ســــــــــــــــــــــــــــــــــــرديات
2021-11-11
عبدالوهاب جباري
عبدالوهاب جباري

(1)
** بعدما وجدت أن سويسرا لاخير فيها ..فكرت في البديل ..مصر أمي وأنا إبنها درست فيها وتعلمت منها الحلو والمر فقررت العودة لها..
وكانت مشكلتي يومها :
كيف سأعيش لمدة سنه فيها دون عمل يؤمن لي الضروريات المعيشية والسكن ؟
وفجأة جاء الغيث من بريطانيا أخي نبيل تعهد بدفع 300 جنيه إسترليني شهريآ لإشق طريقي الفني سيناريست وممثل ومخرج سينمائي ( موهوب ) ..الحمدلله وشكرآ له ..
ومن أمير سعودي صديقآ لوالدي كان ..
أعطاني سكنآ مجانيآ غرفه وتوابعها ملحقة بقصره في القاهره ..
وكانت المفاجأة الأولى أن قصر الأمير السعودي رعاه الله هي فيلا المشير عبدالحكيم عامر بيت الزوجيه للفنانة برلنتي عبد الحميد وكانت الفيلا المكان الذي يقضي فيها أعضاء قيادة الثوره بعد الإطاحة بالملك فاروق أيام الإجازات وحتى الإجتماعات المهمه بعيدآ عن القاهره ..
أجل:
في آخر شارع الهرم طريق مصر إسكندريه الصحراوي ..
يعني آخر آخر شارع الهرم / الجيزه ..
وليس معي سيارة أو موتور سيكل فكانت وسيلتي هي المواصلات العامه .. وهي العذاب بعينه .. أنتقل من باص لباص فميكروباص فا..ف.. فمشيآ على الأقدام ذهابآ وإيابآ لسكن تنتشر فيه الثعابين ( الكوبرا ) والعقارب الكبيره والذئآب ومايسمى بالسلعوة أحيانا ..
_ أيضآ أخي نبيل رعاه الله تعثر في مشروعه المطعم في ليفربول الإنجليزيه وصار بالكاد يحول لي 120دولار شهريآ وبصعوبه ..
وبدأت رحلتي القاسيه في طريقي الفني ومشواره وصولآ للنجاح والنجوميه صعب جدآ ..
وبإمكاناتي الضعيفه هذه أن أحقق شيئآ يذكر ..
و تعثرت خطاي هنا وهناك وساءت أحوالي وصحتي البدنية والنفسيه ..
وتذكرت:
_ أن الفنان الكبير فريد الأطرش وأخته أسمهان نزلا مصر كموهوبين ولكن أمراء لبنانيين وأثرياء
فكان فريد لايحتاج العمل في مصر ليعيش بل الأضواء والشهرة والمجد الفني لينتشر وتحقق له هذا ؛
بخاصه أنه بكرم ونيه يقصده لبلوغ مايبتغيه فنيآ .. حول بيته في القاهره إلى مطعم مفتوح ليل نهار ..وبار مغري لكل النخبة في مصر
كتاب وشعراء وساسه وفنانين وفنانات ومنهم ومنهن من أعتبر بيت فريد الأطرش بيته ولا حساسيه من فريد أو أسمهان جراء هذا ..
فهم يعطون بيد وباليد الأخرى يأخذون من النخبة شهرة وأمجاد فنيه بلا حدود كما يقال ..
وكذلك فعل الفنان كاظم الساهر بإموال صدام / العراق فأشترى شقه على النيل من أول وصل فيه للقاهره ..
وآخر موديل من السيارات
وجذب بفلوس العراق /صدام كالمغناطيس كل الموهوبين في الموسيقى والمسيطرون على الإعلام بالهدايا والحفلات الخاصة الباذحه في أغلى فنادق مصر كما الرشى السريه لهذا وذاك على الرغم من كونه غير منتمي لعضوية نقابه فنيه مصريه أنتشر سريعآ .. فهو ليس خريج أكاديمية الفنون كشأني ومعي العضوية ( العامله ) حتى الآن وليس العضوية الشرفيه مثلآ ..
وفي خلال شهور سطع نجمه في مصر وصار أسطورة حتى اليوم ؟
وأنا أحاول جاهدآ النجاح في مشواري الفني الصعب هذا في مصر ..
بين الحين والآخر تأتيني رساله أو زآئر من اليمن.. ليقول لي :
_ إرجع صنعاء ونحن معك في كل ماتريد ..
أحدهم رشحني لزيجه مناسبه أيضآ ..
وعندما عدت صنعاء بخفي حنين وبناء على إلحاحهم المزعج بتقديم كل خدماتهم وتعاونهم الأخوي والأسري والمناطقي إلخ
وجدت وعودهم هباء وغبارآ ليس إلا ..
وأنفضوا جميعآ من حولي ..
بل بعضهم جاءت له الفرصة كي ينتقم مني أو يشمت بي الأعداء ؟
ومن وعدني بالزواج قال لي فجأة ومتغطرسآ ..و بكبر :
_ وليش تشتي تبسرها قبل الزواج جدها رسول الله كثر خيرها أنهاعتقبلك ؟!
ياالله تقبلك سواق عندها (؟!) ..
حينها مقارنة بما صدمني في صنعاء

(2)
** صارت سويسرا الباردة دفئآ
وأضحت عذابات القاهره آيس كريم في جليم ..
والحال لايزال مستمر
فجاهزيتي عاليه جدآ للعمل والمنافسه في القاهرة من جديد اليوم / اللحظه ولكن ليس بجيوب بيضاء / خاليه ..
وبالبلدي لن أدخل مصر ( حراف ) ..
بخاصة أن الفن معروف عنه في كل أركان الدنيا أنه عصي ..و قاعدتة :
_ إدفع الآن / اليوم .. لتجد ماتبحث عنه .. غدآ .
القاضي عبدالرحمن الإرياني عانى حكمه من الإنفلونزا السياسيه ..
حمى وفتور ومرض يشتد على المريض .. وتجمدت اليمن في أيامه ؛
كأنها في فريزر ثلاجه للمذبوحات على الطريقة الإسلاميه (حلال) ..
_فجاء الزعيم الحمدي ونزع فيش الثلاجه وأخرج اليمن للنور والدفء والحيوية والنشاط والحركه .. بشكل غير مسبوق والجميع يصفق له كبطل وطني لليمن بعد جدنا سيف بن ذي يزن .. و قومي كمانديلا وجيفارا لنقل وعبد الناصر ..
_ وعلى غير موعد رأينا ( صالح ) بهبالاته المرتبكه العشوائيه المتخبطه يحول اليمن إلى أكثر من كفيل له وعم بل و مسيطر عليه وظل في وقت واحد تابع للعراق وللسعوديه ولمصر وأمريكا وصبل عتيقه ..
وصار اليمن يتداول من الأوصياء عليه من يد ليد ويراوح مكانه ..
والكل يتفرج علينا ..
أما ( الحوثي ) و أخيرآ :
_فحدث عنه ولاحرج و ماقصر ..
أدخل اليمن في (..................) لامؤآخذه ؟
ولله في الرؤساء والدول شؤون .

(3)

** في زحمة مكتبي بالمراجعين كمدير لكهرباء ذمار
أيام الزعيم الحمدي ..
تقدم أحدهم ينصحني :
_ إفعل كذا ، وإنتبه من المنافقين ولا تتساهل مع الحاقدين
وكن يقظآ للمتربصين وعليك بكذا وتجنب كيت ..
وزادت نصائحه وأتسعت
لدرجة شعر كل من في المكتب أنه شفط الهواء كله من المكان
وبدأنا نعاني من ضيق في التنفس ..وبعد خروجه من المكتب تنفسنا جميعآ الصعداء ..
أحد المراجعين وبلسان ذماري مبين أفصح عن مشاعره بالقول:
_ له ساعه بينصح المدير وهو نفسه طلي .


*سيناريست يمني / هولندي - خاص بالأمة برس
*هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن موقع الأمة برس



مقالات أخرى للكاتب

  • الدوشـــــــــــــــــــان
  • دردشه رمضانيه مبكرة
  • حكاوى بطعم سلتة الحلبة الصنعانية !





  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي