هل يعدّ قبول "الجهاد الإسلامي" لوقف إطلاق النار ضعفاً إيرانياً؟
2023-05-16
كتابات عبرية
كتابات عبرية

انتهاء حملة “درع ورمح” عرض إيران في ضعفها؛ فقد شكلت الحملة جولة تصعيد هي الأولى في فترة تصف فيها إيران إسرائيل في ذروة ضعفها بسبب أزمتها الداخلية وأساساً ظواهر الرفض، و”معسكر المقاومة” برئاستها في ذروة قوتها. طهران، مثل باقي عناصر معسكر المقاومة من العراق واليمن وسوريا ولبنان، لم تهرع لنجدة “الجهاد الإسلامي”، باستثناء دعم لفظي حماسي. كلهم راقبوا القيادة العسكرية العليا للتنظيم وهي تتعرض لضربة قاسية في الحملة.

دفعت إيران عناصر معسكر المقاومة (حماس أساساً) للانضمام إلى “الجهاد الإسلامي” في إطلاق النار نحو إسرائيل. صحيفة “كيهان”، الناطقة بلسان الزعيم الإيراني خامنئي، انتقدت حماس وقضت: “بغياب صواريخ أقوى من باقي عناصر معسكر المقاومة، يبدو أن صواريخ “الجهاد الإسلامي” بمثابة لذعات بعوض لإسرائيل”. على مدى الحملة، دعت إيران الدول الإسلامية، بما فيها تلك التي وقعت على اتفاقات سلام مع إسرائيل، إلى مساعدة الفلسطينيين و”إلى تسريع نهاية إسرائيل” وعدم الاكتفاء بالتصريحات.

الأمين العام لـ “حزب الله” حسن نصر الله، وعد بخطاب بمناسبة سبع سنوات على وفاة مصطفى بدر الدين (قائد قوات “حزب الله” في سوريا، الذي قتل في 2016 قرب دمشق) بكل مساعدة ممكنة للفلسطينيين، لكنه عملياً لم يتدخل في الجولة الحالية. يبدو أنه يتذكر الإشارة إلى تلقاها رداً على إطلاق الصواريخ من لبنان في نيسان.

إسرائيل، التي عرضتها إيران في الأشهر الأخيرة بأنها ضعيفة وتقترب من نهاية طريقها في ضوء الأزمة الداخلية، جبت ثمناً باهظاً من “الجهاد الإسلامي”، ربيب إيران الذي يتمتع بميزانية بعشرات ملايين الدولارات في السنة ومساعدات عسكرية واسعة. “الجهاد الإسلامي”، في ضائقته، فضل في نهاية المطاف مبادرة الوساطة المصرية لوقف النار على الضغط الإيراني لمواصلة القتال.

ضغطت إيران على مدى الحملة لمواصلة القتال حتى اللحظة الأخيرة. اعتقدت أن استمرار الجولة وزيادة الأزمة في غزة سيؤديان في نهاية الأمر إلى توسيعها وانضمام عناصر أخرى من جبهة المقاومة، وهو أمل قد خاب. لا يهم إيران دفع الثمن بدم فلسطيني لتحقيق أهدافها وتوسيع نفوذها في المنطقة ولتتخذ صورة الجهة المركزية التي تقود الصراع ضد إسرائيل.

إلى جانب ترميم الردع الإسرائيلي وصورة إسرائيل التي تآكلت في الأشهر الأخيرة في نظر الدول العربية المعتدلة (أساساً السعودية ودول الخليج) أثبتت الحملة بأن إسرائيل، مع قدرات استخبارية وعملياتية، لا تزال محتفظة بمكان مركزي في المواجهة العسكرية مع إيران، التي تواصل تنفيذ برنامجها النووي. لقد أمسك بالأخيرة بضعفها وتجسد لها ولمعسكر المقاومة التي تدعي قيادته بأن خطابها عن نهاية إسرائيل القريبة لا يجتاز اختبار الواقع.

 

المقدم احتياط ميخائيل سيغال

معاريف 14/5/2023



مقالات أخرى للكاتب

  • إسرائيل بعد ضربتها لأصفهان.. هز مقصود للسفينة الإقليمية أم لعب بالنار؟  
  • كيف واجه أهالي دوما والمغيّر إرهاب المستوطنين؟  
  • هل هناك خط دبلوماسي إيراني - عربي- أمريكي لمنع حرب إقليمية؟  





  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي