لماذا تتردد مصر في التجاوب مع المبادرة الإماراتية بشأن سد النهضة؟

متابعات الأمة برس
2021-04-02

توجه وفد سوداني إلى أبوظبي في 26 فبراير/شباط لإجراء محادثات بشأن النزاع الحدودي مع إثيوبيا في إطار مبادرة وساطة أعلنتها الإمارات. وأعلن مجلس الوزراء السوداني في 23 مارس/آذار موافقته على مبادرة الإمارات للوساطة بينه وبين إثيوبيا لحل نزاعاتهما الحدودية وأزمة "سد النهضة" بين مصر والسودان وإثيوبيا.

وكان وفد إماراتي رفيع المستوى زار الخرطوم في 13 يناير/كانون الثاني، والتقى الوفد بمسؤولين في وزارتي الخارجية والري والموارد المائية، وناقش ملف "سد النهضة" ومواقف السودان. ثم اقترحت الإمارات مبادرة لتقريب وجهات النظر وحل الخلاف بين الدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا).

وتأتي المبادرة الإماراتية، التي لم يتم الكشف عن تفاصيلها بعد، وسط جمود وفشل متكرر لمفاوضات "سد النهضة". كما تأتي في ظل تصاعد التوترات الحدودية بين السودان وإثيوبيا بشأن منطقة "الفشقة" الحدودية، وقد بلغت ذروة هذه التوترات بمواجهات عسكرية مطلع العام الجاري.

وقال "شفاء العفاري" الكاتب والمحلل الإريتري المتخصص في الشؤون الأفريقية، إن المبادرة الإماراتية تأتي في وقت حرج، وأضافت لموقع "المونيتور": "يأتي ذلك في ظل تصعيد عسكري عبر الحدود السودانية الإثيوبية، وتعاون عسكري مصري سوداني غير مسبوق، وتحذيرات من تدخل عسكري في أزمة سد النهضة".

وأكد رئيس المجلس العسكري الانتقالي والقائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق "عبدالفتاح البرهان"، في كلمة ألقاها أمام ضباط وضباط صف وجنود منطقة البحري العسكرية في 21 مارس/آذار الجاري، أن القوات السودانية لن تتراجع عن مواقعها على الحدود السودانية مع إثيوبيا.

وبالنسبة لأديس أبابا، فإن هذه المواقع موجودة على الأراضي الإثيوبية. وفي 24 مارس/آذار، هاجمت القوات الإثيوبية القوات السودانية على الحدود في محاولة للاستيلاء على الأراضي التي يسيطر عليها السودان.

ووقعت مصر والسودان في 2 مارس/آذار اتفاقية للتعاون العسكري عقب زيارة رئيس أركان الجيش المصري الفريق "محمد فريد" إلى العاصمة السودانية الخرطوم.

 

في غضون ذلك، جددت مصر موقفها من "سد النهضة". وقال وزير الخارجية المصري "سامح شكري"، في تصريحات إعلامية في 24 مارس/آذار: "لدينا العديد من السيناريوهات على الطاولة، ويتم تقييمها جميعا بشكل جيد لاختيار السيناريو الذي سوف يفيدنا أكثر".

وأشار "شفاء العفاري" إلى أن "الإمارات تمتلك أوراق ضغط كبيرة على إثيوبيا، حيث أن لديها استثمارات ضخمة في إثيوبيا وعلاقات وثيقة مع رئيس الوزراء الإثيوبي "أبي أحمد"،وفي الوقت نفسه فإن للإمارات نفوذ في السودان وتحافظ على علاقات استراتيجية مع مصر وقد يجعلها ذلك وسيطا مناسبا لحل أزمة سد النهضة".

ويوجد حاليا 92 مشروعا استثماريا إماراتيا في إثيوبيا، تتركز في قطاعات الزراعة والصناعة والعقارات والرعاية الصحية والتعدين.

وفي 14 مارس/آذار، أعلنت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل، المعروفة أيضا باسم "مصدر"، عن اتفاقية مع الحكومة الإثيوبية لتنفيذ مشاريع طاقة شمسية من شأنها أن تولد 500 ميجاوات في عدة مواقع في إثيوبيا.

وفي 12 مارس/آذار، زار وفد من الهلال الأحمر الإماراتي إثيوبيا لمتابعة مشروع الشيخة "فاطمة بنت مبارك" الرئيسة الفخرية لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، والذي يتكون من بناء 1600 منزل ويهدف إلى تأمين خدمات الرعاية الصحية والتعليم لعشرات الآلاف من اللاجئين في منطقة "بيل".

وفي 14 أبريل/نيسان 2020، أعرب "أبي أحمد" عن تقديره لدولة الإمارات لإرسال ما قيمته 15 طنا من المستلزمات الطبية للوقاية من فيروس كورونا.

ووقع صندوق "خليفة" الإماراتي لتطوير المشاريع اتفاقية بقيمة 100 مليون دولار مع وزارة المالية الإثيوبية في 27 فبراير/شباط 2020، لدعم وتمويل المشاريع متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة في إثيوبيا.

وقال "عبدالله بن أحمد الصالح"، وكيل وزارة الاقتصاد الإماراتي لشؤون التجارة الخارجية، في 20 مارس/آذار 2019 خلال منتدى الأعمال الإماراتي الإثيوبي، إن الصادرات الإماراتية إلى إثيوبيا في عام 2018 بلغت 200 مليون دولار، بزيادة قدرها 46% مقارنة بعام 2017.

وفي 8 يوليو/تموز 2019، أعلن "آبي أحمد" أن بلاده سترسل 50 ألف عامل إثيوبي إلى الإمارات كجزء من برنامج يهدف إلى تطوير القوى العاملة المحلية.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي