خرف الأطفال مرض يهدّد حياتهم

2021-03-06

الأطفال المرضى بالخرف يضمرون تدريجيا حتى الموتمونستر (ألمانيا)- يندرج خرف الأطفال ضمن الأمراض النادرة، التي تهدد حياة الأطفال وفق ما أكده البروفيسور الألماني هايموت أومران.

وأوضح مدير عيادة الأطفال بمستشفى مونستر الجامعي أن خرف الأطفال المعروف علميا باسم “الداء الليبوفوسيني السيرويدي العصبي” هو مرض وراثي يحدث بسبب خلل جيني يؤدي إلى موت الخلايا العصبية بشكل متزايد.

وتتمثل أعراض خرف الأطفال في تدهور القدرة على الإبصار والمشي والتفكير والكلام ونوبات الصرع. وفي وقت من الأوقات تفشل الأعضاء الحيوية في أداء وظيفتها، وبالتالي يموت المصاب غالبا قبل إتمام عامه الثلاثين.

وأضاف البروفيسور أومران أن تشخيص خرف الأطفال عادة ما يستغرق وقتا طويلا؛ نظرا إلى أن المرض ليس معروفا، مشيرا إلى أنه لا يمكن الشفاء منه، ولكن يمكن تخفيف المتاعب كتشنجات الصرع.

ويعاني الطفل المصاب من صعوبة في القراءة وعدّ الأرقام لأن ذاكرته قصيرة المدى لا تعمل بالشكل الصحيح. وتضمحلّ قدرات الطفل العقلية فينسى ما تعلمه للتو، ويذهب والداه به من طبيب إلى آخر ومن اختصاصي إلى آخر من دون جدوى. ويحتاج الأطباء عادة بين سنتين وأربع سنوات حتى يستطيعوا تفسير أعراض المرض الأولية بشكل صحيح.

تتراوح أعمار الأطفال المصابين بالخرف عادة بين خمس وثماني سنوات، كما يقول الطبيب الألماني المتخصص فرانك شتير. في البداية لا تبدو عليهم أية أعراض ويظهر أنهم طبيعيون للغاية، ولكنهم فجأة يفقدون القدرة على الإبصار، فيذهب بهم آباؤهم وأمهاتهم إلى أخصائيي الأعصاب أو أطباء العيون كي يصفوا لأطفالهم المصابين بالخرف نظارات. لكن النظارات لا تنفع، فشبكية العين تكون قد تضررت ويصاب الطفل بالعمى في غضون سنة إلى ثلاث سنوات.

ويمكن تعريف مرض الخرف بأنه حالة صحية لكنه ليس مرضا محددا بل مصطلح يصف عددا من الأعراض كالتغيرات الواضحة في الشخصية ومشاكل السلوك. وغالبا ما تحدث الحالة نتيجة لإصابة أو ضرر أو تغيرات في دماغ الطفل، حيث قد يظهر الطفل صحيا وطبيعيا لكن دماغه لا يعمل بشكل صحيح. وقد يواجه الأطفال الذين يعانون من الخرف صعوبة في الكلام وفي بعض الأحيان تتطور الحالة ولا يستطيع الطفل التعرف على أفراد أسرته.

والخرف مجموعة من الأعراض المؤثرة في الذاكرة، والتفكير، والقدرات الاجتماعية إلى درجة تؤثر بها في ممارسة الحياة اليومية. وقد تتسبب العديد من الأمراض المختلفة في حدوث الخرف، وليس مرضا معينا.

وعلى الرغم من أن الخرف عادة ما يتضمن فقدان الذاكرة، فإن فقدان الذاكرة له أسباب مختلفة. وفقدان الذاكرة وحده لا يعني أن الشخص مصاب بالخرف.

ويفقد الأطفال المرضى بالخرف أبصارهم ثم لا يعودون قادرين على المشي والكلام ويتبع ذلك صرع وتدهور عقلي، ثم لا يأكلون شيئا، فيضمرون ويموتون وهم لا يزالون في ريعان الطفولة والمراهقة.

ويؤكد الأطباء أن الخلايا المستقبلة للضوء في شبكية العين تموت أولا ثم تموت الخلايا العصبية تدريجيا في الدماغ. ومع مرور الوقت يعاني المرضى من مشاكل في البلع، فيرفضون حتى تناول الطعام لأنهم يخافون من ابتلاعه بشكل غير صحيح.

ويواجه الآباء والأمهات مشكلة في اتخاذ قرار صعب للغاية، وهو إما بترك أنبوب التغذية يستمر في تزويد أطفالهم بالسوائل والمواد الغذائية أو نزعه كي لا تطول مرحلة المرض ومن ثمة يفقدون أطفالهم.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي