لوتان: بايدن يجلب القليل من السكينة لواشنطن بعيداً عن التغريدات العدوانية

2021-03-11

الرئيس الأمريكي، جو بايدن

بعد رئاسة دونالد ترامب التي طبعتها كل أنواع التجاوزات، لم يجذب حتى الآن الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن الانتباه إليه، وعلى عكس أسلافه، لم يعقد أي مؤتمرات رئيسية خلال الأسابيع الأولى لرئاسته.

هذا ما لاحظته الصحفية في جريدة "لوتان" (Le Temps) السويسرية فاليري دو غرافينريد، مضيفة أن بايدن إنما يخلف رئيسا متهورا فوضويا واندفاعيا رفض الاعتراف بهزيمته، ولذلك فإن المتوقع منه هو أن يجلب القليل من السكينة إلى واشنطن، بعيدا عن التغريدات العدوانية والوتيرة الجنونية للإقالات.

ولفتت إلى أن الصحفيين والمسؤولين المنتخبين ومسؤولي الدوائر الحكومية بوسعهم الآن أن يأملوا في الاستمتاع بعطلات نهاية الأسبوع، دون الحاجة إلى مراقبة تويتر عن كثب، حيث غالبا ما كان ترامب يكشف عن قراراته الجديدة.

لكن ثمة هاجس يطارد بايدن، وهو خطر أن يبدو أقل إثارة للاهتمام وأن يظهر فاترا، خصوصا أنه في سن 78، وهو أكبر شخص يتولى الرئاسة الأميركية حتى الآن، وتلك خصوصية يسعى إلى جعلها نسيا منسيا.

وهو ما يحاوله منذ اليوم الأول من رئاسته، إذ بدى مفرط النشاط، مصمما على طي صفحة ترامب، وسعيا منه لإحداث فرق كبير أصدر عشرات المراسيم. كانت أولى أولوياته بعد ذلك تمرير خطته التحفيزية البالغة 1900 مليار دولار للتخفيف من عواقب الوباء، وهو ما تم له منذ أمس الأربعاء، على أثر نصر تشريعي يمكنه التباهي به، ولم يترك أجندته تتأثر كثيرة بمحاكمة عزل ترامب التي تعامل معها مجلس الشيوخ في غضون أسبوع.

وقد أوضح جو بايدن أولوياته، وأكد توفير جرعات اللقاح لجميع الأميركيين في نهاية مايو/أيار القادم، لكنه -وفق الكاتبة- يقود رئاسته كما قاد حملته، من دون رونق حقيقي ولا جسارة واضحة، بل يبدو ملتزما بالانضباط وضبط النفس، ربما لتجنب الوقوع في الأخطاء الفادحة.

لكن ما ينتظره غالبية الأميركيين من رئيسهم -وفق الكاتبة- هو أن يكون "رئاسيّا"، وخاصة في أوقات الأزمات التاريخية المتعددة، حيث يريدونه أن يجمع بين القيادة والكفاءة والنزاهة والحنان، وهو ما يميز الرؤساء الأميركيين "الطبيعيين".

الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب

وترى الكاتبة أن بايدن يمتلك كل سمات هذه الشخصية، مشيرة إلى أن نماذج منها تجسد حياته التي تخللتها النكبات واتسمت بالتواضع وبخبرته الواسعة بسراديب الحكم في الولايات المتحدة الأميركية.

لكن هل آثر بايدن العمل بصمت مع ضبط النفس بشكل دائم؟ تتساءل الكاتبة قبل أن تورد ما قالته شبكة "سي إن إن" (CNN) التلفزيونية من أن بايدن هو الوحيد من بين آخر 15 رئيسا للولايات المتحدة الذي لم يعقد مؤتمرا صحفيا منفردا في الشهر الأول من رئاسته، ووفق مدير الاتصالات في البيت الأبيض فإن الرئيس كان ينتظر مصادقة الكونغرس على حزمة التحفيز العملاقة البالغة 1.9 تريليون دولار ووصول أول الشيكات إلى الأميركيين المتأثرين بكوفيد-19، فهل ستبدأ حقبة بايدن الجديدة بعد ذلك؟ تتساءل الكاتبة لتجيب قائلة "ربما".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي