل مع "فتح الله جولن" المعروف بعدائه الأيديولوجي الشديد لإيران، سيكون أكثر إشكالية من الحفاظ على علاقات مع حكومة "أردوغان"، حتى إن شهدت هذه العلاقات توترا في بعض الأحيان.

ولهذا السبب، اتصل وزير الخارجية الإيراني "محمد جواد ظريف" بنظيره التركي "مولود جاويش أوغلو" في غضون ساعات من محاولة الانقلاب، وأخبره بدعم إيران الكامل لـ"أردوغان".

وفي عام 2017، وجدت طهران وأنقرة بعضهما البعض على نفس الجانب ضد أبوظبي والرياض في أزمة دول مجلس التعاون الخليجي.

لم تنتقد الرياض آنذاك استضافة الدوحة لزعماء جماعة "الإخوان المسلمون" فقط (والذين ينحاز لهم أردوغان)، ولكنها انتقدت أيضا علاقاتها الودية المتزايدة مع إيران، العدو الأيديولوجي والجيوسياسي اللدود للسعودية. ومع دعم كل من طهران وأنقرة علنا ​​للدوحة، تعززت العلاقات الثنائية.

وعندما عقد إقليم كردستان العراق استفتاء على الاستقلال في سبتمبر/أيلول من العام ذاته، تعاونت طهران وأنقرة في مواجهة إعلان الاستقلال.

 عدو عدوي صديقي

وفي الوقت الذي ساءت فيه علاقات أنقرة مع الغرب، فإنها اتجهت نحو الشراكات مع طهران وموسكو، وبالنسبة لـ"أردوغان" فإن حقيقة أن الولايات المتحدة والعديد من دول الاتحاد الأوروبي، انتظرت فشل الانقلاب قبل أن تدينه، قد عمّقت العلاقات المتوترة مع الغرب.

وفي أعقاب الانقلاب، رفضت واشنطن أيضا تسليم "جولن"، الذي تتهمه تركيا بتدبير الانقلاب، مما أدى إلى مزيد من العداء.

وفي العام التالي، أضعف "أردوغان" العلاقات العسكرية والتجارية مع الولايات المتحدة من خلال الشروع في شراء منظومة الدفاع الجوي الروسية "إس-400"، مما أغضب الإدارة الأمريكية.

وفي الوقت نفسه، فإن انسحاب الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" من الاتفاق النووي مع إيران وفشل الاتحاد الأوروبي في إحياء الاتفاق خلق بيئة مثالية لتعاون إيران وتركيا.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي