مع التقاء المصالح باسم "التطبيع".. ماذا لو يدعى نتنياهو إلى البيت الأبيض؟  
2023-09-05
كتابات عبرية
كتابات عبرية

 

وفقاً للقاموس الدبلوماسي الأمريكي، يبدو أن تعبير “هيا نلتقي في الخريف”، شبيه في نيته القول: هيا نخرج لتناول الغداء في موعد ما. هذه التعابير تشير إلى أخلاق حسنة للقوة العظمى ولكنها تشير أيضاً إلى ازدواجيتها الكبرى. لا نية لمتابعة ما يقال في الحالتين. فمنذ زمن بعيد، نقل إلى نتنياهو رسالة بأن بايدن، الذي تركه يتعرق في جهوده للوصول إلى صورة مشتركة في البيت الأبيض، يعتزم لقاءه في الخريف؟

وها هو أيلول يحل علينا، وهو الأكثر خريفاً؛ وليس هذا فحسب، بل إن الزعيمين سيخطبان في الجمعية العمومية للأمم المتحدة هذا الشهر، بفارق يومين. لقد درج بايدن على عقد لقاءات على هامش الجمعية العمومية، أحياناً في مكتبه في الفندق وأحياناً إلى جانب الدرج المتحرك.

لا يريد نتنياهو الوقوف في الرواق، بل يريد كل طقوس البيت الأبيض: الدخول عبر البوابة الرئيسة، والجلوس إلى جانب الرئيس، وفرصة صورة للصحافيين ليبث أنه عاد إلى الديار، ولو للحظة، وأنه الزعيم الدولي.

إن فرص نتنياهو في البيت الأبيض تزداد هذه الأيام، ليس لأن بايدن غفر له أكاذيبه وخدعه – فهو ما زال يسميه منكراً للجميل، بل لأن مصالح نشأت والتقت.

لقد نفد سحر نتنياهو منذ زمن بعيد في البيت الأبيض. هذه المرة، إذا ما حصل هذا، فسيتعين عليه دفع الثمن مسبقاً على الوليمة في البيت الأبيض، الذي لا يقدم وجبات مجانية. وأمس، بدأ يحصي وسائل الدفع: بشكل دراماتيكي، هكذا على الأقل قال من هم في محيطه، هو مستعد لتجميد الانقلاب القضائي. بدون هذا على الأقل، يعرف أنه سيجد باباً مغلقاً في واشنطن.

إذا ما سار نتنياهو إلى البيت الأبيض، فهذا لنشوء لقاء قوى، ومصلحة بايدن في هذه اللحظة تأتي لربط السعودية بعربته: يعرف بايدن أنه إذا لم يعطِ السعودية طلبها، منشآت نووية لأهداف مدنية، في غضون دقيقتين، فسيصل الصينيون إلى الرياض وسيبنون لها مفاعلاً.

لن يفقد بايدن قبضة في قسم آخر من العالم في صالح الصينيين، خصوصاً في سنة الانتخابات. ولإعطاء السعوديين مطلبهم، يحتاج ألا تدس له إسرائيل العصي في الدواليب. وأكثر من ذلك، السعوديون يطالبون بأنه إذا كانت إسرائيل جزءاً من الصفقة، بمعنى أنه إذا ما وقع اتفاق لتطبيع معين بين الرياض والقدس، فعلى إسرائيل أن تعطي حفنة امتيازات للفلسطينيين، وتخلق أرضاً مريحة للمحادثات على حل الدولتين.

إن احتفالاً عظيماً في ساحة البيت الأبيض يكون فيه بايدن هو عراب الاتفاق ما بين السعودية وإسرائيل، سيساعده في حملة الانتخابات التي لا يزال يتعثر فيها. يطلق نتنياهو هذه المرة أصواتاً بأنه يوشك على فتح المحفظة. أمس، أشار لواشنطن من قبرص بأنه سينجح في إعطاء الفلسطينيين ما يطالب به الأمريكيون.

لقد أصبحت مصلحة نتنياهو مصلحة بايدن أيضاً، كلتاهما موجهتان إلى السعودية. وإذا ما وصل نتنياهو إلى البيت الأبيض، فهذا يعني أنه تنازل بقدر كبير: في موضوع الثورة القضائية وفي الموضوع الفلسطيني على حد سواء. يعرف بايدن مصاعب نتنياهو في الإيفاء بالوعود، وسيستقبله بإحساس من الاحترام والشك في الوقت نفسه. وعليه، فمن المتوقع أن يتلقى نتنياهو هناك، إذا ما دعي، جزرة حلوة وإلى جانبها عصا كبيرة. العقوبات جاهزة على الطاولة الآن، مغلفة بكلمات أديبة. لن يكتفي بايدن فقط بالوعود، بل سيطالب بجدول زمني للتنفيذ.

أورلي ازولاي

يديعوت أحرونوت 5/9/2023



مقالات أخرى للكاتب

  • هل تؤتي ثقافة المافيا التي اتبعتها إدارة ترامب ثمارها في الشرق الأوسط؟
  • إسرائيل بـ"عرباتها" تخفق في تحقيق أهداف الحرب: غزة.. إلى متى؟
  • باحثاً عن مخرج.. هل تنكسر عصي نتنياهو في دواليب ترامب وخطته؟








  • شخصية العام

    كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي