هل حان الوقت ليكون الوسط العربي في إسرائيل “شريكاً كاملاً” في الدولة؟
2020-03-10
كتابات عبرية
كتابات عبرية

في أثناء الانتخابات الأخيرة، صرح النائب أحمد الطيبي من القائمة المشتركة: “إذا وصلنا إلى 15 مقعداً، لن تكون لبيبي حكومة”. إذن، هذه الأيام، ونبوءة غضب الطيبي توشك أن تتجسد. في أحد المقالات هنا قبل نحو شهرين، كتبت أنه إذا وصلت القائمة إلى 16 مقعداً فلن يكون ممكناً تجاهل الحزب الثالث في حجمه، وسيكون لها تأثير كبير على حياتنا في المستقبل. “من دون الطيبي لن تكون لغانتس حكومة”، كان أحد شعارات الليكود المتصدرة والعنصرية في حملة الانتخابات الأخيرة، ومعناه أن من يعتزم تشكيل حكومة بمساعدة العرب، بأي سبيل كان، هو مقتلع لإسرائيل وليس جديراً وليس مرغوباً فيه لدى الجمهور الإسرائيلي. يتبين أن هذا نجح على قيادة “أزرق أبيض” التي صرحت من فوق كل منصة ممكنة بأن لا نية لها بتشكيل حكومة مع وبمساعدة القائمة المشتركة، وكأن كل عرب إسرائيل وزعمائهم السياسيين أعداء الدولة.

إلى جانب كل هذا، سمعنا هذا الأسبوع عن نية “أزرق أبيض” سن “قانون بيبي” الذي يحظر على متهم بالجنائي تشكيل حكومة، ومعناه أن نتنياهو كمتهم بثلاث جنايات لا يمكنه أن يشكل حكومة ويقف على رأسها. كل هذا بتأييد القائمة المشتركة، وإ”سرائيل بيتنا” بقيادة ليبرمان. وبالتوازي، يعتزم “أزرق أبيض” أن يقيم ويشكل من جديد، بمساعدة “شركائهم الجدد”، اللجنة التنظيمية للكنيست، التي سيكون ممكنا بواسطتها سن “قانون بيبي”. كل هذا يثبت بأن محاولة السير مع (العرب) والشعور بلا…، هو سخف، وغير واقعي، وأنه حان الوقت ليكون عرب إسرائيل الذين يشكلون نحو 20 في المئة من سكان الدولة شركاء كاملين في حياتها، ليس فقط كأطباء، وصيادلة، وبنائين وما شابه.

 

ملصقات انتخابية للقائمة المشتركة - أرشيف

بعد 72 سنة من الدولة والحياة المشتركة، بأن العرب ملزمون بأن يندمجوا أيضاً في وظائف الإدارة والقرار في مواضيع المجتمع، والاقتصاد، والصحة، والتعليم وما شابه، مثلما اندمجوا مثلًا في كرة القدم، حيث إن نحو نصف لاعبي منتخبنا الوطني اليوم من غير اليهود. كان متوقعاً بالذات من قيادة “أزرق أبيض”، التي خطت على علمها تصريحات لخلق جدول أعمال جديد، أن تكون الطليعة في هذا الموضوع، فتتجاهل رواسب الماضي وشعارات الليكود واليمين المتطرف وتعمل على خلق هذا الربط. واضح أن هذا يستوجب أن تكون خطوة متبادلة صرفة، تتطلب من عرب إسرائيل، وعلى رأسهم نوابهم، أن يغيروا القرص ويأخذوا على أنفسهم خدمة وطنية، ومظاهر الولاء في كل مجالات الحياة، في التطوع للمهام الوطنية، مثل الإطفائية، ونجمة داود الحمراء، ومؤسسات الإغاثة في الدولة.

في السنوات الأولى للدولة، عندما أقام مباي هنا كل الحكومات حتى العام 1977، درج زعيمه دافيد بن غوريون على ترسيم حدود الشرعية للحكومة التي ستقوم، بقوله شروطاً تثبت أبداً في أوساط كثير من اليمينيين: “دون حيروت (بيغن) وماكي (الحزب الشيوعي)” مثلما يقول بيبي وبعض السياسيين الآخرين اليوم: “من دون العرب ومن دون طيبي”.

واضح تماماً أنه من الصعب ان تقوم هنا حكومات مستقرة ومتينة من دون العرب، خاصة حين تكون الدولة منقسمة بهذا القدر. من حق عرب إسرائيل ألا يرغبوا بنتنياهو في رئاسة الوزراء. من هنا، فإنه في الفترة القريبة القادمة، وربما في الانتخابات القادمة، لن نتفاجأ أن يضاف إلى القاموس السياسي مفهوم إضافي جديد: حكومة مشتركة.

 

بقلم: افرايم غانور

معاريف 10/3/2020



مقالات أخرى للكاتب

  • هل سيكون حزيران المقبل شهر استقالات قادة الأجهزة الأمنية؟  
  • هكذا نقل نتنياهو اليهود من "الوصايا العشر" إلى ضربات قصمت ظهر الدولة   
  • هل حققت إسرائيل هدفها بضربها راداراً للدفاع الجوي في أصفهان؟  





  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي