طفرة تكنولوجية منتظرة.. كيف سيكون شكل أمن المطارات في غضون 10 سنوات؟

What Airport Security Could Look Like in 10 Years
2021-04-09

كتبت دانييل براف، التي تغطي بانتظام شؤون السفر والصحة ونمط الحياة لمجلة «ريدرز دايجست»، مقالًا نشرته المجلة الأمريكية حول أمن المطارات الجديدة التي تعتمد على تكنولوجيا أكثر تقدمًا من أجل تقليل وقت التفتيش الأمني ورفاهية المسافرين.

المطارات في المستقبل

هل يأتي علينا يوم نجد فيه ماسحات ضوئية للأحذية، وعدد أقل من الإنذارات الخطأ، وأمنًا أكثر سهولة في المطارات؟ هذا ليس حلمًا بعيد المنال أو ضربًا من الخيال، فقد يكون هذا هو الواقع الجديد في المطارات في جميع أنحاء البلاد في المستقبل القريب جدًّا. نعم، أخيرًا سيصبح المرور من خلال الإجراءات الأمنية والتفتيش أسرع وأسهل.

وسيكون السفر الجوي أكثر أمانًا أيضًا. وحاليًا، تُطبِّق إدارة أمن النقل (TSA) (وكالة تابعة لوزارة الأمن الداخلي الأمريكية وتضطلع بسلطة أمن المسافرين في الولايات المتحدة، وقد أنشِئَت بعد هجمات 11 سبتمبر 2001) إجراءات تفتيش على أكثر من مليوني شخص يوميًّا، وتضم المطارات في جميع أنحاء البلاد حوالي 950 آلة ذات تقنية تصوير متطورة. وفي وقت قريب، سيكون لديها المزيد من التقنيات المتطورة قيد التشغيل.

وفيما يلي بعض التغييرات الأمنية التي من المرجَّح أن تراها خلال العقد المقبل. وفي المستقبل القريب، هذه هي الثلاث عشرة طريقة التي ستغيِّر السفر الجوي في عام 2020.

ماسحات ضوئية للأحذية

تشير الكاتبة إلى أن إحدى التقنيات التي ستكون متوفرة قريبًا هي أنظمة التصوير بالموجات المليمترية للأحذية. ومع هذا الابتكار، لن يضطر المسافرون إلى خلع أحذيتهم، وستتحرك طوابير التفتيش في المطارات على نحو أسرع.

يقول دانا ويلر، الرئيس التنفيذي لشركة «بليموث روك تكنولوجيز»، ومقرها ماساتشوستس، إنه: «في حين أن معظم الماسحات الضوئية للأحذية عبارة عن أجهزة كشف عن المعادن ولا يمكنها العثور على مساحيق كيميائية أو غيرها من المواد المهرَّبة، فإن الماسحات الضوئية للأحذية ذات الموجة المليمترية – والتي تسمى إس إس 1 (SS1) – يمكنها اكتشاف الأسلحة، أو المواد المتفجرة، أو المركَّبات الكيميائية، أو الأجهزة الإلكترونية المخبَّأة في الأحذية، أو أي لباس قدم آخر».

وإذا انطلق الإنذار، فسيُعاد توجيه الراكب ببساطة إلى الحزام الناقل، حيث يُطلب منه خلع حذائه لمزيد من التفتيش المكثف. ويمكن أيضًا استخدام الماسحات الضوئية للأحذية في نقاط رئيسة أخرى أثناء عملية السفر، بما في ذلك عند مكتب التذاكر، وعندما يقدِّم الركاب الأمتعة، وعند البوابات. وإذا كنت تتعجَّب، فهذا أول ما سيلاحِظه عميل إدارة أمن النقل عليك.

نقاط تفتيش إضافية

وتضيف الكاتبة قائلةً: وفي المستقبل، سيشمل أمن المطار نقاط متعددة للتفتيش الأمني ​​خارج نقطة التفتيش الرئيسة؛ حيث يخضع جميع المسافرين للتفتيش اليوم، وفقًا لما ذكره ويلر. ويوضح قائلًا: «ستكون نقاط التفتيش الإضافية هذه عند نقاط إنزال الركاب خارج مناطق المغادرة، ومواقف السيارات في المطار وخارج المطار، والممرات والأنفاق التي تقترب من أكشاك المغادرة والتذاكر».

ونظرًا إلى وجود نقاط أمن متعددة، فمن المرجح أن تُحدَّد المشكلات مبكرًا، لذلك قد يكون من الأسرع في نهاية المطاف اجتياز نقطة التفتيش الأمنية النهائية. لكن المحصلة النهائية هنا هي أن عملية التفتيش في المطار ستكون أكثر شمولًا وأمنًا لجميع الركاب.

أمن الذكاء الاصطناعي

وأردفت الكاتبة قائلةً: وبالإضافة إلى الكاميرات، ستُزوَّد المناطق الأمنية بأجهزة أمان أكثر ذكاءً من الجيل التالي تتضمن الذكاء الاصطناعي. يقول ويلر: «سيشمل ذلك التصوير بالموجات المليمترية والرادار، وأجهزة استشعار بالأشعة تحت الحمراء، وأجهزة استشعار من أجل تَتبُّع المواد الكيميائية». وستكتشف الأجهزة التهديدات أو الأنشطة المشبوهة على مسافات بعيدة خارج بوابات المطار، حيث يوجد عدد أقل من الحشود.

وسيوفر هذا بيئة أكثر أمانًا داخل مباني المطار، وفقًا لما قاله ويلر. ومثل هذه التكنولوجيا المتقدمة تشق طريقها إلى جميع جوانب حياتك، وليس في المطار فحسب. وإليك 11 منتجًا سيصبح «ذكيًّا» في عام 2020.

المزيد من الأتمتة

وأشارت الكاتبة إلى أنه سيكون هناك أيضًا بعض التغييرات الملحوظة داخل المطار. وأنت ترى بالفعل بداية هذه التغييرات في أكشاك الخدمة الذاتية وتسجيل الوصول عبر الإنترنت لشركات طيران معينة. يوضح ويلر: «هذا مؤشر واضح على أنه يجرى التخلص التدريجي من مكاتب تسجيل الوصول المزودة بالموظفين».

غير أن هذا له جوانب إيجابِية وأخرى سلبية: من المرجح أن يفقد عديد من العاملين في مناطق تسجيل الوصول وظائفهم، لكن هذا يمكن أن يوفر أموالًا للمسافرين على المدى الطويل. وإذا لم تُدفع رواتب لهؤلاء الموظفين، فهل تُخفَّض رسوم السفر؟ يتماشى هذا أيضًا مع زيادة الأتمتة الذاتية التي تعمل مباشرةً مع هواتفنا، وهي تقنية ربما استخدمتها بالفعل.

يقول ويلر: «يتلقى كثير منا أيضًا إشعارات بالصعود على متن الطائرة ومعلومات عن الرحلات الجوية وتغييرات الجدول الزمني تُرسل تلقائيًّا إلى هواتفنا الذكية». وهذا مجرد غيض من فيض يضرب به المثل. وهذه الصناديق الأمنية للمطار تنظف نفسها بالفعل. وتوقع رؤية المزيد من الوظائف الروبوتية في المستقبل.

التكنولوجيا البيومترية والبلوكشين

يقول ويلر إن تكنولوجيات الأمن البيومترية والبلوكشين، ستؤدي إلى دورة دخول وخروج مؤتمتة بالكامل. وفي المستقبل، بمجرد تسجيل وصولهم وخضوعهم للمسح الضوئي، سيَصْدُر للمسافرين رمز بيومتري يعمل بمثابة فحص جواز السفر وبطاقة الصعود والهوية للرحلة.

وقد لا يكون هذا رمزًا ماديًّا. ويمكن تخزينه على نحو آمن في الهاتف الذكي. ويضيف أننا بدأنا نرى بالفعل تطبيق هذه التكنولوجيا في الجمارك وحماية الحدود الأمريكية للهجرة.

تكنولوجيا أفضل للتعرف إلى الوجه

ولفتت الكاتبة إلى أن تكنولوجيا التعرف إلى الوجه تتقدم بوتيرة كبيرة جدًّا، وستصبح قريبًا جزءًا لا يتجزأ من عملية تسجيل الوصول. وسيخضع الركاب للفحص بحثًا عن معرفات بيومترية تتجاوز ملامح الوجه البسيطة. ويوضح ويلر ذلك قائلًا: «تعد أنماط القزحية أكثر تميزًا من بصمات الأصابع». ويضيف: «استخدام مزيج من الاثنين سيكون بمثابة التحقق الآمن للغاية من الهوية».

وهذه المعلومات، التي يجري مشاركتها من خلال تكنولوجيات التشفير الجديدة مع مسؤولي الهجرة والأمن، ستسهل في النهاية عملية الوصول والمغادرة. ويختبر مطارا هيثرو وسخيبول بالفعل هذه التكنولوجيا، والتي يمكن استخدامها لتتبع الركاب منذ لحظة وصولهم حتى مغادرتهم. وتعد هذه التكنولوجيا حتى الآن أسرع وأكثر موثوقية من فحص جوازات السفر يدويًّا. غير أنه قد لا تكون كل هذه الأخبار جيدة. لهذا السبب يجب أن تقلق بشأن التعرف إلى الوجه لبطاقات الصعود إلى الطائرة.

المطارات المبنية متضمنة التكنولوجيا الأمنية

وتساءلت الكاتبة عن أكبر تحديين يواجههما مسؤولو أمن المطارات الأمريكية؛ وأجابت قائلةً إنه لا يوجد مطاران متماثلان، والمساحة دائمًا هي الأفضل، كما يقول دوجلاس سميث، مساعد وزير الأمن الداخلي السابق وعضو المجلس الاستشاري الحالي لشركة «بليموث روك تكنولوجيز». ويوضح سميث: «جميع المطارات المصممة للتماشي مع الأغراض الأمنية، مثل المطار الجديد في الدوحة بقطر، صُمم من الأسفل إلى الأعلى في بيئة التهديد الجديدة هذه التي نجد أنفسنا فيها».

وأضاف: «مطارات الولايات المتحدة تضطر إلى إدخال إصلاحات القرن الحادي والعشرين في عديد من المطارات التي بدأت العمل قبل نشر أجهزة الكشف عن المعادن».

إذن، ما الفرق بين مطار مبني متضمنًا الأغراض الأمنية ومطار أقدم؟ يشرح سميث ذلك قائلًا إن الأمر يشبه العيش في منزل جديد تمامًا موازنةً بالعيش في منزل عمره 50 عامًا ومحاولة تجديده وتحديثه. لقد بُنيت معظم المطارات قبل 11 سبتمبر، ولم تُصمَّم للتكنولوجيا الجديدة والأمن الذي نحتاجه ونستخدمه الآن. ويضيف سميث، مشيرًا إلى مطار لاغوارديا في نيويورك: «علينا الآن أن نفهم كيف نلائم ونضغط كل هذه التكنولوجيا الحديثة في مبنى قديم». ستُبنى المطارات الجديدة مع وضع هذه التكنولوجيا في الاعتبار، بحيث تكون أكثر كفاءة وأمنًا للمسافرين.

عدد أقل من الإنذارات الكاذبة

شددت الكاتبة على أن مشغلي المعدات يجب أن يكونوا على دراية جيدة بكيفية عمل كل قطعة من معدات الأمن والأشياء التي تكتشفها. يقول ويلر إنهم يحتاجون أيضًا إلى معدات من شأنها أن تحدد بدلًا منهم هل ما اكتُشف يمثل «تهديدًا أم لا يمثل ذلك»، وذلك من ليصبحوا أكثر كفاءة. ويوضح قائلًا: «قد لا يدرك معظم الناس أن عملاء إدارة أمن النقل، على سبيل المثال، يجب أن يبحثوا عما هو أكثر من السكاكين أو البنادق أو الإبر».

ويضيف: «إنهم يبحثون أيضًا عن المكونات التي قد تصنع سلاحًا». إنهم بحاجة إلى إلقاء نظرة على الأشكال وتجميع اللغز معًا، لكن الإجهاد الذي يصيب الشخص القائم على تشغيل الجهاز يمكن أن يؤدي إلى أخطاء.

واختتمت الكاتبة مقالها موضحةً أن حل هذه المشكلات وتشديد الثغرات الأمنية في المطارات سيشمل استخدام تقنيات أحدث، مصممة للعمل مع أجهزة الفحص بالأشعة المقطعية الموجودة في المطار وتعزيز قيمتها وأجهزة الكشف عن المعادن. ومع التقدم في التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا التصوير الجديدة، مثل ماسحات الأحذية بالموجات المليمترية والتصوير المنفصل والرادار، ستنخفض معدلات الإنذار الكاذب، ولن يضطر القائمون على تشغيل الأجهزة إلى اتخاذ تلك القرارات الصعبة بأنفسهم.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي