لماذا تطارد ناسا كويكبات أحصنة طروادة الفضائية في رحلة مدتها 12 سنة؟

متابعات الامة برس:
2021-02-10

شادي عبد الحافظ: في أكتوبر/تشرين الأول من العام الجاري تطمح وكالة الفضاء والطيران الأميركية "ناسا" (NASA) لخوض رحلة جديدة من أجل استكشاف أصول المجموعة الشمسية، وذلك عبر إطلاق مهمتها الواعدة "لوسي" (Lucy) التي تبدأ رحلة مدتها 12 عاما لدراسة 7 من كويكبات حصان طروادة.

أحصنة طروادة

نعرف أن الكويكبات توجد في منطقتين أساسيتين في المجموعة الشمسية، الأولى هي حزام الكويكبات بين المريخ والمشتري، والأخرى هي حزام كويبر خلف كوكب نبتون، لكن ذلك لا يمنع وجودها في مناطق متفرقة من المجموعة الشمسية.

لكن أهم تلك المجموعات المتفرقة من الكويكبات وأكثرها كثافة هما مجموعتان تدوران في مدار كوكب المشتري، واحدة أمامه، والأخرى خلفه.

وتتجمع أجرام أحصنة طروادة حول ما تسمى "لاغرانج بوينتس" (Lagrange Points)، وهما نقطتان رياضيتان توجدان أمام وخلف المشتري على نفس المسافة من الشمس ومن المشتري، وسبب وقوفها في تلك الأماكن تحديدا هو تساوي تأثيرات الجاذبية فيها بين الشمس والمشتري، فلا تنجذب لهذا أو تندفع بسبب ذاك.

ويعتقد علماء ناسا أن هذه الأجرام كانت قبل أكثر من 4.5 مليارات سنة جزءا من عملية نشأة الكواكب، حيث تتجمع تلك القطع الصغيرة واحدة تلو الأخرى لتلتحم معا، ثم في النهاية تصنع الكوكب الذي يتخذ الشكل الكروي مع الزمن بفعل جاذبيته الخاصة.

ولهذا السبب يهتم باحثو ناسا بكويكبات طروادة، فربما تساعدهم على كشف أسرار مهمة عن تاريخ النظام الشمسي أو تاريخ الحياة فيه.

 

رفاق الأرض

نعرف الآن أن هناك أكثر من 6 آلاف من هذه الأجرام تدور حول المشتري في مداره، كذلك فإن 4 منها تدور في مدار المريخ، و28 تدور حول نبتون، وبالطبع فإن هذه الأرقام لا تعبر عن عدد الأجرام الحقيقي، إنها فقط ما رصده العلماء.

أما الأرض فلها أحصنة طروادة الخاصة بها أيضا، أولها مؤكد، وقد رصده العلماء في عام 2010 وسمي "تي كي7 كي 2010" (2010 TK7K)، أما الآخر فقد رصد في نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول الماضيين حول الأرض، ويسمى "إكس إل5 2020" (2020 XL5)، لكن الأمر يتطلب مزيدا من الدراسة لمداره، لتأكيد كونه أحد أجرام طروادة التي تتبع مدار الأرض في السماء.

ومن المؤكد أن الأرض تمتلك في مدارها مجموعة أكبر من تلك الأجرام، لكن لأنها صغيرة جدا فإن رصدها أمر صعب، كذلك فإنها لا تمثل خطورة علينا.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي