
وفقاً لتقارير من مساء أمس، سيعلن ترامب قريباً عن وقف نار في قطاع غزة. رغم نفي إسرائيل وحماس، نأمل في أن يكون وقف النار قريباً. وحسب التقارير الأخيرة أيضاً، قال مبعوث الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إن بلاده تعتزم عرض منحى جديد لوقف نار في غزة. وقال مصدر إسرائيلي إن المنحى الجديد يتضمن اقتراحاً بتحرير 10 مخطوفين أحياء و18 جثة على دفعتين في غضون أسبوع مقابل 60 يوماً من وقف النار في قطاع غزة.
وحسب تقارير من يوم أمس، قال رئيس الوزراء نتنياهو لعائلات المخطوفين إن إسرائيل توافق على منحى ويتكوف. نأمل في أن تكون الموافقة حقيقية، ولا يتبين أنها جزء من حسابات تهكمية نهايتها خيبة أمل. ونأمل أيضاً في أن يكون كل منحى مرحلي يقر مقدمة في الطريق إلى منحى يتضمن تحرير كل المخطوفين مقابل وقف الحرب، وتحرير سجناء فلسطينيين، وأخيراً انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من القطاع. لن يكون هناك منحى نهائي لا يتضمن كل هذه الأسس، هذه هي الظروف الوحيدة التي يمكن فيها تحرير مخطوفين ونهاية الحرب. ينبغي أن تكون هذه هي الأهداف العليا لإسرائيل، وعليه فمن الواجب أن تصل إلى توافقات وتعمل على تطبيقها بسرعة.
زمن الـ 58 مخطوفاً، بينهم 20 أحياء، ومئات آلاف النازحين، الجوعى والمعوقين واليتامى في غزة، ينفد بسرعة. هذا هو وقت القرارات الشجاعة. تعهد وزير المالية سموتريتش بأنه “لن يسمح لمثل هذا الأمر أن يحصل”، والخطر على سلامة ائتلاف نتنياهو واضح. لكن إسرائيل لم يعد يمكنها أن تتصرف في ضوء ابتزاز قارعي طبول الحرب في اليمين ومؤيدي القتل والترحيل.
معظم الإسرائيليين، ومعظم العالم، وكذا التاريخ، لن يغفروا لنتنياهو إذا ما ترك المخطوفين وسكان قطاع غزة لمصيرهم الضائع. العالم يبدي بوادر يقظة للعمل ضد إسرائيل. بعد 20 شهراً، انتهت كل المعاذير. لا يجب أن تكون على جدول الأعمال الآن أهداف خيالية وعابثة أخرى. على إسرائيل إخراج مشروع إنقاذ ليس هناك ما هو أهم منه: إنقاذ كل المخطوفين ووقف المعاناة والقتل في غزة.
نأمل نجاح ما قاله نتنياهو لعائلات المخطوفين في اختبار الواقع. ونأمل أن تستجاب موافقة إسرائيل بموافقة حماس. حان الوقت لوضع حد لدائرة العنف وسفك الدماء للسنة والنصف الأخيرتين. المنحى الذي يعرضه ويتكوف يجب أن نتبناه بلا إبطاء، بكل ثمن، بسبب إلحاح الساعة. انتهى زمن قارعي طبول الحرب وحالمي الأحلام الشوهاء عن استيطان واحتلال في غزة، ويجب إنهاء زمن معاناة غزة.
أسرة التحرير
هآرتس 30/5/2025