اليمنيون متفقون في أهم القضايا فلماذا يتحاربون إذن ؟
2023-06-18
عبدالناصر مجلي
عبدالناصر مجلي

قرابة العامين من الهدنة ونسال الله العظيم أن تطول حتى تهدأ الأنفس وتخف الأحقاد في قلوب المتحاربين وبعد ذلك سيأتي السلام بمشيئة الله.
لكن دعونا نتسائل ماهي القواسم المشتركة التي يتفق عليها المتحاربون والأحزاب وعموم الشعب في بلادنا اليمن ، بعد أن عرفنا اختلافهم ، وبعد أن عرفنا بأن الشرعية ليست مرتزقة ولا أنصار الله أتباعا لايران ، فالمعركة من أساسها سياسية بحتة ويمكن حلها بالطرق السياسية بعد أن فشلت المدافع في ذلك كما هي طبيعة غالبية الحروب اليمنية.
وفي حسبة بسيطة وجدت بأن الجميع شرعية وأنصار الله وبقية الأحزاب تتفق على كثير من النقاط أهمها :
-الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر
- على أهمية الاستقلال والمحافظة عليه
- على ضرورة الوحدة اليمنية وبقاءها
-على بقاء النظام الجمهوري كنظام سياسي
- على بقاء الجمهورية اليمنية كدولة وكمسمى
- على النشيد الوطني
- على النسر الجمهوري
- على الزي العسكري اليمني
- رفض تمزيق اليمن أو احتلاله تحت أي عذر أو سبب
- الاتفاق على مستوى التمثيل الرياضي في اختيار منتخب يمني واحد من مختلف انحاء الجمهورية وفي كافة الألعاب يمثل الجمهورية اليمنية والشعب اليمني
- على عدم غلق الحدود في وجه المواطن اليمني بين المحافظات
- الاتفاق على جواز يمني واحد وبطاقة يمنية واحدة وجنسية يمنية واحدة
-على العملة اليمنية دون تبديل او تغيير بغض النظر عن سعر الصرف في صنعاء او عدن
والكثير الكثير مما يجمعنا أكثر مما يفرقنا ، ولعل الخلاف الان هو في من يحكم اليمن ، وهذه في ظني ليست معضلة إذا صدقت النوايا ، فالحلول كثيرة ، فمادام الجميع متفق على بقاء اليمن الجمهوري ، فليس هناك معضلة أبدا ويمكن الوصول الى حلول كثير وليس حلا واحدا فقط ، فقد آن أوان السلام ، وكلنا إخوة وأهل وأبناء وطن واحد ، وقد اكتوى الجميع بنيران الحرب ولم يسلم منها أحد ، ولذلك على المتحاربيىن أن يخففوا من وطأة الحرب الاعلامية بينهم ، بعد أن أسكتوا المدافع وارتفعت مؤشرات السلام ، وأيضا على الجميع اليوم قبل غدا ، أن يعلنوا العفو الشامل كل من جهته ، حتى يستطيع الجميع العودة الى الداخل والتنقل بأمان بين المحافظات دون ملاحقة أو مطاردة من هذا الطرف او ذاك.
في اعتقادي بأن الجميع قد تعب من الحرب ، لكنه يخاف من الاخر ولهذا لابد من زرع الثقة بين الجميع ، عبر مبادرات كهذه التي أقدمها الان كل من جهته ، فلا ينبغي السكوت وبلادنا وشعبنا في إتون قيامة مرعبة ومدمرة.
لابد من أن يتقدم أحد خصوصا من المتحاربين خطوة الى الأمام ، ولابد للجميع وخصوصا السياسيون ورجال الاعلام والثقافة والفكر والاقتصاد والعلماء والشباب والمرأة...الخ، أن يرفعوا صوتهم أمام الجميع : يكفي حرب .. نريد السلام.
يجب أن يكون الرهان اليوم على العقلانية والواقعية والمسؤلية ، فالشرعية أهلنا وقومنا ، وأنصار الله أهلنا وقومنا ، وكافة الاحزاب هي أحزاب يمنية ، والمحاربون في المعسكرين هم إخوتنا وأبناؤنا وفلذات كبد اليمن وآن الوقت لنحافظ عليهم ليبقوا درع اليمن العظيم..كل اليمن.
سفينة اليمن الجمهوري تتسع للجميع وآن لنا جميع أن نصعد الى هذه السفينة لننجو جميعا من الغرق فهل من مجيب ؟!


*أديب وصحافي يمني أمريكي ورئيس تحرير مجلة العربي الامريكي اليوم وموقع الأمة برس الاخباري



مقالات أخرى للكاتب

  • لقد انتصرت غزة ايها الجبناء
  • لو كنت مكان عبدالملك الحوثي - عبدالناصر مجلي
  • رغم حبهم للحرب إلا أن السلام سينتصر رغم أنوفهم






  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي