خربشات نفسيه في جدار الشخصية !
2021-07-28
عبدالوهاب جباري
عبدالوهاب جباري

( اليمني ) وغيره من أخواننا العرب وأشقائنا المسلمين 
_ وهو يبدو فاقد الثقة بنفسه ، ضعيفا ؛
مرتعشا / أمام الاخرين / لماذا؟
وأنا أتساءل هنا (لماذا)؟
ليس جلدا للذات أو إنتقاصا من القيمة أو تهبيطا للمعنويات
وانما دعوة للتفكير
في تركيبة الشخصية اليمنية وكيف يراها الآخرون عربا وعجما
أن ينظر لليمني على أنه شجاع ، كريم ، مقاتل ، أصيل
فهذا مايبعث على الفخر والإرتياح
أما إن كانت النظرة له دونية
كفقير ، متخلف ، جاهل ، مريض ، بربري ، قبيلي متعجرف
وحق قات وبردقان ويبدو فظا غليظ القلب .. ولا يحتمل ؟
فهذا مالانسكت عنه
والمواطن والمواطنة اليمنية كباقي خلق الله تعالى
فيهم الذكي والبليد
والناجح والفاشل
والمنطوي والمعزول
والإجتماعي والمنفتح
أجل :
بيننا و فينا الذكي جدا
والمتبلد
وكما الإنسان دائما إبن بيئته ، فالتباين في اليمن ملحوظ
ورحلة بالسيارة في الأرجاء هنا وهناك ستعرفك طقوس و أجواء اليمن المتنوعة ، المدهشة !
ففي يوم واحد قد تشهد في رحلتك _ بالسيارة _ الفصول الأربعة مجتمعة ..
كما أيضا الماضي _ ماضي الشعوب والدول _ يخلق في الحياة الراهنة؛ تراكمات من عادات وتقاليد وأعراف
وله دور كبير في توجيه بوصلة السلوك ؛
على سبيل المثال:
المغترب اليمني خير تعريف وعنوان للشخصية اليمنية ؛
نجح في السعودية ودول الخليج بسلوكه القبلي المتزن
ومراعاته للأعراف العربية فهو قبيلي شهم وأبي مهما كانت ظروفه في المغترب عربيا كان أو أجنبيا..
وتجده يتمتع بمرونه في قبول قوانين البلدان التي يعمل فيها
ويحترمها
فينعكس بعدئذ إحترامه للضيافة
في رد فعل المستضيفين له ..
المرحبين به دوما وبكرم وكأنه من أبناء البلد ..
والمشكلة _ الأوحد _ هي في تعكير السياسة ..
وحدها وبمفردها للعلاقات الشعبية (؟!)..
ولا نغفل عن تأثير الماضي في اليمن وشخصيته :
والتي شهدت عزلة طويلة جدا ..
يقارن بمايزيد عن ألف عام
حكم الأئمة
ومعاناة اليمني عدم الإستقرار الناتج عن صراعات الأئمة السياسية بغية الإستئثار بالحكم ؟
ورفضهم للأجنبي في المطلق
فالإنجليز فضلوا البقاء في عدن وسواحلها
لمعرفتهم مسبقا أن كلف دخول الشمال عاليه جدا..
وأنتشروا بحثا عن الثروات المعدنية (النفط) في السعودية وكل دول الخليج
لسهولة التفاهم البشري أولا معهم
فوجدوا الملك عبدالعزيز يستقبلهم ببشاشة وكرم ضيافة
فوضعوا أيديهم في يديه
ونهضت السعودية بالذات قبل غيرها ،
بينما إمامنا / الإمام يحيى / وهو يستقبل وفد شركة نفط أمريكية قبيل زيارتهم للسعودية
حرص على إرتداء قفازات في يديه طوال المقابلة
خوفا من إنتقال النجاسة التي يحملونها كمسيحيين ويهود كالكلاب الضالة إليه ؟
فأنصرف عنه الإفرنج بكل مفاجآتهم التي حلت على السعودية وإمارات ومشيخات الخليج بعدئذ؟!
فعاش اليمن في عزلة عن الخارج
وعزله داخله ( داخل/ الداخل )..
كون اليمن مجتمع زراعي
وتوجد فيه كثافة سكانية ربما هي الأعلى عالميا
تتمثل في عدد كبير من التجمعات السكانية والإسكانية في ربوعه ..
قرى وبيوتات في المنحدرات والسفوح والجبال والوديان ..
فظل الريفي / القبيلي لايدخل أقرب المدن أو البوادي إليه إلا لبيع محصوله
من الغذائيات والمواشي والبلس ( التين ) العربي والتركي
أو البن والعسل كما حبوب الذرة والقمح وغيرها..
لاتربطه بالمدينة أو البادية أي نشاطات
لا إقتصاديه ، تعليمية ، حتى إنسانية
فلاتوجد فيها حتى مشافي أو عيادات للطبابة
مابالك بمستشفيات
وظل خاضعا للحجامة والتعاويذ ونشر البخور حول المرضى
ويعود من حيث أتى لعزلته في القرية من جديد؟
حتى لو كانت له مظلمة أو شكوى مريرة ؟ فلا يأتيه ردا من الإمام ، إلا بعد شهور؟
لهذا خرج اليمن واليمنيين من عنق الزجاجة بعد ثورة سبتمبرالأم في 62 م
ليواجهوا العالم لإول مرة ..
فحدثت لنا مايشبه الصدمة الحضارية
أفقدت الشخصية اليمنية توازنها
ونزعت من داخلها الثقة بالنفس
وجلبت إرتعاش اليدين
ونحن نسافر للقاهرة وموسكو وبرلين ولندن وواشنطن ..فجأة ..
كان أكثر مما نحتمل ..
وأنعكس في سلوكياتنا بشكل عفوي ولا إرادي ..
بعدئذ:
هناك من رأى اليمني _ في الخارج _ متخلف
ومنهم من قال عنا :
اليمني مسكين في حاله
والثالث من رأي فينا خفة الدم فقط
أو كسر التوابيت في تعاملنا اليومي مع محيطنا وجوارنا بحسن نية لاتقاوم ..
وفي حال إنتقالنا من الترصد الإنطباعي
إلى معرفة ما هو مدون كنظريات ودراسات وبحوث وتطبيقات في سلوك المجتمعات في علم النفس والسلوكيات..
نستدل على أهمية السؤال:
كيف أعرف نفسي؟
أكتشفها؟
أفهمها ، بمميزاتها وعلى علاتها
بهدوء ؛ وتأني
ثم مقارنتها بالآخرين هل أنا مثلهم (فولة وأنقسمت نصفين)
أم أنهم أفضل مني أو أقل مني ( ؟! )
أم في مستواي ؟
فالعزلة كما أسلفنا كانت هي المؤسس لحالة الشخصية اليمنية
وندرة إحتكاكها البشري والحضاري مع الخارج هي السبب الأول ..
لهذا ننبهر بالأجنبي ولا نزال
ونعتقد أنه يحمل كل الحلول والأعاجيب .. لحل كل إشكال أو أزمة في بلدنا ؟
وأهم من العزلة
( الأمية )
و
( الفقر ) المدقع
منذ إنهيار سد مأرب حتى اليوم
وربما اليوم أشد وأقسى؟
ومايصاحب الفقر من إعتلال صحي بالطبع ..
ينعكس على الذهن والبدن ؟
فكيف تطلب من عيان أو مريض وفقير وأمي أن يرتقي بنفسه للدرجات العلا ..
أو يحط عينه في عيون الآخرين ..
مستحيل ..
كيف له أن يدخل مضمار السباق وهو متأخر ، عن زمنه !
وعربات قطار التحديث والمدنية والتحضر فاتته منذ قبل ولادته ؟
كما لاتزال ظروفه حتى الساعة ؛
لاتسمح له بالمنافسة أو المجاراة حتى ..
بل بتقليد الأقرب إليه في أحسن الأحوال ..
ولكي تكون قادرا على مواجهة نفسك أولا
عليك معرفة نفسك ..
وهذا إنجاز كبير لو تحقق
بحيادية ورغبه منك في التطور الشخصي سريعا ..
ثم بعد أن تحدد ماذا تريد؟
تستطيع أن تختار الطريقة / و كيف تثبت نفسك الجديدة..
وما هو أهم من كل ما سبق التأكيد على أن :
قوة عزمك على التخلص من عيوبك ونقاط ضعفك ومعالجتها والأجدر إستئصالها ..
هي " الروشتة " الفضلى لشفائك..
تشخيص الداء داخل شخصيتك الطيبة ..
وعند أن تعرف أسباب ضعفك ستعرف العلاج وستتقبله أيضا ..
على أسس علمية في السلوك والتربية وعلم النفس والإجتماع
(مش باب حوي )؟
من باحثين وعلماء ومختصين وإستبيانات
تسندها قرارت سياسية وسيادية معا
ليس لتجميل الشخصية اليمنية العامة
بل لتصحيح مسارها وصورتها في أنحاء العالم ؛
وليس الأمر _ خورات _ تمنيات فقط..
أو سيأتي من ضرب الودع و تاريخ ميلادك ولونك المفضل ؟
أو برجك في الحظ واليانصيب
بل في تحديد هدفك كفرد داخل المجتمع ،
فرد يضع قدمه على الخطوة الأولى في سباق المجتمع
لبلوغ الألف ميل / العمر كله..
لتحدد ماهي خطوتك التاليه ؛
كفرد ضمن المجتمع .. بلوغا لمجتمع معافى نشيط ، حر ، ومتوازن _ ككل _ منافسا فيما بعد في الأسرة الدولية أخيرا ..
هل بزيادة التعلم والتعليم والإنفتاح والتحلي بالشجاعة الأدبية والمغامرة والتجريب والصراع لبلوغ أهدافنا ؟
متوازيا مع تقديسنا للعمل والإنتاج ؛
و
مضاعفة الجهد في العمل ..
وأخيرا :
فتح كل نوافذنا للتيارات
والتعرف على كل الثقافات
والإختلاط بالمجتمعات والدول
بعقول مفتوحة
ونزع الخوف من الغير والأجنبي ..
بكسر العزلة بكل مسمياتها ؛
وأبرزها الفكرية ، الثقافية ، المعرفية .

*سيناريست /يمني/هولندي .
*هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن الأمة برس

 



مقالات أخرى للكاتب

  • الدوشـــــــــــــــــــان
  • دردشه رمضانيه مبكرة
  • حكاوى بطعم سلتة الحلبة الصنعانية !





  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي