سفاح الزودياك الخفي: شيفرة عمرها 51 عامًا تفك عقدتها الآن!

2021-01-18

أحمد سامي

العالم مليء بالأشياء التي ربما تجعلك لا تنام ليلًا- ولا حتى نهارًا- وفعلًا قادر على إقلاق منامك باستمرار. البشر قاسون، لا شك في هذا، لكن القسوة شيء، والقتل بدمٍ بارد شيء آخر تمامًا، وهذا هو الحال مع سفاح الزودياك الخفي الذي استهدف الأصدقاء الحميميين لفترة طويلة، وكانت له أكثر من ضحية تمثلت في أكثر من جريمة عجزت منظمة الـ FBI عن حلها لسنين طويلة.

اليوم تم كشف الستار عن الشيفرة التي نشرها القاتل منذ 51 عامًا، والتي قال فيها أنها تحمل بعض الخيوط التي قد توصل الشرطة إليه. فما قصة هذا السفاح؟ وكيف للمختصين أن فكوا عقدة شيفرته بعد سنين طويلة وباتت فجأة هي حديث الساعة؟

هذا ما سنعرفه اليوم، استعدوا لمقال دسم يا أعزائي!


الرجل الذي حيّر شرطة العالم

تاريخ سفاح الزودياك
سفاح الزودياك هو رجل مختل، قتل بالفعل خمسة أشخاص، وسعى لقتل اثنين آخرين بولاية كاليفورنيا الأمريكية في عاميّ 1968 و 1969. الأمر كان مأساويًّا وقتها، نظرًا لعدم وجود رابط بين الضحايا، وكون أول ضحيتين له من طلّاب المدرسة الثانوية، أي شباب في عمر الزهور، مما جعل الفاجعة كبيرة جدًا وسرعان ما لفتت أنظار الصحف لتكون التريند رقم 1 في الولايات المتحدة الأمريكية، هذا قبل وجود ما يُعرف بالتريند في عالم الإنترنت فعلًا.

وبالطبع كما يحدث على مدار التاريخ، يجب أن يأتي ناس إلى وكالات الأنباء عبر البريد والهاتف، ليقولوا أنهم القاتل الشهير، وأن هناك نوع من المساومة يجب أن يتم. لكن في هذه الحالة، الأمر لم يكن مزحة فعلًا، حيث تواصل القاتل مع منصات إعلامية كثيرة وقتها، وقدم دلائل تُثبت أنه فعلًا الفاعل. ومن ضمن تلك الدلائل وجدوا تفاصيل دقيقة لمواقع الجرائم وأدوات القتل وغير ذلك، مما يجعله التواصل الأول بين القاتل المجهول، والميديا المرتعدة.

الأحجية الأولى
بدأ سفاح الزودياك لاحقًا بما يُعرف بموجة الرسائل المشفرة. في علم الجريمة، التشفير يدل على أن المجرم يتباهى بالذكاء الشديد الذي يمتلكه، نفس الذكاء الذي مكنه من القتل دون أن يُقبض عليه، ونفس الذكاء الذي شفر به رسالته الخفية ليقوم أعتى خبراء التشفير بمحاولة فكّها. وبالفعل، هذا ما عكفت على فعله الشرطة والـ FBI يدًا بيد، حتى توصلوا إلى ترجمة رسمية لأول أحجية.

الأحجية تكونت من 408 رمزًا بالتمام والكمال، وأخذ فك شيفرتها وقتًا فعلًا. قام القاتل بإرسالها لأكثر من قناة وصحيفة في نفس الوقت، وأصر على نشرها وإلا سيقتل المزيد والمزيد بدون رحمة، لذلك نُشرت على الفور.

بالطبع بعد فكّ شيفرة الأحجية، تبين أن القاتل الذي وعد الجمهور بوجود دليل على هويته في تلك الأحجية، كان كاذبًا بطبيعته، وأن الأحجية لم تحتوِ إلا على مخطط لما سيقوم به القاتل في الأعوام التالية، والذي بالمُجمل يخدم خطته الشاملة للخلود. وهذا حيث قال سفاح الزودياك في رسالته الغريبة أنه يجمع “العبيد” للحياة ما بعد الموت، أي أنه يضمن لنفسه مكانًا كـ “سيد” بعد تركه لهذه الحياة. وللأسف، لم يصرح عن هويته، معللًا أنه إذا فعل ذلك، فهذا يتعارض تمامًا مع مخططاته التي في النهاية يجب أن تضمن له وجود هؤلاء العبيد، وإفشاء الهوية وإطالة العمر في السجن ربما سيحول دون تحقيق ذلك.

الأحجية الثانية
هذه هي الأحجية التي حيرت الخبراء طيلة 51 عامًا، سواء بالشرطة المحلية أو الـ FBI حتى، إنها أسطورة السفاح الخالدة، وهي محور حديث مقال اليوم بأكمله!

أرسلها سفاح الزودياك مباشرة بعد أن قتل آخر ضحيتين في ملفه الأسود، وهذا تحديدًا كان في نوفمبر 1969. هذه المرة الشيفرة كانت مكونة من 340 رمزًا. وفعلًا أخذت كل تلك المدة لفكها، والمثير للدهشة أن الفك لم يأتِ على أيدي خبراء فك تشفير، بل على يد ثلاثة رجال يعملون في وظائف مختلفة لا تمت بصلة لعلوم فك التشفير، أي أنهم قاموا بالأمر كهواية فقط.

سفاح الزودياك الخفي: شيفرة عمرها 51 عامًا تفك عقدتها الآن!
الأول هو مهندس برمجيات، الثاني هو متخصص رياضيات معتمد، والثالث هو مُنظم شؤون أحد المخازن الكُبرى. ثلاثة رجال، من أماكن مختلفة حول العالم، اجتمعوا سويًّا وقرروا فك الشيفرة التي حيرت العالم لأكثر من خمسة عقود بالتمام والكمال، وفعلًا نجحوا في ذلك!

سفاح الزودياك والصدمة الكُبرى!
نص الأحجية الأخيرة للمجنون سفاح الزودياك كانت صادمة بحق. اعتقد الناس أن بها الخلاص، وأن فيها أخيرًا ربما سيعرِّف القاتل عن نفسه، لكن الأحجية التي كانت طريقة حلها هي فكها وتركيبها بزوايا هندسية مثلثية ومستطيلة بأكثر من اتجاه، لم تحمل ما أراده الجمهور فعلًا، ولهذا المحتوى صادم بحق.

أرجو أنكم قد استمتعتم بمحاولة القبض عليّ. وبالمناسبة، هذا لم يكن أنا الذي تواصل مع التلفاز، وأجل، أنا غير خائف من غرفة الإعدام بالغاز. وهذا لأنها سترسلني بشكلٍ أسرع إلى الحياة الأخرى، لأنني بالفعل لديّ عبيد بما يكفي الآن. الجميع لم يكنزوا العبيد للـ “باراديس” بعد، إلا أنا. إنهم خائفون من الموت، أما أنا فلا، لأن حياتي ستكون سهلة.

هذا كان النصّ الرسميّ للأحجية الثانية والأخيرة للقاتل. وكما ترون، لم يصرح عن أي شيء، انتصر على الشرطة المحلية والعالمية، وأزهق الحياة خلف الحياة بدمٍ بارد. والمكالمة المُشار إليها هنا هي مكالمة بالفعل أتت لمحطة فضائية، قال صاحبها أنه سفاح الزودياك وأنه خائف من غرفة الإعدام بالغاز، وطلب المساعدة فعلًا، لكنه مجرد كاذب ليس إلا.

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي