مفاتيح النجاح في مسار المصالحة الفلسطينية
2020-11-09
فادي أبوبكر
فادي أبوبكر

تعب شعبنا الفلسطيني العظيم كثيراً وتحمّل كثيراً، وله الحق في حياة يعمّها السلام والرّخاء والحرية من الاحتلال الإسرائيلي الجاثم على أنفاسه كما كل شعوب الأرض. ومن هنا فإنه لزاماً على كل أطراف المنظومة الرسمية الفلسطينية أن تنهي كافة أشكال الاستبداد الداخلي، والتي يُمثل الانقسام المستمر منذ أكثر من 13 عاماً أحد أبرز أوجهه، كون هذا الاستبداد يُعد أحد أهم عوامل عرقلة المشروع الوطني الفلسطيني الذي يبتغي حرية الأرض والإنسان الفلسطيني.
ونرجو في هذا السياق أن تكون النجاحات الأخيرة التي كسرت الجمود في مسار المصالحة الفلسطينية محميّة، وأن ترافقها نجاحات ملموسة على أرض الواقع، مؤكدين على أن مفاتيح النجاح في مسار المصالحة الفلسطينية خلال القادم من الأيام هي:
العمل بمبدأ الشفافية والإفصاح فيما يخص تركيبة وآليات عمل الحوار الفصائلي، وذلك في سبيل فرض حالة من الرقابة الذاتية على كافة الأطراف ذات العلاقة.
الالتزام المطلق بمواعيد محددة لانتخابات المجلس الوطني والتشريعي إلى جانب الانتخابات الرئاسية، وأن تكون مدعومة ومراقبة دولياً.
الشمولية المستوعبة لكامل النسيج الاجتماعي الفلسطيني، بما يتضمنه ذلك من احترام الحقائق الديمغرافية الفلسطينية.
ضمان وحماية مشاركة المرأة والشباب والفئات المهمّشة في المجتمع الفلسطيني.
التوافق حول معايير مهنية وموضوعية والالتزام بالإجراءات المنصفة بخصوص كافة التعيينات في المؤسسات الرسمية الفلسطينية.
لا تكتسب الوحدة الوطنية الفلسطينية أهميتها من سياق زمني أو حدث معيّن، فهي شرط أساسي في انتصار أي حركة أو مشروع تحرري. إلا أن الظرف الدقيق الذي تمر به القضية الفلسطينية من اتساع رقعة التطبيع العربي- الإسرائيلي واستعار الهجمة الأميركية – الإسرائيلية تفرض على الفلسطينيين العمل الفوري على إتمام الوحدة الوطنية لحماية القضية الفلسطينية التي بدأت تفقد مكانتها على الأجندة العالمية.
من جهةٍ أخرى، فإن الحالة الفوضوية التي شهدها مخيم بلاطة في مدينة نابلس يوم 31 تشرين أول/ أكتوبر 2020، من اشتباكات مسلحة بين مجموعات داخل المخيم، وما تبعها من إطلاق نار صوب أفراد الأجهزة الامنية الفلسطينية، لهو مؤشر خطير، يحتّم على الفصائل الوطنية القيام بتحرّك عاجل وخطوات مكثّفة لضمان السلم المجتمعي الذي يشكّل الحاضنة الأهم لمسار المصالحة الوطنية الفلسطينية.
ولا يسعنا في الختام، إلا أن نستحضر إحدى رسومات الشهيد ناجي العلي، التي يقف فيها رجل فلسطيني أمام باب بيته ( البيت الفلسطيني) قائلاً.. " اللي ما بدو يقاتل إسرائيل يفرجينا عرض كتافه .. تفضلوا بلا مطرود ... برّه !!"، وهذا الأمر ينسحب أيضاً على "اللي ما بدو مصالحة"، لأن الوحدة الفلسطينية ومقاومة المحتل الإسرائيلي مفهومان متلازمان يكمّلان بعضهما البعض.

 

*كاتب وباحث فلسطيني
[email protected]

-المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

 



مقالات أخرى للكاتب

  • المجتمع الدولي لا يعترف إلا بالقوة





  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي