ماذا خط هرتسوغ على الصاروخ الموجه إلى غزة.. مباركته أم "نهاية إسرائيل"؟  
2023-12-29
كتابات عبرية
كتابات عبرية

 

أراد أعضاء من “كيبوتس أور هنير” تعزية ايريس حاييم بعد انتهاء أيام الحداد السبعة على موت ابنها يوتم، الذي قتل وصديقه على يد جنود الجيش الإسرائيلي، بعد أن أنقذوا أنفسهما من أسر حماس. ايريس حاييم كانت تعيش في مستوطنة “مسوآه”، وانتقلت إلى الكيبوتس في السنة الماضية. وقد جلست سبعة أيام الحداد في “موشاف شوافاه”. ولمفاجأتهم، تم استقبال الأصدقاء على مدخل البيت من قبل موظفة المجلس الإقليمي متيه يهودا، التي كانت تحدد من يمكنه الدخول. البيت وراءها كان مليئاً بمعتمري القبعات. منذ 7 أكتوبر أصبحت ايريس حاييم سلاحاً استراتيجياً لليمين الاستيطاني المسيحاني.

المعسكر الذي خطف الدولة كرهينة، مصمم على المضي بالرسائل التالية: محظور انتقاد الحكومة وجنود الجيش الإسرائيلي القديسين (خلافاً لقادتهم)؛ ووقف القتال؛ أما الجنود والمخطوفون القتلى فهم تضحية نبيلة في طريق الخلاص. هم طبق الفضة الذي ستقام عليه دولة “يهودا”. هذا المعسكر يرى في نتنياهو حمار المسيح، غبي من أجل الاستخدام. ويوضحون له دائماً بأن اليوم الذي سيتجرأ فيه على وقف القتال سيكون اليوم الذي ستسقط فيه حكومته. نتنياهو لم يجتز وبحق عملية “التطرف” (“هآرتس”، افتتاحية هيئة التحرير، 27/12)، على الأقل ليس بصورة عميقة وفكرية؛ لأنه لا يملك أي مبادئ أو رؤية باستثناء تعزيز حكمه. في السابق، امتنع عن عمليات عسكرية في ضوء المسلمة القائلة بأن الجمهور الإسرائيلي حساس للخسائر، ولكن الخارطة تغيرت؛ الاستطلاعات توضح بأن القاعدة تريد الدم والنار والدخان. والأمر الفظيع هو أن وجبة القتلى اليومية يتم تقبلها كقدر مصيري حتى خارج جمهور الناخبين الذي أيد حكومة الهراءات.

أما المخطوفون فتمت التضحية بهم أيضاً. بطل المعسكر المسيحاني هو العميد براك حيرام، الذي اعترف بأنه قد أمر دبابة بتدمير بيت في “بئيري”، تحصن فيه مخربون من النخبة مع رهائن. قتل من بينهم 12 في هذا القصف. هذه عملية إعدام. قائد فرقة أصدر مثل هذا الأمر يجب أن يذهب إلى السجن.

ثمة خط مباشر بين المقابلات المتواترة لايريس حاييم في وسائل الإعلام وبين مقاربة حيرام. حيرام، بالمناسبة، أجرت معه إيلانا ديان مقابلة بعد السبت اللعين. وبعيون لامعة، استمتع هناك بطرح فكرة احتلال غزة، وأوضح بأنه لا يرى في هذا قصة تتعلق بالجيش الإسرائيلي على الإطلاق، بل أبعد من ذلك بكثير، يتعلق بشعب إسرائيل.

هذه رؤية ميتافيزيقية وأصولية: الحرب خلاص. لا ينطبق على حيرام شعار المستوطن الذي يحمل البندقية والدب الدمية. هو من مواليد حيفا، تعلم في مدرسة عسكرية الداخلية، وهو أحد أعضاء التيار العام. التقرير عن مآثره نشر في “نيويورك تايمز”. ليس في وسائل الإعلام الإسرائيلية، باستثناء “هآرتس”، مكان انتقاد الجيش، أو حتى التفكير وانتقاد الغرق في حرب العصابات في مستنقع غزة بدون أي أفق سياسي وتحت زعيم غير مؤهل للمنصب.

في هذه الأثناء، إسرائيل تتحيون وتتغابى. والرئيس إسحق هرتسوغ تم التقاط صورة له وهو يكتب إهداء على صاروخ قبل إطلاقه على غزة. هذه رسالة فظيعة، حتى قبل الضرر الإعلامي الذي تتسبب به هذه الصورة بمكانة إسرائيل المتدهورة في العالم.

خدمت كضابط في سلاح المدفعية. هذا سلاح إحصائي خلافاً للسلاح الموجه والدقيق. فهو لا يميز بين المخربين والأطفال والنساء والأشخاص غير المشاركين. ولكن هذه هي روح العصر والمكان. تسفي يحزقيلي عاد وكرر في استوديو “أخبار 13” موقف القائل بأنه كان يجب قتل 100 ألف غزي في الضربة الأولى. وأنه لا يوجد بين الـ 2 مليون مواطن في غزة أحد إلا وله صلة بحماس. هذه دعوة لإبادة شعب. ويحزقيلي هو الآن المحاضر الأكثر طلباً من قبل رجال الإعلام في إسرائيل (أجره 20 ألف شيكل).

إن المجتمع الذي يقدس الموت والقتل الذي لا يميز يفقد تفوقه الأخلاقي وعدالة وجوده. هذه هي الهزيمة الثانية التي تلحقنا بها حماس، وهي أسوأ من الأولى.

 

 أوري مسغاف

هآرتس 28/12/2023



مقالات أخرى للكاتب

  • موافقة حماس على الصفقة.. فخ لنتنياهو وإسفين بين واشنطن وتل أبيب  
  • "قَتلنا وجَوّعنا وطردنا ودمرنا"… ألا يستحق نتنياهو و"دفاعه وأركانه" المثول أمامك يا "لاهاي"؟  
  • ما سبب "الهلع" الذي يتملك نتنياهو وإسرائيل بانتظار "لاهاي"؟






  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي