كوبيش مبعوثا أمميا لليبيا.. تحديات ومنعطف بمسار الأزمة

2021-01-16

منعطف بمسار الأزمة الليبية يستبطنه تعيين السلوفاكي يان كوبيش مبعوثا أمميا إلى بلد تتقاذفه الحرب منذ سنوات.

خبراء ليبيون رأوا في الخطوة إشارة إلى استعداد الولايات المتحدة الأمريكية لإشراك قوى دولية وإقليمية في حل الأزمة الليبية.

وأوضح الخبراء، في أحاديث متفرقة لـ"العين الإخبارية"، أن ليبيا ستواجه تحديات جسام، أبرزها خروج القوات الأجنبية من أراضيها، ما يعتبر اختبارًا حقيقيًا للمبعوث الجديد ومدى قدرته على طرح مبادرات في هذا الاتجاه.

والجمعة، وافق مجلس الأمن الدولي على تعيين الدبلوماسي السلوفاكي يان كوبيش مبعوثا للأمم المتحدة إلى ليبيا، بعد نحو عام من استقالة المبعوث السابق غسان سلامة لأسباب صحية.

 تعيين كوبيش جاء بعد أن وافق مجلس الأمن الشهر الماضي على خطة أمينه العام أنطونيو جوتيريش تعيين الدبلوماسي البلغاري نيكولاي ملادينوف مبعوثا في ليبيا، لكن الأخير أبلغه بعدها بأسبوع بأنه لن يتمكن من الاضطلاع بالمهمة لـ"أسباب شخصية وعائلية".

منعطف خطير

عز الدين عقيل، المحلل السياسي الليبي، اعتبر أن تعيين كوبيش يشكل "دورة طبيعية في مسار الدول التى تعيش نزاعات مسلحة"، مشيرًا إلى أنه كان من المفترض اتخاذ الخطوة فور رحيل المبعوث الأممي السابق غسان سلامة.

 

وأوضح عقيل أن الأزمة الليبية ستعود بتعيين كوبيش إلى المعايير الطبيعية لأزمات الدول التي تمر بنزاعات مسلحة، مؤكدا أن تعيينه يعد أول مؤشر قوي على عودة ليبيا إلى هذه المعايير أو الظروف التقليدية.

وأشار إلى أن تغييرًا كبيرًا سيحدث في السياسة الأمريكية تجاه ليبيا مقارنة بسياسة فرض الحل والهيمنة التي كان يخطط لها الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب، والتي أدت إلى اعتذار الدبلوماسي البلغاري نيكولاي ملادينوف، وتعطيل تعيين مبعوث أممي خلفًا لغسان سلامة.

وأكد أن مهام المبعوث الأممي إلى ليبيا ستعود إلى سابق عهدها حتى لو تم اعتماد الهيكلية التى فرضتها واشنطن، و"التي لن ينتج عنها على الأغلب سوى تسليم الاتحاد الأفريقي المنصب الثاني الذي سيكون شكليًا ومهمشًا، في إطار صناعة آليات الحل الأجنبية بليبيا".

وفي 16 ديسمبر/كانون الأول الماضي، قرر غوتيريش تعيين ريسيدون زينينغا منسقا للبعثة الأممية؛ تنفيذا لقرار مجلس الأمن رقم 2542، ليكون مسؤولاً عن العمليات اليومية للبعثة ونحو 200 موظف، فيما سيكون مقر إقامته في العاصمة الليبية طرابلس.

مخاض وتحديات

كامل المرعاش، المحلل السياسي الليبي، قال من جانبه، إن الموافقة على إيان كوبيش إشارة إلى استعداد الولايات المتحدة لإشراك قوى دولية وإقليمية في حل الأزمة الليبية، بعد أن فشلت صفقة السفير الأمريكي ريتشارد نورلاند في تغيير المجلس الرئاسي وتعيين فتحي باشاغا المتعطش للسلطة في منصب رئيس الحكومة" بطرابلس.

موضوع يهمك : السراج يبحث تشكيل حكومة وحدة وطنية تمهد للانتخابات

وأوضح المرعاش أنه من خلال السيرة الذاتية للمبعوث الجديد، يتضح أنه خبير في شؤون أزمات الشرق الأوسط، وأن تعيينه مبعوثا أمميا إلى ليبيا، يأتي بعد مخاض عسير في مجلس الأمن الدولي، خصوصًا مع إصرار إدارة ترامب على الانفراد بالملف الليبي.

وأشار إلى أن هناك تحديات أمام المبعوث الأممي الجديد، خصوصًا فيما يتعلق بخروج القوات الأجنبية من ليبيا، ما يعد اختبارًا حقيقيًا له ولقدرته على طرح مبادرات في هذا الاتجاه.

ومن بين التحديات، تحدث المحلل السياسي عن التقدم في المسار العسكري والأمني، والمضي قدما في المسار الاقتصادي والمالي، وما يتضمنه من آليات حقيقية لتوزيع عادل للإيرادات النفطية، حتى يستمر ضمان تدفق الانتاج، بالإضافة إلى معالجة الأوضاع الإنسانية الكارثية للحروب منذ 2011 والنازحين، ومحاربة غول الفساد وتفكيك الميليشيات وسحب سلاحها، وتهيئة البلاد للانتخابات الرئاسية والتشريعية بأساس دستوري مؤقت مقبول ومتوافق عليك من جميع الأطراف الليبية.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي