حينما حذرناهم من الهزيمة فلم يستمع الينا أحد - عبدالناصر مجلي
2021-08-18
عبدالناصر مجلي
عبدالناصر مجلي

في عام 2001 وجهت رسالة بصيغة مقالة منشورة الى الرئيس جورج بوش الابن ناصحا بعدم غزو افغانستان وشرحت له جملة من الاسباب التي تجعله يعيد النظر في عملية الغزو وقلت بالحرف الواحد بأن القوات الامريكية ستنسحب من هناك طال الامر أم قصر كما فعلت في سايجون من قبل وقد يكون انسحابا مستعجلا ومهينا وهذا، ماحدث ، فلن يقبل الافغانيون باحتلال جديد لبلادهم مهما كانت المسميات بعد دحرهم للاحتلال السوفيتي ومهما كلفهم الامر من وقت وجهد ودماء،  وبالطبع نحن لم نكن نعلم الغيب لكننا كنا نقرأ الواقع بعمق وشعور عال بالمسؤلية .
وكذلك وجهت رسالة أخرى عبر مقالة - بل عدة مقالات في حقية الأمر - اليه أحذره من غزو العراق لان الخاتمة ستكون وخيمة على العراق وعلى امريكا والمنطقة من خلال قراءة بسيطة وسريعة لتاريخ الغزاة ونهاياتهم المخزية ، لكن لم يستمع الينا أحد وأخذهم الكبر والغرور فكانت الكارثة كما رأها العالم في كابول ، وسنراها قريبا في العراق.
أذكر إن كتاباتي تلك أخافت الكثير من الناس مني وبقيت أمشي وحيدا لايكاد يجرؤ أحد على التحدث معي أثناء معركتي مع الرئيس جورج الصغير كما أطلقت عليه آنذاك ، مع أنها كانت معركة يضمنها الدستور الأمريكي العظيم في حرية القول وحرية الصحافة ولم أتجاوز حدود الأدب أبدا لكنني كنت واقعيا وصارما وناصحا ، خصوصا وان كتاباتي كانت قوية وموجعة لكنها كانت ناصحة ومحذرة، ثم بعد ذلك اعترفوا جميعا بصواب توقعاتنا وتحققها واحدة تلو الأخرى.
طبعا سيقول قائل وهل كان الرئيس بوش الابن فاضي لقراءة مقالاتك ، وسأجيب بالقول لا أدري لكن ما أدريه ان كل مايُكتب هنا
أو ينشر لايمر مرور الكرام على الجهات الامنية والبحثية في هذا البلد كما تقتضيه الضرورة .
الشاهد في القول أننا قدمنا النصح لكن لم يستمع الينا أحد ولم نتوارى أو نخاف بل نطقنا وحذرنا بشجاعة ومسؤلية ومحبة وقمنا بواجبنا الانساني والاخلاقي على أكمل وجه تجاه هذا الوطن الذي نتشرف بحمل جنسيته وهاهي نتائج تحذيراتنا يراها الجميع.
لذلك حينما ترى البعض ذاهب الى الهاوية عليك بتحذيره ولاتكتفي بمجرد مشاهدته يسقط فيها لأن لاخير فيك إن اكتفيت بدور المشاهد الخائف والعاجز.

 

*أديب وصحافي يمني امريكي



مقالات أخرى للكاتب

  • لقد انتصرت غزة ايها الجبناء
  • لو كنت مكان عبدالملك الحوثي - عبدالناصر مجلي
  • رغم حبهم للحرب إلا أن السلام سينتصر رغم أنوفهم





  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي