الكلاب رافقت البشر الأوائل في رحلتهم إلى أميركا الشمالية

2021-02-25

نقش اثري قديم على الصخر يبين الرابطة التاريخية بين الانسان والكلابنيويورك - تشير المعارف المتوافرة حتى اليوم إلى أن البشر وصلوا إلى الجزء الشمالي من القارة الأميركية آتين من سيبيريا بعد عبور ما بات يُعرف بمضيق بيرينغ قبل 30 إلى 11 ألف سنة.

وتسجل الدراسات منذ زمن بعيد ارتباطا تاريخيا قويا بين البشر والكلاب، كما أن تحليل الحمض النووي الخاص بالكلاب مفيد في تتبع تاريخ المستوطنات البشرية.

وحلل علماء في جامعة بافالو بولاية نيويورك الأميركية الحمض النووي لقطعة عظم من كلب عُثر عليها في جنوب شرق ألاسكا بعد كانوا يعتقدون في بادئ الأمر أن القطعة عائدة لدب.

وكشف تحليل معمق أنها جزء من عظمة فخذ كلب كان يعيش في المنطقة قبل حوالي عشرة آلاف ومئة وخمسين سنة. وهو يتشارك السلالة الوراثية عينها مع كلاب أميركية سبقت وصول تلك المنتمية إلى أجناس أوروبية رافقت طلائع المستوطنين في القارة الأميركية.

وقد تحدرت هذه الكلاب من أجناس تسمى سيبيرية قبل حوالي 16 ألف سنة، في فترة يقول العلماء إنها قد تكون شهدت سلوك البشر الطريق الساحلي الذي أتاح لهم بلوغ قارة أميركا الشمالية من سيبيريا الحالية.

وقالت عالمة الأحياء المتخصصة في تطور الأجناس في جامعتي بافالو وداكوتا الجنوبية شارلوت ليندكفيست “نظرا إلى ارتباط الكلاب بالتوسع المكاني للبشر، تساعد بياناتنا على تحديد ليس فقط التاريخ بل أيضا مكان دخول الكلاب والبشر إلى الأميركيتين”.

وتدعم الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة “بروسيدينغز أوف ذي رويال سوسايتي بي” نظرية أن البشر دخلوا قارة أميركا الشمالية من سيبيريا عبر طريق ساحلي.

وأوضحت ليندكفيست “نظن أن موجات النزوح الأولى للبشر في المنطقة كانت أكبر مما يُعتقد”.

وأظهر تحليل أجزاء العظام أن الحيوان كان يتبع نظاما غذائيا “بحريا” يستند خصوصا على بقايا الأسماك والفقمة والحيتان.

ولفتت ليندكفيست إلى أن الكلاب وصلت خلال موجات هجرة متتالية، كانت الأولى من شرق آسيا مع شعب ثولي (أسلاف الإسكيمو)، ثم مع كلاب هاسكي سيبيرية أتت من ألاسكا خلال حمى الذهب في القرن التاسع عشر.

وتقدم الدراسة معطيات جديدة في الجدل القديم المتمثل بمعرفة ما إذا كان البشر الأوائل بعد اجتيازهم مضيق بيرينغ قد تقدموا في قارة أميركا الشمالية من خلال ممر قاري أو عبر طريق ساحلي على طول المحيط الهادئ.

وتبيّن أن بقايا كلاب سابقة لطلائع البشر في قارة أميركا الشمالية عُثر عليها عند طريق ممر قاري هي أحدث عهدا من تلك التي اكتشفها فريق ليندكفيست عند المسار الساحلي. وهذا الأمر يعزز فرضية وصول طلائع البشر إلى القارة عبر مسار ساحلي.

وقالت ليندكفيست إن “الكلب الساحلي ينحدر من الكلاب التي شاركت في الهجرة الأساسية”.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي