فايننشال تايمز: عودة التقارب الخليجي مع قطر أعاد التوازن إلى الشرق الأوسط

2021-01-13

ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يستقبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمدلندن - إبراهيم درويش - يرى المعلق في صحيفة “فايننشال تايمز” ديفيد غاردنر أن التقارب مع قطر أعاد التوازن إلى الشرق الأوسط.

وقال إن المعانقة في الأسبوع الماضي بين الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، ومحمد بن سلمان، ولي عهد السعودية والحاكم الفعلي، أنهت ثلاثة أعوام من الحصار على الدولة الصغيرة والثرية الغنية بالغاز الطبيعي والذي قادته السعودية والإمارات العربية المتحدة.

ولن يتم التعرف على شروط الصفقة إلا عندما يتم تطبيقها وما جرى الاتفاق عليه هو تقارب تكتيكي وليس مصالحة بين المتنافسين، ويبدو أنه تعادل لقطر ضد الأضداد.

وأعاد الاتفاق الروابط البرية والبحرية والجوية للإمارة التي قطعت في حزيران/يونيو 2017 وأنهى المقاطعة التجارية. ويقول غاردنر إن الحصار كان منذ البداية تهديدا، وحظي في البداية بدعم دونالد ترامب. وبدا وكأن السعودية تريد غزو قطر. وتلاشى التهديد بعدما ذكر البنتاغون بيت ترامب الأبيض بأن قطر تستضيف في العديد أكبر قاعدة جوية أمريكية في كل الشرق الأوسط وتقوم بمراقبة قوس أزمات يبدأ من اليمن حتى أفغانستان. وبدلا من ذلك جاء المهاجمون من أعداء قطر بقائمة غسيل من المطالب غير الواقعية. وشملت إغلاق قناة الجزيرة ووقف الدعم للحركات الإسلامية ونبذ إيران ووقف التحالف مع تركيا التي أقامت قاعدة عسكرية لها في قطر والقبول بمراقبة من جيرانها تستمر 12 عاما.

ولم يذكر أي من هذه الشروط الأسبوع الماضي. ويبدو أن قطر وافقت فقط على وقف الدعاوى القانونية ضد أعدائها أمام منظمة الطيران المدني الدولي ومنظمة التجارة العالمية. ووافقت الأطراف على خفض التصعيد عبر الإعلام.
وكانت قطر قد خفضت من التزاماتها تجاه المتمردين الإسلاميين من ليبيا إلى سوريا. وحافظت مع تركيا على دعم لجماعة الإخوان المسلمين التي تمقتها السعودية والإمارات. ويعترف كل من شاركوا في الشجار الغاضب أنهم دفعوا قطر أكثر باتجاه إيران وتركيا. ولن تفكك الإمارات خطوط الإمدادات التي أجبرت على بنائها. فقطر لا تستطيع وبأي حال حل الروابط مع إيران، فكلاهما يشترك في أضخم حقل للغاز الطبيعي في العالم. ويعرف أعداؤها هذا. وبعد كل هذا فقد قامت أبو ظبي بتجديد امتيازات حقل للنفط مع قطر في 2018 وبرغم الحصار. كما تواصل دبي التي تعتبر صورة عن التقدم في الإمارات العمل كرئة إضافية لإيران التي تعاني من حصار اقتصادي. والأكثر إثارة للدهشة حسب مصادر في الخليج الطلب من قطر للعب دور الوسيط بين الإمارات وتركيا، وذلك كجزء من الاتفاق. وهذا مثير لغضب السعوديين والإماراتيين الذين يتعاملون مع المغامرات الإقليمية لرجب طيب أردوغان كتهديد عليهم.

ويرى الكاتب أن عملية إعادة ترتيب العلاقات السعودية مع الولايات المتحدة في ظل جوزيف بايدن صعبة، فقد وضع محمد بن سلمان كل البيض في سلة ترامب وأثار غضب الكونغرس بعد جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي وحرب اليمن وإغراقه السوق بالنفط الرخيص. وتحدث بايدن عن مراجعة للتحالف مع المملكة والذي يعود إلى 75 عاما. ولا يعد الاتفاق مع قطر هو فعل التوبة الوحيد المقدم لفريق بايدن، فقد خفض السعوديون من إنتاج النفط بمعدل مليون برميل في اليوم من شباط/فبراير وآذار/مارس والذي قد يساعد شركات إنتاج الزيت الصخري.

وقد يفرج السعوديون عن الناشطة لجين الهذلول، مع أن وزير الخارجية الذي سيغادر منصبه هذا الأسبوع مايك بومبيو عقد من جهود إنهاء الحرب في اليمن عندما صنف الحركة الحوثية كجماعة إرهابية. وهي إحدى القنابل المتفجرة التي سيتركها ترامب على الطاولة.

ويختم غاردنر بالقول إن قطر التي تعرضت للحسد في الخليج لأنها ستستضيف مباريات كأس العالم في 2022 قد ضاعفت من جهود اللوبي بواشنطن. وبرغم وجود منظور مواجهات أخرى مع جيرانها فقد استطاعت قطر الصمود.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي