رداً على بن غفير.. غالانت "يلذع" نتنياهو: إما الدولة أو ائتلافك  
2024-02-07
كتابات عبرية
كتابات عبرية

 

من سمع أمس الاقتباسات والتصريحات من جلسة كتلة الليكود في الكنيست ظن أننا نعيش في كون سياسي موازٍ. فعلى مسافة غير بعيدة عن الكنيست، تتواصل معركة عسكرية طويلة في الشمال والجنوب، لكن بعضاً من أعضاء كتلة الليكود واصلوا المعارك فيما بينهم وكأن شيئاً لم يحصل. ذات الخطاب السياسي القديم والكريه، المشادات الدنيئة واللغة الضحلة.

لقد سبق لكتلة الليكود أن شهدت أياماً كثيرة من المشادات السياسية الدنيئة، لكن ليس بهذا النزول. لكن يمكن. اسألوا وزير الطاقة دودي أمسالم والنائبة تالي غوتليف. بعض من الأعضاء في كتلة الليكود مقتنعون بأن غوتليف خلل سياسي سمائي. فاللقاء المباشر بين أمسالم الفظ وغوتليف الصارخة ولّد خطاب سكارى. أمسالم، الذي لم يكن ينتقد الأسلوب واللياقة، ضج على أن غوتليف تزعج وتقاطع أعضاء آخرين في الكتلة. أما هي فقد صرخت عليه: لا أريد سماعك، تفوح من فمك رائحة الكحول. أما هو ففي رد متدن بقدر لا يقل، عرض عليها أن تشم فمه.

هذه الحادثة في كتلة الليكود ليست الأولى ولا الأخيرة أيضاً، لكن رئيس الحزب نتنياهو يفضل الصمت أمام الأحاديث التي تجعل كتلة الليكود سيركاً في الكنيست. بدلاً من معالجة النواب المارقين كما يعرف معالجة الخصوم السياسيين، يفضل الصمت. لا ينبس ببنت شفة، ولا حضور له. هذه الأحداث الهامشية التي تصم حزباً كاملاً بالعار، لم تعد تهمه. أحد نواب الليكود قال لي أمس بهمس إنه خجل. لماذا لا يحصل هذا في كتل أخرى في الكنيست من اليمين واليسار؟ ألا تهم نتنياهو سمعة حزبه.

نشر نائبان من الليكود أمس بيانين حادّي اللهجة على ما حصل في الكتلة. فقد كتب الوزير اوفير اكونيس: “الأسلوب الذي ظهر في جلسة الكتلة لا يعكس طريق الليكود. هذا الأسلوب يمس بالحركة ويسيء لسمعتها وللساحة السياسية. لا يمكن الاستمرار هكذا”. أما الوزير نير بركات، فكان أشجع وألقى بالمسؤولية على نتنياهو: “أدعو رئيس الوزراء لاتخاذ إجراءات لمنع حالات مشابهة في المستقبل”.

لكنها ليست المشكلة الوحيدة لنتنياهو. فالأوزان الثقيلة التي عليه هي أوزان بن غفير وسموتريتش وباقي وزراء “عظمة يهودية” و”الصهيونية الدينية” ممن تحدثوا في الأشهر الأخيرة بشكل مثير للحفيظة، مقسم للصفوف وغير مسؤول. لا يصمت أمامهم، بل يخاف. فهل يمكن لأحد وزراء الكابينت في منظومة حكم عادية أن يشن هجوماً جبهوياً على الرئيس الأمريكي بايدن بدعوى أنه ينقل الوقود إلى حماس (عفواً، ألا يوجد رب بيت هنا؟)، لو كان ترامب الرئيس لكان وضعنا أفضل ولم ينبس رئيس الوزراء نتنياهو، ببنت شفة؟

لقد أدرك وزير الدفاع غالانت بوجود مشكلة عسرة تصعّب إدارة المعركة، وقال أمس إن بن غفير ليس جزءاً من عملية اتخاذ قرارات الحرب وليس جزءاً من القيادة. كما أدرك غالنت بوجود مشكلة مع عدم قدرة نتنياهو على اتخاذ قرارات بشأن صفقة المخطوفين وفي مسألة اليوم التالي. فلذع نتنياهو قائلاً: “علينا اتخاذ قرارات”.

مصلحة نتنياهو العليا هي الحفاظ على ائتلافه. لست من قال، بل نتنياهو. فبعد بضعة أيام من 7 أكتوبر، عرض عليه رجل سياسي كبير من معسكره تشكيل حكومة وحدة واسعة حتى بثمن طرد بن غفير من الحكومة (الذي وعد نتنياهو في الماضي: “لن يكون وزيراً في حكومتي”). فأجاب نتنياهو: “لست مستعداً لأن أفرم الـ 64 الذين لدي. مع من سأبقى بعد ثلاثة أشهر”؟

 

يوفال كارني

 يديعوت أحرونوت 6/2/2024



مقالات أخرى للكاتب

  • "قَتلنا وجَوّعنا وطردنا ودمرنا"… ألا يستحق نتنياهو و"دفاعه وأركانه" المثول أمامك يا "لاهاي"؟  
  • ما سبب "الهلع" الذي يتملك نتنياهو وإسرائيل بانتظار "لاهاي"؟
  • كيف تبدو رفح شركاً استراتيجياً لإسرائيل؟






  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي