كيف تنتقل من منطقة الراحة إلى منطقة النمو؟

متابعات الأمة برس
2021-03-31

 

أنت بحاجة إلى الخروج من منطقة الراحة. ربما تكون قد ألفت هذه الجملة كثيرًا في الفترات الماضية، إذ يستخدمها العديد من الأفراد في محاولة لتشجيع الآخرين، للخروج من مناطقهم والبحث عن أشياءٍ أخرى يمكنهم فعلها في الحياة. إذًا، كيف يمكن الانتقال من منطقة الراحة إلى منطقة النمو؟

الفائدة من ترك منطقة الراحة

لا يتعلق الأمر فقط بتطوير الأداء، ولا حتى ترديد كلام تقليدي عن أهمية ترك منطقة الراحة، بل هناك فوائد حقيقية من وراء ذلك. إليك 4 من هذه الفوائد:

1- تحقيق الذات

عندما تترك منطقة الراحة، فإنّك تضع قدميك نحو الوصول إلى تحقيق الذات. في نظريته عن الاحتياجات البشرية، يعرض أبراهام ماسلو خمسة مستويات رئيسية، تبدأ بالاحتياجات الفسيولوجية، وتُختتم باحتياجات تحقيق الذات، ويفترض أننا لا نصل إلى المستوى الأخير إلّا بعبور المستويات الخمسة.

بالتالي، لن يكون بإمكانك تحقيق الذات، إلّا بقرارك والخروج من منطقة الراحة، فهذا وحده ما سيجعلك تتقبل التحديات التي تمر بها، وسيكون لديك الدافع الكبير لفعل ذلك.

2- تطوير عقلية النمو

في الوقت الحالي، يحتاج العمل دائمًا إلى أشخاص يملكون عقلية نامية، ولديهم رغبة إلى التعامل مع التحديات، لا يخشون من أي شيء، ويقبلون التطوير والتعلّم من تجارب الفشل. على العكس لا يحب أحد العمل مع أشخاص يتمتعون بعقلية ثابتة، التي ترفض التغيير، وتبحث دائمًا عن المبررات عند الأخطاء.

عندما يصر الإنسان على عقليته الثابتة، فهو يعد تعبير عن إصراره بالثبات وعدم الرغبة في التحرك، بالتالي يشبه هذا رغبة الإنسان بالبقاء في منطقة الراحة. بينما الرغبة في ترك هذه المنطقة، فهو يسير مع تطوير عقلية النمو، وتقبل الأحداث المختلفة والتعلّم منها.

3- المرونة والمقاومة

هل يمكنك التنبؤ بما سيحدث لاحقًا في الحياة؟ على سبيل المثال، هل كنت مستعدًا للتحول الناتج عن أزمة كوفيد-19 والتغيرات في طريقة العمل؟ مثل حاجتك إلى العمل من المنزل. من أهم الأشياء التي تتعلمها عند خروجك من منطقة الراحة هي المرونة وكيفية مقاومة الأحداث.

عندما تظل موجود دائمًا في منطقة الراحة، فإنّ هذا يترتب عليه غالبًا عدم قبولك للأحداث، بالتالي تعرضك لصدمة فعلية عند أي تغير يحدث. بدلًا من ذلك، سعيك إلى النمو، سيعلمك أنّ هناك دائمًا أحداث وتغيرات، وأنّه ينبغي لك التفكير في آلية التعامل معها لا الوقوف في مكانك، وستكون مرنًا دائمًا وتقدر على مقاومة أي شيء.

4- زيادة الكفاءة الذاتية

تعرّف الكفاءة على أنّها قدرتك على تنفيذ الإجراءات المطلوبة لتحقيق الأهداف. عندما تخرج من منطقة الراحة، فإنّك ستمر بالتعديد من التجارب، بعضها قد يتعرض للفشل، لكن البعض الآخر سينجح. في الحالتين، سيساعدك ذلك في زيادة كفاءتك، وقناعتك بالقدرة على تنفيذ أي شيء.

بالطبع فإنّ تحقيق كل هذه الأشياء لن يحدث مرة واحدة، بين ليلةٍ وضحاها. إذ يحتاج الأمر إلى مجهود وعمل مستمر، لكن في النهاية سيكون بإمكانك الوصول إلى هذه الفوائد حقًا.

فهم المتغيرات

قبل الانتقال إلى الخطوات الفعلية للتحرك من منطقة الراحة إلى النمو. لا بد من فهم التغيرات التي تحدث لك في كل مرحلة، وما هي الصفات الخاصة بها. من المهم إدراك أنّ التغير يحتاج إلى وقت، ومهما شعرت بأنّك تتراجع الخطوات التي تقدمها، لكنّك تتعلم أشياء تساعدك في التقدم بكفاءة مرة أخرى.

منطقة الخوف

لعل هذه المرحلة هي التي تجعل الأشخاص يخشون من مغادرة منطقة الراحة. نظرًا لأنّ هذه المرحلة تحتوي على المشاعر السلبية أكثر. وفي الحقيقة، هذا الأمر منطقي إذا عدت للتفكير به. إذ مجرد قرارك بالتغيير، لن يجعلك تحققه بسعادة، بل ستكون هناك العديد من التحديات. من أهم ملامح هذه المرحلة:

1- التأثر بآراء الآخرين: عندما تبدأ أي فعل غير مألوف لك، فلا بد أنّك ستقابل العديد من التعليقات على ذلك، وغالبًا فإنّك تكون أكثر تأثرًا بها، لأنّك ما زلت لا تعرف ما إذا كنت تفعل الصواب أو لا.

2- البحث عن أعذار: عندما تقوم بأي سلوك، فإنّك تبدأ في البحث عن مبررات له، لا سيّما إذا كان السلوك خاطئًا. في جميع الأحوال، فإنّ عملية البحث عن أعذار تشتت مجهودك.

3- نقص الثقة في النفس: بالطبع أنت ما زلت غير متأكد من صواب الخطوات التي تقوم بها، إذ هناك مشاعر متضاربة من داخلك، ينتج عنها إحساس بنقص الثقة في النفس.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي