اللواء "الوقح"  
2024-01-06
كتابات عبرية
كتابات عبرية

 

 مر 90 يوماً على نشوب الحرب التي فرضت علينا، ويمكن النظر إلى الوراء والتمييز بين المرغوب والممكن. فالأهداف التي وضعها رئيس الوزراء في نهاية الحرب كانت الإجهاز على حماس وتدمير قدراتها العسكرية، وإزالة تهديد الإرهاب من القطاع على إسرائيل، إلى جانب حل مسألة المخطوفين. في هذه الأثناء، تبين أن حماس استعدت جيداً لرد فعلنا المرتقب، وأن الإجهاز عليها (الذي يصعب قياسه كمياً) سيستوجب من جيشنا الممتاز والمهني عملاً طويلاً لأشهر وتضحية كبيرة جداً بحياة الشبان. يمكن التأكد من إزالة التهديد العسكري بعد وقت طويل جداً من نهاية الحرب، بينما كل يوم يمر يفاقم وضع المخطوفين ويقلل فرصهم للعودة على قيد الحياة.

 حان الوقت لتغيير سلم الأولويات، فقولنا إن العمل العسكري هو وحده ما يقرب إعادة المخطوفين بدا شعاراً أكثر مما هو حقيقة عسكرية، لذا وجب التركيز على مهمتين: إعادة المخطوفين الذين لم تتمكن الدولة من حمايتهم في 7 أكتوبر، وخلق بديل لحماس في الحكم على غزة.

 الوضع الحالي سائب: أهداف الحرب غامضة، والبحث الحقيقي في ما سيحصل في غزة في اليوم التالي لتحقيق الأهداف متعذر، خصوصاً حين يجلس في غرفة الاجتماعات يمينيون مسيحانيون وذليلون. بخلاف العقل السليم، ينجحون بين كل هذا الضجيج في التأثير على الحكومة ويمنعوها من اتخاذ قرارات حيوية.

 دون معرفة ما الذي يفترض به  – حسب خطة الحكومة – أن يحصل في قطاع غزة بعد انتهاء المعارك، فلن توافق أي جهة دولية على أن تطأ أقدامها أرض القطاع دون أفق سياسي، وسنجد أنفسنا نتحمل عبء تمويل كل ما ينقصه، وندير كل منظوماته.

 نتنياهو ليس رضيعاً أسرته كل من ستروك وبن غفير وسموتريتش و”فتيان التلال” الآخرين، بل هو الذي شق طريقه إلى الكنيست ثم إلى الحكومة، وهو من تلقى عليه مهمة إبعادهم عن طاولة أصحاب القرار وقيادة سلسلة قرارات عقلانية قبل أن يودع كرسيه.

اللواء الوقح

 شارك اللواء اليعيزر طوليدانو في جلسة الحكومة هذا الأسبوع، ووجهت إليه الوزيرة أوريت ستروك سؤالاً تسعى لاستيضاح تفصيل ما من الحقائق: هل صحيح أن هناك طيارين يرفضون قصف القطاع لأسباب ضميرية ولا يقدمون إسناداً للجنود في الميدان؟ كل شخص من الحاضرة اليهودية توقع من اللواء أن يذكر للوزيرة كم طياراً كهذا يتجرأ على قيادة الطائرة، وما هي العقوبات التي فرضت عليهم؟ الوزير يوآف كيش، طيار سلاح الجو المتقاعد، هرع لسماع استجوابها وقضى بأنه سؤال هاذٍ. فسانده اللواء واكتفى بجملتين قصيرتين: “جوابي المختصر هو “لا”. برأيي، هذا سؤال رهيب”. حظ عظيم أن كان نتنياهو في الغرفة ودافع بتفان عن ستروك. وتوجه إلى اللواء الوقح، وقال: “ليس مناسباً أن تقول للوزيرة ما هو رأيك بسؤالها”. وكي يظهر قدوة، لم يجد من الصواب أن يتناول سؤال ستروك. يا للعار.

 

يوسي بيلين

إسرائيل اليوم 5/1/2024



مقالات أخرى للكاتب

  • هل سيكون حزيران المقبل شهر استقالات قادة الأجهزة الأمنية؟  
  • هكذا نقل نتنياهو اليهود من "الوصايا العشر" إلى ضربات قصمت ظهر الدولة   
  • هل حققت إسرائيل هدفها بضربها راداراً للدفاع الجوي في أصفهان؟  





  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي