
الى الرئيس السوري المحترم أحمد الشرع حياكم الله أما بعد
فنقول لكم أنه لايمكن القبول بقتل الأطفال والنساء مهما كانت المبررات ، لقد انتفضتم كما قلتم على طاغية أحل دماء جميع أبناء شعبه ، فلا تكرروا نفس الجريمة فأنتم ثرتم ضد الظلم فلا تكونوا ظالمين، وانتبهوا للمتربصين بكم وبشعبكم ، من أعداءكم وأعداء الأمة العربية ، الذين لم يسرهم انتصاركم الباهر والعظيم على الطغاة في بلدكم ، ولاتعطوهم الفرصة لاشعال حرب اهلية في سوريا العروبة بالسكوت عن تجار الحروب بينكم ، ولاتسمحوا لدعاة الفتنة بالبقاء في صفوفكم، ويجب محاسبة ومعاقبة من روع الأبرياء أو قتلهم بدون وجه حق شرعي وقانوني ، مهما كانت أعذاره ومبرراته ، ومهما كانت درجة قربهم منكم ومن حكومتكم الوليدة ، فلقد رحب بكم العالم لأنه رأى فيكم أملا سوريا مبشرا ، فلا تخيبوا ظن شعبكم وأمتكم فيكم ، وقد رأوا فيكم النجاة وليس الموت والثأر والانتقام.
أيها الرئيس أحمد الشرع
لقد تعهدت بتحقيق السلم الأهلي وإتمام وحدة الأراضي السورية، وشعبك والعالم ينتظر منك أن تفي بوعدك، ولاعذر لك إلا بتنفيذ الوعد مهما كانت المصاعب. وأي مدان من النظام السابق يجب أن يقدم الى المحكمة، وينال جزاءه وفقا للقانون وفي أروقة المحاكم وأمام شعبكم والعالم كله ، فلايمكن السكوت عن القتل العشوائي على الهوية مهما كانت الأسباب ، فلابد من سيادة القانون والعدالة والانصاف ، ولا يمكن القبول أو السكوت عن المحاكم الميدانية الانفعالية مهما كانت الجراح ، وإلا مالفرق بينكم وبين بشار ، الذي كان يقصف المدن بساكنيها بالبراميل المفخخة ، التي حصدت عشرات الألوف من النساء والاطفال ، وأحرقت الأخضر واليابس وحولت سوريا العظيمة الى مقبرة ، فلا تسيروا في طريق الانتقام ، وقوموا بلجم العناصر المنفلتة المتعطشة للثأر والانتقام ، فقد ولى زمن القتلة والارهابيون الرسميون ، ومن ثبت أنه قام بقتل الابرياء من النساء والاطفال وغيرهم ممن لم يقاتلوكم ، فيجب تقديمهم الى المحاكمة والقصاص منهم ليكونوا عبرة لمن لايعتبر ، فقد ولى زمن الشبيحة والقتلة والمسعورون الى غير رجعة، ولايمكن القبول بعودتهم في نسخة مروعة أخرى ومن قبل معسكر آخر.
أيها الرئيس أحمد الشرع
أنت رأس البلاد الان ، وأنت المسؤل أمام الله وأمام شعبك ، عن كل قطرة دم أريقت أو ستراق عن طريق الثأر ، فالدولة العادلة لاتبحث عن الثأر ولكن تعمل على إستتباب الأمن والأمان لجميع أبناء شعبها، ويجب حصر السلاح بيد الدولة وليس غيرها أيا كانوا.
أيها الرئيس أحمد الشرع
كرامتك من كرامة أبناء شعبك كلهم ، بكل إثنياتهم ومعتقداتهم وثقافاتهم وأديانهم ، واعلم هداك الله ووفقك الى كل خير ، بأن الدولة التي لاتحافظ على كرامة أبناء شعبها ، وتحقن دمائهم وتحفظ حقوقهم فلا كرامة لها وهي غير جديرة بحكمهم، فبادر الى تصحيح المعوج قبل فوات الأوان ، وإلا فالقادم سيكون أشد هولا عليكم وعلى شعبكم ووطنكم ، فالأعداء المتربصون كثر ، وبمثل هذه الافعال المنكرة التي قام بها بعض المحسوبون عليكم، تعطونهم فرصة ينتظرونها بفارغ الصبر للفتك بكم وببلادكم وبثورتكم العظيمة.
*عن صفحة الكاتب على فيسبوك