امحوا أسماءنا".. أغنية عن العنف المنزلي تكسر المحرمات في الصين

2021-01-03

المغنية الصينية تان ويوي أثناد غناء أحدث أغنياتها (اسم مستعار) حول العنف المنزلي في الصين (غيتي)

تركز كلمات أغنية الفنانة الصينية، تان ويوي، الجديدة على حالات العنف ضد المرأة في الصين. ومن بين أكثر التعليقات بروزا على فيديو الأغنية الجديدة لتان ويوي، لخص أحدهم الغضب المتزايد للنساء الصينيات على أنه "زئير العصر، الذي لا ينبغي دفنه. هذه أغنية حرب".

في تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" (The Guardian) البريطانية، قالت الكاتبة هيلين ديفيدسون إنه على مدار الأشهر الستة الماضية، أطلقت تان، إحدى أشهر المطربات في الصين، أغانٍ فردية من ألبومها الجديد تحت عنوان "3811"، الذي روت من خلاله قصصا واقعية لنساء صينيات، من أم تقود سيارة أجرة إلى امرأة تبلغ من العمر 60 عاما لا تجيد القراءة؛ لكن الأغنية، التي كان لها صدى واسع هي التي أطلقتها مؤخرا لتسلط الضوء على العنف المسلط ضد النساء في الصين.

وفقا لمجلة "سيكث تون" (sixth tone) الصينية، فإن عنوان هذه الأغنية "زياو جوان" يعني بالصينية "اسم مستعار"، وهي عبارة تعتمدها أحيانا الشرطة للإشارة إلى ضحايا العنف المنزلي.

 تقول كلمات الأغنية

 

امسحوا أسماءنا، انسوا وجودنا، المأساة نفسها تستمر وتتكرر.

 

تستخدم قبضتيك، البنزين، حمض الكبريت.

ضعونا في البالوعة.

من سرير الزفاف إلى قاع النهر.

أو احشر جسدي في حقيبة.

 

أو ضعه في الثلاجة على شرفتك.

 

في شهر أكتوبر/تشرين الأول، انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو صادم لرجل يضرب زوجته حتى الموت أمام أعين المارة في شانشي.

وفي وقت سابق من هذا العام، توفيت المدونة الشهيرة على مواقع التواصل الاجتماعي المعروفة باسم "لامو" عن عمر يناهز 30 عاما، حرقا على يد طليقها. وحسب ما ورد، تحقق الشرطة فيما إذا كان زوجها قد سكب البنزين عليها، وأشعل النار فيها خلال بث مباشر كانت تجريه على إحدى تطبيقات التواصل الاجتماعي الصينية.

وفي يوليو/تموز، ألقت الشرطة القبض على رجل يشتبه في قيامه بقتل وتقطيع أوصال زوجته في محاولة للتخلص من جثتها في بالوعة الصرف الصحي.

انتشار غير مسبوق

وتجاوبا مع هذه الأغنية، قام الصينيون بالتنديد بظاهرة العنف ضد المرأة، لكي تتصدر عناوين الأخبار في الصين. ومن جهتها، قالت الناشطة النسوية الصينية شيونغ جينغ "لم يصدر عمل مماثل من قبل" مضيفة "لا يمكننا أن نتوقع من أغنية أن تُغير الكثير؛ لكن من المثير رؤية الضجة التي أحدثتها، لا أستطيع أن أتخيل رؤية عمل مثلها قبل 3 أو 5 أعوام".

ورغم قلة الإحصاءات الوطنية الرسمية، تشير دراسة استقصائية أجراها الاتحاد النسائي لعموم الصين عام 2010 إلى أن 24.7% من النساء المتزوجات -تتراوح أعمارهن بين 24 و60 عاما- قد تعرضن للعنف المنزلي. وفي عام 2015، وجدت محكمة الشعب العليا أن 10% من قضايا القتل العمد تنطوي على عنف منزلي.

أشارت شيونغ إلى أن أغنية "زياو جوان" أظهرت مدى عمق التصورات المتأصلة حول النوع الاجتماعي، حيث إن الوعي بالعنف المسلط ضد المرأة غالبا ما "يُمحى"، ليس فقط اجتماعيا؛ وإنما منهجيا أيضا. وما زال هناك نقص في مساعدة النساء، بينما تتواصل إخفاقات أنظمة الشرطة والمحاكم، التي لها هدف تشريعي واحد يتمثل في الحفاظ على تماسك الأسرة.

أضافت شيونغ أن "النساء يردن حقا طلب المساعدة؛ لكن هذا أمر صعب عليهن، فالشرطة والمحاكم وهذا النوع من الأعمال يجعل الناس يشعرون كأنهم لا يستطيعون فعل أي شيء حيال ظاهرة العنف الأسري".

أكدت شيونغ أن الصينيين "بعد حركة "أنا أيضا" (Me Too) في الصين، وبعد يناير/كانون الثاني من عام 2018، بدؤوا بالفعل الحديث عن مصطلحات على غرار العنف القائم على النوع الاجتماعي، التحرش الجنسي، حيث تشجعت معظم النساء على الحديث عن تجاربهن. لهذا السبب، أعتقد أن هذا هو أساس أغنية تان".

وأشارت الكاتبة إلى أن التعبير بحرية في الصين أمر يمكن أن يعرض صاحبه للمخاطر، حيث إن الصحفيين والفنانين والنشطاء، الذين ينتقدون الدولة يتعرضون للمضايقات باستمرار. ففي عام 2015، سُجنت 5 ناشطات نسويات بتهمة التخطيط لتوزيع ملصقات على الجمهور. وفي الآونة الأخيرة، طُلب من شو شياو شوان -وهي ناشطة بارزة من حركة "أنا أيضا"- بإسقاط تهمة كانت قد رفعتها ضد مذيع تلفزيوني شهير تحرش بها جنسيا.

أعرب معجبو تان عن خوفهم من أن ينتهي المطاف بإخضاع أغنيتها للرقابة. منذ إصدار هذه الأغنية، بدأ معظم مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في الصين يحتفون بالأغنية، حيث حاز وسم "كلمات تان ويوي شجاعة" على  أكثر من 330 مليون مشاهدة على موقع المدونات "ويبو" (WIPO).







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي