كيف تحلق بعيداً
2021-03-25
عوض العمري
عوض العمري

هل هناك مستحيلات؟ لا أعتقد، ولكن يجب عليك أن تتقن فن اللا ممكن لتحقيق ما تريده في هذه الحياة.

ذات يوم كان طيران الناس مستحيلا، حتى أن بن فرناس فقد حياته وهو يحاول، كان التواصل مع أناس في دول أخرى ضرباً من الخيال، ليس هناك مستحيل، فكلما حلم الإنسان بشيء حققه بجده واجتهاده، وطبعاً قبل كل شئ بتوفيق الخالق عز وجل، ولكن كي تتقن (فن اللا ممكن) تحتاج إلى صفات عديدة، إلى بناء مهارات وتطويرها مع الوقت، وحينئذ سوف تكتشف أن كل شيء قد يحصل بمجرد الإرادة والتصميم على بلوغ الهدف.

والأهم في نظري المتواضع ليس الوصول للهدف، وإنما المحافظة على النجاح والانتقال من قمة إلى أخرى، وهذا ديدن المبدعين. الوصول للصدارة قد يكون ليس صعباً ولكن المحافظة عليها تحتاج إلى صبر وجلد وسباق مستمر مع الزمن.

اختيار فريق العمل هو الأساس في كل نجاح، لأنه لا يوجد نجاح فردي، فكيف تختار فريق عملك:

1. ابحث عن الطموحين وليس الحالمين، والفرق كبير، فالطموح يتحرك من نجاح إلى آخر، ومن تجربة لأخرى، أوكما قيل (إذا أردت أن تتعلم السباحة فألق بنفسك في الماء)، وبالمقابل يتحرك (الحالم) من حلم لآخر، وبين كل حلم و(حلم) ملايين الأعذار.

2. ابحث عن الذي (يفعل) وليس عمن (يقول)، فن الكلام من أسهل الفنون وأعظمها، فن النقاش والجدل والإقناع فنون (كلامية)، ولكنها تبقى كلاماً، فابتعد عن (المنظرين) وجد الفاعلين، وقد قيل (الفشل نوعان: نوع يأتي من التفكير بدون فعل، ونوع يأتي من الفعل دون تفكير).

3. ابحث عن الطاقات وليس عن الباحثين عن الراحة والخمول والراتب الهادئ دون منغصات، ولا تراهن على حصان أنهكه الركض الطويل ومل من السباقات المجهدة، أو على شخصية كسولة، كما قال فرانز كافا «تنبع كل الخطايا من خطيئتين أساسيتين...التسرع والكسل».

4.ابحث عمن يفكر خارج الصندوق، من يتقن التقليد لا يقدر على الإبداع وقد يكون ذلك المساعد أو العضو بالفريق، هو المنقذ لك باللحظات الحاسمة.

5. أعط من حولك الفرصة واترك المركزية، سوف تتفاجأ بمواهب مكبوتة وقدرة عجيبة للبعض على الابتكار والقيادة والنجاح.

6. ابتعد عن كل الشخصيات التي لا تتحمل المسؤولية، ليس لديها شجاعة اتخاذ القرار، ببساطة ابتعد عن المتردية والنطيحة وما أكل السبع من المنظرين.

رياضياً كان للسقوط المدوي (لفريق) برشلونة الأثر الكبير في قرع جرس الإنذار لمحبي الفريق، وكان السقوط واضحا منذ 2017، ودون محاسبة حقيقية، ونحن على أعتاب هبوط مظلي لأسطورة أحببناها ذات يوم، وهكذا هي الحياة، فالاختيارات الخاطئة تظهر نتائجها بعد حين.

عزيزي الباحث عن النجاح والإبداع والتطوير عليك أن تختار من حولك بذكاء، وأن تكون متحفزاً طوال الوقت، وإلا سوف ينتهي بك المآل إلى الخسارة، كما قال المبدع حسين عبدالرضا ذات يوم (إن لم تكن ذئباً أبرق بالت عليك الثعالب)

المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع



مقالات أخرى للكاتب

  • لا تقتل المتعة
  • عالم ما بعد كورونا وصناعة الأدوية





  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي