الزوجة الناشز.. كيف تتعامل معها؟

متابعات الأمة برس
2021-02-23

الزواج هو ذاك الرباط المقدس الذي يربط رجلاً وامرأة ليس رباطاً دينياً فقط، بل رباط روحي ليكونا واحدًا ويملكان عائلة تنفعهما وتنفع المجتمع، ولكن قد ينتج عن ذلك الزواج في بعض الحالات نشوز الزوجة، والنشوز في الشرع يطلق عندما تعصي الزوجة زوجها، وامتناعها عن تأدية ما له عليها، وقد يكون النشوز أيضاً في بعض الحالات ناتجاً عن الزوج، وفي التقرير التالي نرصد لكم الزوجة الناشز.. كيف تتعامل معها؟

كيفية التعامل مع الزوجة الناشز

الخلافات في الحياة الزوجية أمر شائع الحدوث، ووفق قول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز قال تعالي: "وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا".

هكذا تتعامل مع الزوجة المسيطرة

ومن تلك الآية الكريمة يمكننا أن نتعرف أن النشوز يتم التعامل معه وفق أساليب معينة وتدريجية لا يسبق أحدها الآخر، وأولها الموعظة الحسنة، والمقصود بها الوعظ والإرشاد عن طريق الألفة والمحبة والنصح بمواقف ما تفعله الزوجة، وحقوق الرجل على زوجته وضرورة أن تعطيه حقوقه عليها.

الخطوة الثانية إن لم تفلح خطوة خطوة الموعظة الحسنة، تكون عن طريق الهجر والمقصود بها هجر الرجل لزوجته في الفراش وعدم مضاجعتها، أو التعامل معها أو الحديث معها لمدة لا تقل عن 3 أيام، والمقصود من ذلك تأديب الزوجة وليس التعالي عليها أو إذلالها أو كشف سترها، ويجب أن لا تزيد مدة هجر الرجل لزوجته عن 4 أشهر، وإلا كان وراء ذلك مفسدة.

الخطوة الثالثة تكون بالضرب وهنا ليس المقصود به الضرب المبرح، بل الضرب غير المبرح إذا لم تستجب الزوجة للوسيلتين الماضيتين، ولا يقصد بالضرب هنا الإهانة أو الانتقام أو التقليل من الشأن أو التعذيب أو التحقير، ولكن مجرد التأديب لتعود المرأة لرشدها، ومن شروطه أن لا يكون عنيفاً، وليس متلفاً للنفس أو يؤذي أحد الأعضاء أو يشوه أو يكسر عضواً وأن لا يكون في موضع جمال للمرأة مثل الوجه.

أنواع النشوز

هناك أنواع وصور مختلفة للنشوز، منها أن تهجر الزوجة فراش زوجها أو ألّا تلبي دعوته للفراش، وهو ما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: "من دعا امرأته إلى فراشه فأبت لعنتها الملائكة حتى تصبح"، ولذلك فإن هناك حقاً أصيلاً للزوجة في دعوة زوجته للفراش وقتما شاء، ولكن هناك أيضاً بعد الحالات الشرعية التي لا تستطيع المرأة تأدية ذلك الواجب وفي تلك الحالة لا يكون نشوزاً.

ومن أنواع النشوز أيضاً من الزوجة أن تدخل إلى بيت زوجها من يكره، أو أن تخرج من بيت الزوج دون أن تستأذنه وهو أمر يستهين به الكثيرون، ولكن هو أمر جلل يجب الانتباه له، فلا يجوز أن تخرج الزوجة من بيت زوجها دون أن تستأذنه.

وأيضاً من صور النشوز أن تمتنع الزوجة عن طاعة زوجها بالمعروف، حيث تمتنع عن أداء حقوق الزوج والبيت من خدمة للمنزل وأهله وفق المتعارف عليه في مهام الزوجة في المنزل، وآخر أنواع النشوز هو أن تؤذي الزوجة زوجها، سواء كان ذلك من خلال الضرب أو توجيه السباب وغيرها من صور الإيذاء.

طلاق الزوجة الناشز

غالباً ما يلجأ الرجل المسلم إلى الطلاق إذا ما تأذى وتعثرت حياته الزوجية مع الزوجة، ولم يكن قادراً على إقامة حدود الله سبحانه وتعالى، وذلك في حالة كانت الزوجة ناشزاً وتترفع عن طاعته ولا تنصاع له ولا تأتمر بأمره وتتعمد عصيان كلامه، ويكون الطلاق في تلك الحالة مباحاً، ولكنه ليس الحل الأول، فكما قلنا من قبل يبدأ بالموعظة الحسنة يتبعها الهجر ثم الضرب غير المبرح وأخيراً إذا استعصى الأمر على الزوج فمباح له أن يطلق الزوجة في تلك الحالة.

وللمرأة الناشز عند الطلاق أن تحصل على حقوقها إن أراد الزوج سواء المهر أو باقي الحقوق، ما عدا النفقة، فالمرأة الناشز لا نفقة لها ويمكن أن يلجأ الزوج إذا أراد أن يعضلها لتفتدي نفسها بالمهر أو بعض منه حتى يطلقها، وفق قول الشيخ ابن عثيمين: "إن الزوجة إذا صارت ناشزا صار لزوجها أن يعضلها ويضيق عليها حتى تفتدي نفسها منه".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي