لماذا تتعمد المؤسسة الإعلامية في إسرائيل إخفاء الدور العربي في مواجهة كورونا؟
2020-04-06
كتابات عبرية
كتابات عبرية

رئيس حكومة إسرائيل غير العربي، بنيامين نتنياهو، لا يفوت أي فرصة لكي يثبت كم هو عنصري ويهتم بالصغائر، حتى في وقت أزمة شديدة. أثناء الحرائق الكبيرة في حيفا قبل بضع سنوات فإنه بدلاً من أن يستغل الضائقة من أجل تحقيق تكافل مدني، بدأ هو وأمثاله بالحديث عن إرهاب الحرائق من جانب العرب. وحتى الآن لم يتم العثور على أي دليل على “إرهاب” كهذا. الآن، يتوجه إلى المواطنين “اليهود” و”غير اليهود”. هكذا، يمكن أن يكون العرب مسرورين لأنهم الأوائل في التاريخ الذين يبدأ اسمهم بـ “غير”. وبصفتي شخصاً متفائلاً جداً اعتقدت أنه إذا كنا “غير يهود” فنحن باقي العالم، نحن العالم.

ماكينة الدعاية في هذه الأثناء تعمل ساعات إضافية. ورغم أن جميع المؤشرات تبين أن السكان العرب يظهرون مواطنة نموذجية وبوعي عال جداً وامتثال مثير (تم إغلاق المساجد والكنائس أمام المصلين. ولا أحد يقوم بالصلاة سراً. ولا يوجد أي زعيم ديني أو اجتماعي اعترض على التعليمات الرسمية)، إلا أنهم كلما يذكرون الوضع الصعب في المجتمع المتدين، يسارعون إلى السؤال وماذا مع العرب؟

هذا هو الوضع لدى العرب. حسب أقوال عضو الكنيست مطانس شحادة، رئيس اللجنة الفرعية للكنيست لشؤون كورونا في المجتمع العربي، فإن نسبة المواطنين العرب الذين أصيبوا بفيروس كورونا هي نسبة معقولة جداً، حتى بعد موجة الفحوصات التي أجريت مؤخراً. وهكذا أيضاً نسبة المصابين في حالة خطرة. أيها اليمينيون الأعزاء، نأسف على خيبة الأمل التي تسببنا لكم بها. ماذا تريدون منا أن نفعل كي نرفع المعنويات في دولة الأكثرية اليهودية؟ هل نرش أنفسنا بفيروس كورونا لنجعل ولي العهد يئير بن نتنياهو مسروراً (يمكن تسميته “واي.بي.ام”، وهذا اختصار لاسم بالإنجليزية شبيه بـ “ام.بي.اس”، وهي الصفة التي أعطيت لولي العهد السعودي المحبوب لدى العائلة المالكة هنا)؟ نتنياهو الابن دفع التحريض عدة خطوات إلى الأمام، ونشر في حسابه عبر “تويتر” صورة للمظاهرة من العام 2014 وكأن الأمر يتعلق بصورة واقعية من يافا في هذا الأسبوع. “متى يغلقون يافا؟”، ورداً على ذلك هتف الجمهور الذي تم تحريضه في الشبكات الاجتماعية بـ “بني براك ليست وحيدة”.

إنه من المثير في هذه الأوقات الدراماتيكية أن أعلنت القنوات التلفزيونية في إسرائيل عن تقليص عدد الأطباء العرب على الشاشة. هناك يد خفية قررت إخفاءهم. يبدو وكأن سياسة الفصل التي قام برسمها بتسلئيل سموتريتش في غرف الولادة قد تم توسيعها من قبل شبكات البث. في المقابل، يتحدث أصدقاء ومعارف عرب كثيرون بفخر ممزوج بالقلق عن أبنائهم وبناتهم الذين هم في الخط الأمامي في حرب كورونا.

في المستقبل، وعندما يفحص المؤرخون ما حدث هنا في زمن كورونا الصعب، سيعتقدون –إذا ما استندوا فقط إلى مواد التلفزيون- أن العرب قد هربوا من الجبهة، وبقي رجال الإطفاء الشجعان في المعركة وحدهم.

بالعكس، إذا أردنا التحدث عن المواطنة، عندها فالعرب هم المواطنون المثاليون في الدولة، هم وزعماؤهم أيضاً يظهرون المسؤولية والوعي العميق في جميع القطاعات، وفي أوقات الأزمة يظهرون التماهي مع أخوتهم الأصوليين الذين هم في مشكلة حقيقية، والدليل على ذلك تصريحات عضو الكنيست أيمن عودة وعضو الكنيست وليد طه. هذا خلافاً لأجواء التحريض “عليهم”، التي اتبعها قادة الرأي العام في إسرائيل، وعلى رأسهم المذيعة رينا متسليح التي تحولت إلى حاكم عسكري من تلقاء نفسها في قطاع بني براك. يا للعار!

في هذا السياق، نشير إلى أن سير “أزرق أبيض” وحزب العمل مع نتنياهو جاء بخلاف تام مع وضع الأمور على الأرض. بهذا، فقد عبروا عن دعمهم لإقصاء حوالي 20 في المئة من سكان الدولة. في هذه الأيام، كانوا يستطيعون حتى إذا أرادوا حقاً حكومة طوارئ أن يشترطوا قيامها بمشاركة المواطنين العرب كنوع من معلم مهم في طريق الدولة.

أجل، لقد أدى العرب دورهم بصورة كبيرة في النضال لصورة الدولة الحديثة.


بقلم: عودة بشارات
هآرتس 6/4/2020



مقالات أخرى للكاتب

  • هكذا نقل نتنياهو اليهود من "الوصايا العشر" إلى ضربات قصمت ظهر الدولة   
  • هل حققت إسرائيل هدفها بضربها راداراً للدفاع الجوي في أصفهان؟  
  • إسرائيل بعد ضربتها لأصفهان.. هز مقصود للسفينة الإقليمية أم لعب بالنار؟  





  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي